هي ناشطة في الميدان الثقافي والإجتماعي، ومجازة في القانون الفرنسي من جامعة القديس يوسف عام 1979، وفي القانون اللبناني من الجامعة اللبنانية عام 1996، كما أنها أستاذة للغة الفرنسية في معهد سيدة اللويزة، ومسؤولة إدارية في الجامعة اللبنانية الكندية، وكاتبة. لكن رندى خطار لم تكتفي بدورها التعليمي بل أرادت أيضا دعم الشباب في مسيرتهم الحياتية والمهنية، ومساعدتهم على صقل مهاراتهم الابداعية، لذلك قامت بتأسيس جمعية "ثقافة ناشطة مجتمع الغد - كازا"، "Culture Active Société Avenir - CASA"، التي تختص بتشجيع الأفكار الشبابية، وحث الجيل الصاعد على الانطلاق والتقدم، وذلك بالتعاون مع الأستاذ الجامعي والمؤلف شادي عازوري، والناشطة في المجتمع المدني كارلا مطر، والفنانة التشكيلية شانتال غريب.

- كيف تم تأسيس جمعية "ثقافة ناشطة مجتمع الغد - كازا"؟

من خلال عملي في الحقل الاجتماعي كمدرسة، والمجال الجامعي، وانتمائي الى نادي "Lions Beirut Code"، لطالما كنت في خضم الحاجات الاجتماعية، وبسبب هذه المعاناة التي أشعر بها من حولي، رأيت اننا نطلب ونلوم ونعاتب، في الوقت الذي يفترض بنا أن نبدأ بالعمل والقيام بخطوة على طريق مساعدة بعضنا البعض.

أهم شعور هو الاحساس بالمسؤولية، وهذه الأخيرة ليست دائما مطلوبة من الآخر، فنحن أيضا لدينا دور أساسي فيها، يكمن في المسؤولية المجتمعية، ومن هنا أتت فكرة تأسيس الجمعية. وكنا نشكل، شادي وكارلا وشانتال وأنا، فريق واحد وروح واحدة، لذلك التقينا، وبدأنا بالعمل بهدف الوصول الى تحقيق أهداف الآخرين. وكلمة "كازا" تعني بيت، باعتبار أن لبنان بيتنا.

- ما هي أبرز أهدافها؟

كل واحد منا يتمتع بناحية ابداعية، وهناك من اكتشف هذه الناحية وعمل على صقلها ووصل الى ما يريده، وهناك من هو بحاجة الى دعم صغير لتنميتها. هذا هو الهدف الكبير الذي نعمل على تحقيقه. فجمعيتنا تتبنى كل صاحب فكرة فيها روح الابداع والتميز، لمساعدته على تحقيقها، وخلق الكوادر والرعايات، اضافة الى تقديم الدعم والتشجيع اليه. فهناك من لديهم أحلام لكنهم لا يعرفون كيفية تحقيقها.

وشعارنا هو ايجاد الناحية الابداعية في كل انسان حتى نصل الى مسؤولية فردية، توصلنا بدورها الى مسؤولية اجتماعية، وبالتالي نكون قد بنينا، من خلال هذه الطريقة، مجتمعا سليما. فكل فكرة عند أي شخص، من الممكن أن تكون جميلة ومثمرة، ان حصلت على الدعم اللازم.

- ما الذي دفعك الى تأسيس "كازا"؟

هذه الجمعية أتت نتيجة لعملي في الحقل الإجتماعي، ولإدراكي الحاجة الملحة لإيجاد متنفس ومحفز للشباب على الإنتاجية. كما أردت المساهمة بإطلاق ودعم كل طاقة شابة لديها سمات الإبداعية بهدف الوصول إلى تحقيق النجاح، لبناء مجتمع مدني ناشط.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا أسعى الى اطلاق برنامج تنموي بيئي، لتدوير المواد المستهلكة وإعادة إنتاجها بشكل قطع فنية أو ذات فائدة عملية. كما لدينا مشروع في "كازا" يتعلق بالأطفال، اذ هناك العديد من الأولاد الموهوبين بفنون متعددة، لكن أهاليهم لا يعلمون كيف ينطلقون بدعمهم.

