في مسح أجرته مؤسسة GTZ العالمية ​حول أسعار النفط​ في 167 دولة حول العالم، جاءت أسعار البنزين بالتجزئة في  لبنان الـ42 الأدنى عالمياً والـ15 الأدنى بين 22 بلداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما جاءت أسعار المازوت في لبنان الـ34 الأدنى عالمياً والـ15 الأدنى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويستند ترتيب الدول على سعر النفط الخام العالمي في منتصف شهر تشرين الثاني 2012 والذي بلغ 110 دولار أميركي للبرميل الواحد. أما في المسح السابق، حين استند ترتيب الدول على سعر النفط الخام الذي بلغ 81 دولار أمريكي في منتصف شهر تشرين الثاني 2010، فقد  جاءت أسعار البنزين بالتجزئة في  لبنان ال70 الأدنى عالمياً وال17 الأدنى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما جاءت أسعار المازوت في لبنان ال30 الأدنى عالمياً وال16 الأدنى في المنطقة. ويهدف هذا المسح الى تسليط الضوء على سياسات الطاقة  المعتمدة في الدول النامية ومساعدة الحكومات في تقييم مدى ملاءمة سياسات الطاقة لديها وتطبيق الإصلاحات اللازمة. وتعمل  مؤسسة GTZ، ومقرّها ألمانيا، على التنمية المستدامة وتطبيق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية حول العالم. وقد جاءت نتائج المسح في النشرة الأسبوعية لمجموعة بنك بيبلوس ​Lebanon This Week​.

وقد بلغ سعر البنزين بالتجزئة في لبنان 1,11 دولار أميركي للتر الواحد في منتصف شهر تشرين الثاني 2012 وهو أدنى من الأسعار في كلّ من  النيجر، وغواتيمالا، وباكستان وأكثر غلاءً من الأسعار في كلّ من جزر المالديف، والكاميرون، وغيانا. وقد صنّف المسح الدول في أربع فئات مقسّمة بين الدول ذات "الدعم المرتفع للبنزين"، والدول "الداعمة للبنزين"، والدول التي تفرض "ضرائب على البنزين"، وتلك التي تفرض "ضرائب مرتفعة جداً على البنزين". وصُنّف لبنان في فئة الدول التي "تفرض ضرائب على البنزين"، أي في فئة الدول التي تتراوح أسعار البنزين بالتجزئة فيها ما  بين الأسعار في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تبلغ 0,97 دولار أميركي للتر الواحد وبين الأسعار في لوكسمبورغ والبالغة 1,63 دولار أميركي للتر الواحد .وقد جاءت دول أخرى من المنطقة وهي الأردن، وموريتانيا، والمغرب إلى جانب لبنان في هذه الفئة. وقد إتّخذ المسح لوكسمبورج كمعيار للمقارنة إذ كانت أسعار البنزين فيها في منتصف شهر تشرين الثاني 2012 الأدنى بين الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي حيث تخضع الأسعار للضريبة على القيمة المضافة،  وللضرائب على الوقود، فضلا عن رسوم وضرائب أخرى خاصة بكل دولة.

وقد بلغ سعر المازوت بالتجزئة في لبنان 0,94 دولار أميركي للتر الواحد في منتصف شهر تشرين الثاني، وهو مماثل  للأسعار في إثيوبيا، وأدنى من الأسعار في كلّ من غانا، والمغرب، والأردن، وأكثر غلاءً من الأسعار في كلّ من سريلانكا، وجمهورية الكونغو، والغابون. وصنّف المسح الدول في أربع فئات مقسّمة بين الدول ذات "الدعم المرتفع للمازوت"، والدول "الداعمة للمازوت"، والدول التي تفرض "ضرائب على المازوت"، وتلك التي تفرض "ضرائب مرتفعة جداً على المازوت". وصُّف لبنان في فئة الدول "الداعمة للمازوت"، أي في فئة الدول التي تتراوح أسعار المازوت بالتجزئة فيها ما بين أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية والبالغة 0,69  دولار أميركي للتر الواحد والأسعار في الولايات المتحدة والتي بلغت 1,04 دولار أميركي للتر الواحد. وقد جاءت دول أخرى من المنطقة وهي تونس، والمغرب، والأردن إلى جانب لبنان في هذه الفئة. عالمياً، أظهر المسح  أن ​أسعار البنزين والمازوت​ بالتجزئة هي الأدنى في فنيزويلا، وسعر البنزين هو الأعلى في تركيا،  وسعر المازوت هو الأعلى في النرويج.

والمعلوم أن لبنان يستورد كلّ حاجاته من النفط. وكانت الحكومة اللبنانية قد وضعت حد أعلى لسعر البنزين بالتجزئة في أيار 2004 بسبب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية في ذلك الوقت، ممّا أدّى الى تراجع مداخيل الخزينة الناتجة عن الضرائب المفروضة على البنزين. وكانت الحكومة قد اتخذت هذا القرار مؤقتاً في ذلك الحين، إذ أنها توقعت أن أسعار النفط ستنخفض بعد وقت قصير، غير أن هذه الأسعار ارتفعت إلى مستويات قياسية الى أن عادت وانهارت مع اندلاع الأزمة المالية العالمية. لذلك اعتمدت الحكومة اللبنانية في كانون الثاني 2009 سياسة جديدة تقضي بإعادة الضريبة على البنزين وتثبيتها عند 476,5 ليرة لبنانية للتر الواحد أو 9530 ليرة لبنانية لصفيحة البنزين (20 لتر) 95 اوكتان ، وعند 474 ليرة لبنانية للتر الواحد أو 9480 ليرة لبنانية لصفيحة البنزين (20 لتر) 98 اوكتان . وتالياً، اتّخذت الحكومة قراراً يقضي بتثبيت نسبة الضريبة على البنزين عند المستوى الذي كان معتمداً في كانون الثاني 2009 وبالسماح للأسعار المحلية بالتحرك صعوداً أو نزولاً مع حركة أسعار النفط العالمية. وفي شباط  2012 ، ونظراً للإرتفاع في أسعار النفط العالمية في ذلك وقت، وافقت الحكومة على تخفيض الضريبة على البنزين ب5000 ليرة لبنانية أو ب3,3 دولار أمريكي على صفيحة البنزين (20 لتر)، ما شكّل إنخفاضاً نسبته 52,5% و52,7% على الضريبة على صفيحتي البنزين 95 اوكتان و98 اوكتان، توالياً.