هو نموذج لرجل الاعمال الناجح ، شق طريقه في مجال الاعمال في سن مبكر، دفعه فضوله للإنخراط بأعمال والده الذي سلحه بتوجيهاته وساهم في صقل شخصيته وتطوير مهاراته وتشجيعه ودعمه في اجتياز كل الصعوبات التي كان يواجهها "من أسهم في صقل شخصيتي وفي تطوري هو والدي الذي آمن بقدراتي ووثق بي بالرغم من صغر سنّي وقلّة خبرتي في مجال الاعمال ""، هذا ما اكده الرئيس التنفيذي لمجموعة تحسين خياط و مؤسس شركة (MEP) للطاقة كريم خياط، في حديث خاص للنشرة الاقتصادية، معتبرا "إنّ الرجل الناجح يتوق دوماً إلى التطوّر وإكتشاف أفقٍ جديدة" فهو شاب طموح ومثابر يشكل عالم الأعمال مجاله الرحب والنجاح و التطور هدفه الدائم.

- بأي جامعة درست؟ و بأي مجال تخصصت؟

انا خرّيج الجامعة الاميركية في بيروت. درست إدراة الاعمال مركزاً على إدارة الشركات والإستثمارات. حاولت التخصص في مجالات تشكّل ركيزة لمجموعتنا بخاصة أنّ أعمالنا في نموٍّ وإنتشار متزايدين.

- ما علاقة الدراسة الأكاديمية أوالإختصاص بالنجاح؟

الدراسة الاكاديمية هي الخطوة الضرورية للدخول الى عالم الأعمال، لكنني رغم ذلك كنت أواظب على العمل في الشركة حتى أثناء الدراسة كون مكاتبنا على بعد خطوات من الجامعة.

أظن أن الإختصاص الجامعي ثانوي فيما يتعلق بالنجاح، فربّما يتخصص المرء في أي مجالٍ يحبّه، لكن يبقى أن الأساس هو القدرة على التفكير النقدي والجرأة على المغامرة في الأعمال لتحقيق النجاح المطلوب.

إنّ المثابرة والخبرة كنزان لا يصل إليهما المرء الا بعد إتمام الدراسة وتكوين رؤية واضحة للمستقبل ولفرص الإستثمار.

- كيف بدأت مسيرتك المهنية؟

بدأت العمل في عمر 19 سنة وخلال مرحلة الدراسة الجامعية دخلت الى سوق العمل في إحدى شركاتنا كمسؤول مبيعات. إعتبرت أن نجاحي يكمن في المسؤوليات التي أتحملها  والإستقلالية في إتخاذ القرارات. كان أبي مشجعاً وداعماً لي بخاصة في الصعوبات التي كنت أواجهها ولم تكن الأخطاء التي كنت أرتكبها تحدّ من إندفاعي في معرفة المزيد.

في بداية مسيرتي المهنية،  بدأت بتوزيع الكتب في لبنان لكنني لم أكتف بهذا القدر فحسب بل سارعت الى توسيع نطاق مسؤولياتي الى الدول العربية متعاوناً وفريق العمل المكلف بالإشراف على تلك الاسواق. تعلمت الكثير من المدراء العامين والعاملين معنا عن ماهية عملنا وروح التضامن التي كان يتمتّع بها كافة الموظفين.

في ذلك الوقت كنت شابّاً يافعاً ومندفعاً وما زلت كذلك. في بداياتي دفعتني" حشريتي" الى التدخل في شركات العائلة والتعرف أكثر على خدمات ومجال عمل كل شركة. بدأت أضع الخطط لأعمل على تطويرها كي تكون الأبرز والأنجح، معتمداً على ما كنت أراه خلال سفري إلى الخارج، ومن خلال علاقتي مع العديد من رجال الأعمال الناجحين في العالم ومن خلال قراءة الكتب المتنوعة. لكن من أسهم في صقل شخصيتي وفي تطوري هو والدي الذي آمن بقدراتي ووثق بي بالرغم من صغر سنّي وقلّة خبرتي في مجال الاعمال.

- ما المراحل التي قطعتها لتصل الى ما أنت عليه اليوم؟

لقد إجتزت الكثير من المراحل ومازال أمامي الكثير لأنجزه، فالطريق طويلة وما زلت في البداية. إنني أنخرط اليوم في أدق ّ التفاصيل وأتابع عملية التوزيع والتوضيب والمبيعات في كبرى شركاتنا وهي في مجال الكتب المدرسية والنشر. ولكنني ذهبت إلى أبعد من ذلك، فقمت بتأسيس أعمال أخرى في مجال الطاقة والفندقية والرياضة وما إلى غيرها. في النهاية، إنّ الرجل الناجح يتوق دوماً إلى التطوّر وإكتشاف أفقٍ جديدة.

منذ صغري وأنا أرى والدي يعمل، وأستمع الى ما يدور من حولي. بدأت أعمل كبائعٍ للكتب المدرسية والمناهج في لبنان، تطورت الشركة لتصل الى الدول العربية. توسّع فريق العمل، وتوسعت مسؤولياتي على صعيد المجموعة في مختلف شركاتها. ثم أخذت على عاتقي مسؤولية عملية إعادة تنظيم الشركة، وبعدها أصبحت أدير الإستثمارات الجديدة للشركة وفيها نجحت في إدخال مجالات الطاقة، والرياضة، والفندقية وغيرها من القطاعات التجارية الجديدة الى المجموعة.

"يمكننا المساعدة كثيراً في لبنان، لكن مجال الإنتاج محصور بشركة كهرباء لبنان فقط وهذا الإحتكار لا يسمح لنا بالعمل في لبنان حالياً".

