تعد ​أفغانستان​ دولة حبيسة مساحتها البالغة 647 ألف كلم مربع، في آسيا الوسطى لتكون الدولة ذات موقع جيوستراتيجي تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا ببعضهما البعض.

ولا شك أن ​الدول المجاورة​ تزداد مخاوفها ​الاقتصاد​ي والأمنية وسط تداعيات الأحداث الأخيرة في أفغانستان.

فباكستان والذي تعتبر ​حدودها​ الأطول من بين الدول المجاورة، أغلقت معبر طورخام الحدودي مع أفغانستان لمنع العبور غير القانوني وتدفق اللاجئين.

وبحسب The Economic Times، فإن أزمة أفغانستان قد تؤثر سلبا على الاقتصاد الباكستاني وأن ارتفاع عائدات السندات الباكستانية تشير إلى فقدان ثقة المستثمرين باقتصاد البلاد.

وفي سياق متصل، عززت إيران من جهتهت حدودها مع أفغانستان لتزيد التداعيات في كابول المخاوف من تراكم أزمة المياه التي تعاني منها طهران، حيث تعتمد إيران على نهر هلمند والذي يعتبر "شريان المياه" في أفغانستان، ويغطي نحو 40% من مساحة البلاد، بينما تقدم إيران الكهرباء إلى أفغانستان.

وفي الشمال، حيث تحدها كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان، فقد قامت هذه الدول أيضا بتعزيز الحدود مع كابول سعيا للسيطرة على أمن بلادها، وهناك تزداد المخاوف من فشل مشروع TAPI لأنانبيب الغاز، وهو مشروع أنشئ في عام 2015 بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند لمد خط أنابيب غاز طبيعي عبر أفغانستان.

ومن جانب آخر، فتداعيات الأحداث الأخيرة في أفغانستان تبعث القلق لثاني أقوى اقتصاد في العالم وتهدد مستقبل مبادرة الحزام والطريق التابعة لبكين، وهو مشروع عالمي يضم حتى اللحظة 140 دولة للبنى التحتية والتنمية الاقتصادية أطلقها الرئيس الصيني في 2013، بهدف بناء شبكة اقتصادية وهياكل أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا.

وتعتبر أفغانستان دولة مهمة في مبادرة الصين حيث هي الطريق الأقصر ما بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وما بين الصين والشرق الأوسط.