"يجب أن تعامل المرأة بمساواة كلية مع الرجل في مكان العمل وفي القانون" غير أن " المرأة في لبنان لا تزال تفتقد الى حقوقها الأساسية، مما يجعل من الصعب عليها ان تؤمن بنفسها وبقدراتها، وبالتالي لا تتمكن من السعي وراء ما تريده ووراء تحقيق أحلامها"، هذا ما أشارت اليه صاحبة ومصممة موقع "mayazankoul.com" الفكاهي الذي ينشر الرسومات الفكاهية عن قضايا المجتمع اللبناني اليومية، السياسية والاجتماعية والأمنية والفنية وغيرها، خلال لقاء جمعها مع "النشرة الاقتصادية" تناولت فيه موضوع المرأة رسوماتها وتطرقت الى واقع المرأة العاملة في لبنان في ظل افتقادها الى العديد من القوانين.

مايا زنقول هي كاتبة ورسامة فكاهية في الـ26 من العمر، حازت على اجازة في التصميم الغرافيكي من جامعة سيدة اللويزة "NDU"، على الرغم من انها تعتبر ان معظم التعليم الذي اكتسبته كان من خلال الانترنت والخبرة في العمل. ومنذ 4 سنوات أي عام 2009، وفي حين كانت في أول وظيفة لها بدوام كامل بعد التخرج، شعرت بالملل وقررت إنشاء المدونة الالكترونية الخاصة بها "blog"، التي كانت تكتب فيها عن مواضيع جدية تختص بالتصاميم والرسومات، وتعرضها على أهلها وأصدقائها ونمت بعد ذلك عندما بدأوا هم أيضا بمشاركتها مع أصدقائهم، ومن هنا كانت بداية لحياة مهنية في مجال الرسم الفكاهي، تبلورت لاحقا من خلال اطلاق موقع الكتروني، أتاح لها ايصال أعمالها الى خارج حدود الوطن، والمشاركة في رسومات لكتب عدة.

- ما هو الحافز الذي دفعك الى التقدم في هذا المجال؟

حبي الكبير للتصميم الغرافيكي والرسم دفعاني الى البدء في هذه المدونة، بالاضافة الى الرغبة في مشاركة معاناة الحياة في لبنان، فلدي رؤية أنه من الممكن  فعل الأشياء بطريقة مختلفة وأردت مشاركة أفكاري مع العالم، والانترنت كان الوسيلة الأفضل لتحقيق هذا الأمر والتقدم، لأنه يتيح التعليقات اليومية والآنية لما أنشره من قراء ومتتبعي الموقع، وهذا ما أعطاني المعنويات والزخم للاستمرارية، فعندما أرى تفاعل الناس، أسعى دائما الى اعطاء المزيد.

- من أين تستوحين أفكار رسوماتك؟

أستوحي بكل بساطة من الحياة اليومية، من كل ما أراه من حولي، فالحياة فيها ما يكفي من القضايا التي تعطي الالهام لسنوات عدة الى الأمام.

في بعض الأحيان أكون عالقة في زحمة السير وأبدأ بالتفكير بعالم أفضل والأفكار تبدأ بالظهور في رأسي لتتبلور لاحقا بواحدة من الرسومات على موقعي.

- هل تلاقي رسوماتك الفكاهية قبولا من اللبنانيين؟ وهل تمكنت من ايصالها الى خارج حدود الوطن؟

أعتقد أن رسوماتي معروفة ليس فقط في لبنان بل في جميع أنحاء العالم، فظهرت في كتابين وتم ترجمة البعض منها الى اللغة الايطالية، أما السبب الذي يدعو غير اللبنانيين الى قراءة منشوراتي فهو لأنها تعطيهم نظرة مرحة وواقعية عن لبنان، تختلف عن الصور السلبية التي يرونها على الأخبار.

وكتبي الفكاهية كانت من الأفضل مبيعا في لبنان كما تم مشاركة العديد من رسوماتي وبشكل كبير وملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".

- هل تلقيت انتقادات سلبية بسبب رسوماتك "النقدية"؟

حتى اليوم لم أواجه هذه المشكلة مع أي أحد، فالناس تستوعب أن الهدف من الرسومات الفكاهية هو الدعابة، لا المهاجمة أو الإهانة، كما أنني أتفادى أن أكون هجومية وأهين أي شخص، وأنا أفضل أن أتشارك بأفكاري بطريقة مفهومة ومعروفة من الجميع بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والثقافية التي ينتمون اليها، فمن ايجابيات الانترنت هو انه عالم حر، لكن الى حد معين بالطبع.

- ما هي الصفات التي برأيك ساعدتك على الوصول؟

الصفة الأساسية هي المثابرة في العمل، الذي يشكل شغفي في الحياة، فأنا أعتبر نفسي محظوظة جدا لأن مهنتي هي أيضا هوايتي، وأحب أن أصمم تلك الرسومات وأعتقد أن هذا الحب الذي أكنه لعملي هو ما جعله ناجحا.

- ما هي المعوقات التي تقف في وجه تقدم المرأة في لبنان؟

للأسف نشهد اليوم الكثير من الفتيات المثقفات والمتعلمات اللواتي يعتقدن أن الهدف الأساسي في الحياة هو العثور على زوج ثري وهذا يشغلهم عن التفكير في مسيراتهن المهنية، كما أن في لبنان المرأة لا تزال تفتقد الى حقوقها الأساسية، مما يجعل من الصعب لها ان تؤمن بنفسها وبقدراتها، وبالتالي لا تتمكن من السعي وراء ما تريده ووراء تحقيق أحلامها.

- كيف تقيمين دور الرجل اللبناني في حياة المرأة المهنية؟

بالاجمال، يجب على الرجل أن يكون منافسا شريفا للمرأة في مجال العمل، ومن المفترض أن يكون للرجل والمرأة القدرة على المنافسة على المراكز نفسها وأنواع العمل نفسها، لكن للأسف هذا ليس الحال دائما وتطغى على المجتمع اللبناني العقلية التي تبين ان الرجل يجب أن يجني أكثر مما تجني المرأة لأن عليه بناء منزل، انما برأيي المرأة أيضا لديها منزل لبناءه ولديها الواجبات نفسها مثل الرجل وينبغي بالتالي أن تعامل على قدم المساواة تماما في مكان العمل وفي القانون.

- هل كان للرجل أثرا على حياتك المهنية؟

أعتبر نفسي محظوظة بأن يكون لي زوج داعم ومشجع الى هذه الدرجة، ويقف الى جانبي دائما في قراراتي، ولكن في الوقت نفسه أعتقد أن قدراتي على التقدم تعتمد علي فقط، وان واجهت أية عقبات يجب أن أتجنبها أو أتجاهلها والاستمرار في العمل بما أؤمن به، فالمرأة هي أيضا سيدة نفسها ويجب أن تعتمد، بالدرجة الأولى، على ذاتها.

- كيف تقيمين القوانين التي تحمي المرأة في لبنان؟

لا تزال الطريق طويلة جدا أمام تحقيق قوانين تحمي المرأة في لبنان، وحقوقها الآن محدودة للغاية، حتى انها تفتقر الى الحقوق الأسياسية مثل الحماية ضد العنف الأسري، وقوانين الاغتصاب، وقانون جنسية حيث من غير المنطق أن لا تتمكن الأم اللبنانية من اعطاء جنسيتها الى أطفالها، كما انها لا تملك الحق في فتح حسابات مصرفية لأطفالها دون موافقة الأب، وأنا آمل حقا أن أرى تغيير في هذه الأمور وأنا لا أزال على قيد الحياة.