كما أنني سأطلق في نهاية شهر أيلول الجاري، كتابي الجديد الذي يتناول قصص 7 نساء، تعتبر درسا لمن يقرأها، مقدمة بطريقة سلسة وقريبة من الناس، لكن باللغة الفرنسية.

- كيف كانت تجربتك ككاتبة عند اطلاق كتابك الأول "يومذاك قال غني"؟

هذا الكتاب كان عبارة عن شعر ونثر، وأعتبر أن شخصيتي تكونت من خلال ثقافتي الحقوقية، اذ نمت لدي ناحية موضوعية، اضافة الى طبيعتي الحالمة الرومنسية. ومن هذا المزيج حاولت تحقيق أحلامي، وأول حلم حققته كان كتابي.

وأردت من خلاله ايصال فكرة أنه لا يمكن لأحد القول أن الرومنسية لا تؤدي الى العملية، فعندما يتم الدمج بين الرومنسية والعملية يولد الابداع، وهذا ما أدعو اليه. كما أنني اعتبرت أن الكثير من الأشخاص تخلوا عن الكتاب وبدأوا يتخلون أكثر فأكثر عن الشعر، لذلك أحببت أن أعيدهم الى حب الكلمة، والى ايجاد أنفسهم من خلال حب الكلمة. فكل شخص يقرأ هذا الكتاب سيجد نفسه فيه، اذ أنه يحاكي أحاسيس جميع الأشخاص، لاننا بالنهاية كلنا لدينا الأحاسيس نفسها.

- ما الذي ساعدك على التقدم في حياتك؟

أنا هاوية الحلم، اذ لدي هواية اسمها الحلم، لكنني لا أحلم وأبقي الأمر مجرد وهم، بل أسعى دائما كي يكون الحلم طريق الى الابداع. لذلك أقول للجميع: "لا تكتفوا بالحلم، فالارادة هي العامل الأهم لوصول الانسان". كما أن إرادة النجاح، وتحقيق الذات، والجو العائلي ساعدوني على تحقيق ما أريده.

اضافة الى أن أفكار الشباب وأفكار الكبار الذين لم يتمكنوا من تحقيق ذاتهم في وقت مبكر، تعطيني الأمل بالتقدم وبالعطاء المستمر.

- هل واجهت صعوبات في التقدم مهنيا؟ وما هي برأيك أبرز المعوقات التي قد تقف في وجه تقدم المرأة اللبنانية؟

الصعوبة الوحيدة التي واجهتها مهنيا تتعلق بمحاولة التوأمة بين رسالتي كأم، وطموحاتي الشخصية والإجتماعية، لكنني لا أكف عن محاولة التنسيق الى أقصى الحدود بين هذين الأمرين، كي لا أقصر في أي منهما.

أما فيما يختص بالمعوقات التي تحد من تقدم المرأة، فلا بد من ذكر التقاليد التي لا تزال بعض آثارها تقيد إندفاع المرأة للوصول إلى التميز، اضافة الى عدم سن قوانين ترافق تطور أوضاع المرأة الإجتماعية وتثبت بعضا من حقوقها في التشريع. فحتى أهم الأمور، محرومة منها، مثل اعطاء الجنسية لولدها.

مجتمعنا اليوم ذكوري في مراكز القرار المهمة، أنما في الحقول الإجتماعية فالمرأة منافسة متساوية في كفاءاتها مع الشريك الرجل، فهي تقدمت وأثبتت قدراتها على كافة الأصعدة، خاصة في ميدان العمل حيث تحسن موقعها ومركزها ووضعها.

- هل أنت مع اقرار الكوتا النسائية في المجلس النيابي؟

أجل الكوتا لا بد منها في المرحلة الأولى، وذلك لجعل الرجل يعتاد على فكرة رؤية المرأة فاعلة ومؤثرة في الحياة السياسية العامة على قدم المساواة معه. على أن يصبح وجودها في المجلس النيابي، بعد فترة، وجودا متعادلا طبيعيا كممثلة للشعب اللبناني مثل الرجل تماما.

لذلك أنصح المرأة بأن تسعى دائما إلى مشاركة الرجل في كافة مجالات الحياة، من منطلق الكفاءة التي هي المعيار، على أن تحافظ على أنوثتها وعلى دورها كأم.