- اخبرنا عن شركتك (( MEP؟ ما الدور الذي تقوم به وكيف يمكنها المساهمة في تعزيز وتطوير قطاع الكهرباء في لبنان؟ وكيف تقيم أداءها؟

تاسست شركة MEP  سنة 2010 في بيروت، وعملت في مجال تطوير قطاع الطاقة في افريقيا والشرق الاوسط. وكان الإستثمار الأبرز لها  في العراق وتحديدا في مدن اربيل وداهوك في إقليم كردستان. هذه الشركة هي باكورة الشركات التي أدخلتها الى مجموعتنا وهي تلاقي نجاحا كبيراً. لقد إستطعنا أن نبني فريق عمل حقق نتائج سريعة زادت من إنتاج الطاقة في المحافظات الشمالية  في العراق. إستفدنا من خبرات دولية أوروبية، كما أتممنا العمل حسب كل المواصافات التي وضعتها وزارة الطاقة في كردستان. وبعد تحقيق هذا النجاح، نبحث الآن في كيفية نقل خبراتنا وهذه التجربة الناجحة الى حيث هناك فرص لإنشاء معامل لإنتاج الطاقة في الشرق الأوسط ، أو ترميمها، أو تحسينها.

يمكننا المساعدة كثيراً في لبنان، لكن مجال الإنتاج محصور بشركة كهرباء لبنان فقط وهذا الإحتكار لا يسمح لنا بالعمل في لبنان حالياً. نأمل أن يتمّ حلّ هذه المشكلة الأساسية في المستقبل في لبنان وذلك من خلال الإعتماد على القدارات المتوافرة في القطاع الخاص اللبناني.

- ما الأسباب الحقيقية برأيك لمشكلة الكهرباء في لبنان؟

برأيي، إنّ الأسباب الحقيقية وراء مشكلة الكهرباء في لبنان هي سياسية. كما أن غياب التخطيط والرؤية على المدى البعيد تعيق إمكانية طرح حلول جذرية. فقطاع الطاقة شهد تطوّراً سريعاً وهو يرتبط بسياسات الدولة مباشرة، فلا حلول من دون إنفراج سياسي.

هناك الكثير من الحلول للكهرباء في لبنان، لكن هناك ارادة سياسية واحدة مفقودة دائما.

-  من المعلوم انه كانت لك مساهمة في مجال التعليم أيضاً. أخبرنا عنها وعن إنجازاتك في هذا المجال؟ و ما هي الـ" e-learning technology" ؟

لقد بدأنا العمل في مجال النشر للكتب المدرسية والمناهج اللغوية والعلمية والكتب الجامعية. مع دخولنا عصر التكنولوجيا وتطور التعليم في المدارس والجامعات، إنتقلنا في ما ننتج من مناهج وكتب الى التعليم الإلكتروني e-learning. بالفعل، نحن الرائدون في هذا المجال وبدأنا العمل عليه منذ أربع سنوات ومازلنا نعمل على إنتاج مناهج تفاعلية متكاملة تتماشى ونمط التعليم الذي يختبر اليوم في الدول المتقدّمة.

أظن أن التركيز على عدد محدود من النشاطات والأعمال هو سرّ النجاح.

- كيف تحلل أسباب النجاح؟ وما برأيك المقومات التي يجب أن تتوفر لدى الشخص الناجح؟

النجاح هو جهد ومثابرة. يقول المثل الصيني ما من رجل يصحى قبل الفجر على مدى 365 يوما الا ويجمع مال. إنّ متابعة التفاصيل والمستجدات على كافة الأصعدة، وفي زمننا المتقدّم هذا، تشكّل ركيزة أساسية للنجاح في عالم الأعمال.

فضلاً عن ذلك، من المهم أن تتوفر لدى المرء خطة طويلة الأجل لتسيير حياته المهنية. فمن شأن ذلك أن يساعد على رسم صورة شاملة لما يرغب في تحقيقه على المدى القريب.

أظن أن التركيز على عدد محدود من النشاطات والأعمال هو سرّ النجاح. أرى الكثيرين ممن يضيّعون معظم أوقاتهم على القيام بأعمال مختلفة، يعملون عليها ساعات طويلة دون نتيجة وكل ذلك على حساب عملهم الأساسي.

- هل من الضروري أن يتوفر للشخص ميراث أو رأسمال ينطلق منه؟ أم يستطيع أن يبدأ من الصفر ويحقق النجاح الذي يسعى إليه؟

البدء برأسمال يسهل طبعا الدخول في أي مشروع، لكن في عالمنا اليوم ومع تطور العمل المصرفي أصبح الحصول على رأسمال ليس بالأمر المستحيل بل أصبح عملية سهلة نسبياً عند توافر دراسة جيدة ومشروع مدروس بشكل صحيح.

ولكن من دون وجود رأس مال أو العكس هي حال واحدة عندما يتعلّق الامر بالنجاح. لذلك أظن أن الإصرار والمثابرة أهم من رأس المال لتحقيق النجاح.

"أظن أن سوريا ستكون أرض خصبة للإستثمار بعد إنتهاء الأزمة".

- ما مشاريعك المستقبلية؟ و ما الاهداف التي تطمح لتحقيقها؟

المشاريع عديدة، والتركيز حالياً على افتتاح الفندق 1866. كما أن هناك مشاريع عدة في الخارج وخصوصا في العراق. الامكانيات موجودة في العديد من الدول في المنطقة وخاصة البلدان النامية. وأظن أن سوريا ستكون أرض خصبة للإستثمار بعد إنتهاء الأزمة.

نركز اليوم على نشر وتوزيع الكتب والطاقة، لكن أرى إمكانية هائلة في القطاع السياحي كذلك. أظن أن التركيز على هذه المجالات كافٍ جداً لتطوير مجموعتنا الى الأفضل.