اشار رئيس حكومة تصريف ​حسان دياب​، الى أنه "بالرغم من مرور 300 يوما على ​استقالة​ ​الحكومة​ تستمر الحسابات السياسية بتجاهل مصالح ​​لبنان​​ ومعاناة اللبنانيين وتعرقل ​تشكيل الحكومة​، وبسبب هذه الحسابات بات الفراغ قاعدة في البلد، بينما وجود ​الدولة​ ومؤسساتها هو الاستثناء".

ولفت دياب الى أنه "من دون العودة إلى سرد وقائع أصبحت معروفة لدى اللبنانيين، فإن الواقع المالي المأزوم بتراكم الأخطاء في السياسات المالية، والذي وضعنا خريطة طريق لمعالجته في خطة التعافي التي اعتمدتها حكومتنا وباشرنا التفاوض مع ​​صندوق النقد الدولي​​ على قاعدتها، ثم توقفت باستقالة الحكومة، تحتاج اليوم إلى حكومة قائمة تستكمل التفاوض مع صندوق النقد لوضع البلد على سكة الخروج من ​الأزمة​ الحادة التي ترخي بأثقالها على لبنان واللبنانيين".

وتابع :"نحن اليوم أمام واقع صعب جدا عبر عنه ​البنك الدولي​ في تقريره قبل أيام عندما اعتبر أن لبنان غارق في انهيار اقتصادي، قد يضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب أي أفق حل يُخرجه من واقع متردٍ يفاقمه شلل سياسي".

ورأى أن "ما قاله البنك الدولي تؤكده الوقائع التالية: عجز في تشكيل حكومة جديدة تتصدى للمشكلات الحادة، المالية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، عدم ارتقاء القوى السياسية إلى مستوى المسؤولية الوطنية وقصور في إدراك حجم الأزمة وتداعياتها، استمرار توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، استمرار تجميد خطة التعافي التي وضعتها حكومتنا، تقليص ​مصرف لبنان​ ​الاعتمادات​ لاستيراد المواد الأساسية، فقدان ​الأدوية​ وحليب الأطفال و​المحروقات​ بسبب اعتماد التخزين للمواد الأساسية، من قبل بعض ​التجار​، ممارسة التهريب بمختلف الطرق ولمختلف المواد الأساسية، على الرغم من الجهود لمواجهة عمليات التهريب بمختلف أشكاله، تردٍ متدحرج في تأمين الحد الأدنى من متطلبات اللبنانيين المعيشية والاجتماعية والدوائية والخدماتية من ​بنزين​ و​مازوت​ و​كهرباء​، نزف حاد في الطاقات العلمية والبشرية، حصار خارجي مطبق على لبنان، وممارسة الضغوط المختلفة لمنع وصول ​المساعدات​ إليه، لدفعه إلى الانهيار الشامل".

وبيّن دياب أن " كل هذه الوقائع، تجعل الظروف الداخلية على مشارف الانهيار الشامل الذي سيكون اللبنانيون ضحاياه، بينما ستعاود القوى السياسية النهوض لتقديم نفسها كمنقذ للناس والبلد"، معتبرًا أن "الانهيار، في حال حصوله، لا سمح الله، ستكون تداعياته خطيرة جدا، ليس على اللبنانيين فحسب، وإنما على المقيمين على أرضه أيضا، وكذلك على الدول الشقيقة والصديقة، في البر أو عبر البحر، ولن يكون أحد قادرا على ضبط ما يحمله البحر من موجات".

وأضاف :"إنني، وبإخلاص، أوجه نداءين: واحد للبنانيين، والآخر لأشقاء وأصدقاء لبنان. للبنانيين، أدعوهم إلى الصبر على الظلم الذي يعانون منه أو سيطالهم من أي قرار تأخذه أي جهة ويزيد في معاناتهم، لا أريد توجيه الاتهام لأحد، لأن المرحلة تتطلب أعلى درجات المسؤولية كي نتمكن من تخفيف آلام السقوط في حال حصوله لا سمح الله".