اظهرت دراسة اجرتها شركة "اكسنتشر" المتعددة الجنسيات بأن البنوك العالمية الكاملة الخدمات  قد تخسر حوالي 35 % من حصتها في السوق بالاضافة الى ان حوالي 20 % من البنوك الاميركية قد تختفي ايضاً من السوق بحوالي العام 2020.

كما وصرح "واين بوش" العضو المنتدب للقطاع المصرفي في اميركا الشمالية لشركة "اكسنتشر" بأن التقرير تناول ايضاً في المسح الذي اجراه بعض التقلصات الواضحة.

و كشف التقرير بأن 71% من العملاء قالوا بأنهم راضون عن اداء مصارفهم و ذلك بسبب وجود فرع من مصرفهم الخاص قريب منهم.

و يقدم المستهلكون رسائل مختلطة للبنوك وذلك بسبب محبتهم للفروع و للخدمات الذي يوفرها الفرع ولكن في نفس الوقت يطالب هؤلاء المستهلكين بأن تكون خدمة الهاتف والإنترنت و الخدمات الرقمية قوية.

و لكن السؤال الذي يجب الاجابة عليه هوما الذي قد يحصل للعملاء عندما تغلق البنوك فروعها القريبة؟

ذكرت شركة "اس ان ال" المالية هذا الاسبوع ان البنوك الاميركية اغلقت حوالي 390 فرعاً في الربع الثالث فقط و تعد نتيجة كبيرة نوعاً ما.

واشار المسح التي اجرته "اكسنتشر"  ان ثلثي عملاء المصارف سوف يجدون عملية الاغلاق بالغير مريح و بأن نصفهم سوف يتحول الى بنوك اخرى نتيجة لذلك.

و قد حذرت "اكسنتشر" الى ان استعادة الولاء من العملاء يبدو "هشاً" للغاية، فأكثر من ربع العملاء اكدوا بأن عملية الإنتقال الى مصارف اخرى متعبة للغاية بين اشار النصف الى ان العروض المناسفة ليست جذابة بما يكفي لجعلها تتحرك.

فالتحدي الاساسي الذي يواجه المصارف حسبما "يشير التقرير" يكمن في كيفية بناء خبرة العملاء الرقمية و تحسين قوتها مع تقديم تكاملية فعالة من حيث التكلفة في الفروع التي يعتبرها العملاء ما زالت فعالة.

واظهر التقرير ايضاً بأن العملاء يحصلون على 34% من المنتجات المصرفية التقليدية مثل الأقراص المدمجة، وأسواق المال، والقروض الشخصية والسيارات، و حتى حسابات التوفير، من مؤسسات اخرى لا علاقة لها بمصارفهم.

التهديدات الخارجية و الجديدة للبنوك:

اصدرت شركة "اميراكن اكسبرس" بطاقة مسبقة الدفع، "بلوبيرد" بالتعاون مع شركة "وول مارت" ومن الملفت بأن عدد مستخدميها قد نما ليصل إلى مليون حساب في أقل من عام و تكلف دولار واحد في الشهر او لا تكلف ابداً اذا كان للعميل ايداع مباشر او ايداع بقيمة 500$ في الشهر، كما ويمكن للعملاء اجراء ايداعات اجهزة الصراف الآلي "موني باس" و في ال"سي فس سي".

بالاضافة الى ان معدلات النمو بالبيع على الانترنت في تزايد مستمر منذ العام 2012 و قوية جداً في بعض الفئات مثل قروض السيارات التي كانت حوالي 11% بالعام 2012 قد قفزت الى 21% بالعام 2012،  في حين ارتفعت القروض العقارية من 15% على الانترنت العام الماضي إلى 25% هذا العام.

و المسالة ذاتها بالنسبة للقروض الشخصية التي كانت بنسبة 8% العام الماضي و وصلت الى نسبة 24% العام الحالي.

اما قروض المنازل فكان لها النصيب الاكبر بالزيادة من 6% الى حوالي 50%.

و لتزدهر البنوك في المستقبل فإنها بحاجة لاعادة هيكلة فروعها، التقليل من عددها، و اعادة تشكيلها بمميزات و خدمات آلية متطورة، مثل توصيلات الفيديو التي تربط العملاء بالمستشارين المتخصصين، "كيوسك" في مراكز التسوق الكبيرة مع اجهزة تصريف آلية.

وللفروع قدرة للوصول الى العملاء و لكنه ايضأ يمثل عبئاً على ارباح المصرف، فبالاستناد الى "اكسنتشر" يحتاج البنك حوالي 2 مليون دولار لتأسيس مصرف جديد بمواصفات و خدمات مميزة للعملاء.

فالابحاث تشير الى ان اكبر 25 بنك من بنوك التجزئة في الولايات المتحدة، تنفق حوالي 50 مليار دولار سنوياً على صيانة اكثر 43000 فرعاً على الصعيد الوطني.

و اشارت "اميريكان اكسبرس" الى ان هذه الفروع قد تصبح بلا فائدة وقد يتخطاها العملاء بسبب حيازتهم لتكنولوجيا الاجهزة الذكية و قيامهم بالمهام المصرفية عبر هذه الاجهزة و تفادي الفروع مما يدفع بالمصارف الأم الى اغلاقها.  و حسبما جاء على لسان احد الخبراء بأن العام سوف يدخل بالمستقبل القريب حقبة " اللامصارف" و للمستهلكين كل القوة لفرع البنك بين كفيهم، و بأن التكنولوجيا سوف تعيد تشكيل عالم الاستهلاك في مصارف التجزئة.