4 آب 2020 تاريخ مؤلم لن يمحى من ذاكرة اللبنانيين الجماعية وخصوصا من اذهان أهالي الضحايا الشهداء: أكثر من ثمانية أشهر مرت وألاهالي وكل اللبنانيين يؤرقهم السؤال الكبير من المسؤول عن ثالث أكبر انفجار عالمي ضرب بيروت ودمرها وتسبب بتشريد اهلها؟ من أحضر نيترات الامونيوم ومن سهل وساعد وسكت وتغاضى ومن أهمل في تجنيب الناس هذه الكارثة المروعة؟ الملف انتقل من القاضي فادي صوان الى القاضي البيطار واهالي الشهداء الى اليوم لم يعرفوا الحقيقة وهم يزورون المسؤولين ويحاولون رفع القضية لتنظر فيها جهات دولية علهم يشفون غليلهم ويصلون الى نتيجة:
في هذه الاثناء أكثر من جهة دولية عرضت أعادة اعمار المرفأ المانية وفرنسية ومحلية.. أما المبادرات المحلية والدولية للمساعدة لم تتوقف منذ لحظة الانفجار منها توجه الى الناس في تأمين احتياجاتهم وأصلاح وترميم بيوتهم وتأمين مساكن بديلة لهم ومنها اهتمت بالناحية المعنوية والفنية:
كارلا كرم للاقتصاد: فعلت ذلك من قلبي وأهالي الضحايا بحاجة كي يعبروا عن وجعهم
بين المبادرات ذات الطابع الفني والوجداني التي اشركت أهالي الشهداء معها، تندرج مبادرة الفنانة كارلا كرم التي اسيء فهمها في البداية حين بدأت عملية طلاء حائط المرفأ بالابيض استعدادا لانجاز الرسومات المعبرة عن الانفجار الكبير اذ ظن البعض انها تريد ان تمحو ما كتبه اهالي الشهداء العبارة الشهيرة:"دولتي فعلت هذا": صاحبة المشروع شرحت في حديث خاص للـ"اقتصاد" مبادرتها وما الذي رمت اليه:
فكرة المشروع
وقالت كرم: ليست المرة الاولى التي أقوم بها برسومات، لطالما فعلت ذلك وأدعو الناس ليعبروا من خلال هذه الطريقة، هذا فن تشكيلي أقوم به لأسمع من خلاله وجع الناس في الجنوب وأحبب أن أذهب إلى حائط رصيف المرفأ للذكرى كي أدون المدينة على هذا الحائط كي نقول ان الحقيقة ما زالت غامضة وعليها سيتم تدوين الـ207 ضحايا الذين استشهدوا خلال انفجار المرفأ و سيكون هناك بين كل متر ومتر مكاناً للناس في الرابع من حزيران كي تأتي وتملأه تعبيراً للذكرى.
أهالي الضحايا كلهم وافقوا على الفكرة ولديهم علم عنها قبل شهرين، ولم يعترض أحد، هذا المشروع لأهالي الشهداء، ولكن هناك من قام بتسييس المشروع علماً أنني لست سياسية ولا يوجد لدي أي انتماء سياسي، ولكن لأنني قمت بمحي عبارة "دولتي فعلت هذا" من على الحائط اعتبروه موقفاً سياسياً.
أنا اتفهم وجع كل الأشخاص، وهذا ليس المشروع الأول الذي أقوم به من هذا النوع، فعلت ذلك من قلبي وأهالي الضحايا بحاجة كي يعبروا عن وجعهم. هي فكرة نابعة من القلب ولا يجب تهميشها وتسييسها أو حرفها عن هدفها المقصود به.
هناك رسام اسمه ماجد كرم سيقوم بالرسم على الحائط بطريقة منظمة ليس كما قيل أن الناس ستأتي وترسم او تكتب بطريقة عشوائية، سيرسم المدينة المنكوبة، السفن المحطمة في البحر، الاهراءات، برج الاطفاء وسيكون هناك شريط شائك في الرسمة ما يعني أن الحقيقة ما زالت غامضة.
ولفتت كارلا الى ان هذا العمل ينتهي في الرابع من حزيران وسيكون هناك دعوة للإعلام لتغطية الحدث.
"الاقتصاد" قامت بجولة في المكان الذي لم يزل على حاله هياكل الاهراءات تشهد على الحدث وتمثال المغترب كأنه ينظر بأسف في الجهة المقابلة وهياكل العنابر والسيارات والدمار في محيط المكان حيث لا يمكن الا ان تتذكر شريط مشاهد وقوع الانفجار والمشاهد المروعة...
لاحظنا الحائط المحيط بمساحة المرفأ المدمر باللون الابيض عليه القليل من الرسومات وصودف هناك وجود شقيق شهيد فوج الاطفاء جو نون، وليم نون، الذي تحدث للاقتصاد: عن هذا النشاط :قال ، انا اول من اتصل بكارلا للاستفسار وطالبت بوضع اسماء الشهداء على الحائط، كما تمنيت رسم سيارة اطفاء ووضع صور شهداء فوج الاطفاء عليها وان تبقى بعض العبارات على الحائط مثلا "دولتي فعلت هذا" وغيرها.
ولدى سؤاله عن التحقيقات الجارية قال نون لـ"الاقتصاد" ، بالنسبة للاشخاض الذي تم اخلاء سبيلهم مؤخرا لا يوجد اسم يستفز أهالي الشهداء والا كنا اصبحنا في الشارع.
وعن تدويل القضية قال، عملنا على مبادرة وسوف نقدمها لرئيس لجنة العدل النيابية النائب جورج عدوان، واظن ان الرئيس بري سيدرجها على جدول اعمال مجلس النواب، وطالب نون بمحكمة خاصة دولية او لبنانية مع لجنة تقصي حقائق فيها قضاة أجانب ومحليين وعلى رأسهم القاضي بيطار وقضاة عسكريين متقاعدين لديهم خبرة.
انطلاق النشاط
هذا وكان هذا النشاط الفني التشكيلي انطلق قبل أيام ، عند موقع انفجار مرفأ بيروت على طول حائط المرفأ، إحياء لذكرى التفجير وشهدائه، بمبادرة من الفنانة كارلا كرم وبمشاركة اهالي الضحايا والمتضررين. على ان العمل سيستغرق حوالي شهرين لانهاء اللوحة التعبيرية
وقالت كرم بالمناسبة: "هذا النشاط لنتذكر الالم والدمار المعنوي والداخلي لكل منا، ولخلق رسالة سلام ملطخة بالالام والدموع والدم، ممزوجة بالرجاء والامل، وليتذكر كل شخص يمر في المكان ما حصل في تلك اللحظة، وكي نتعلم مساندة بعضنا بعضا، جنبا الى جنب لمواساة اخوتنا الذين فقدوا أعزاء على قلوبهم.
وأشارت الى أن "أهالي الضحايا سيشاركون بالتلوين او الكتابة مع الرسام على طول حائط المرفأ، ابتداء من مركز فوج الاطفاء - الكرنتينا وحتى بوابة المرفأ الرئيسية".
ودعت "ذوي الشهداء وكل الضحايا واهالي بيروت الى التعبير بالتلوين والفنون على هذا الحائط لاحياء الذكرى الاليمة والتعبير، حيث سيكون هذا المكان فسحة أمام كل اهالي الضحايا والمتضررين من هذا الانفجار الرهيب ليعبروا عن وجعهم رسما تعبيريا تشكيليا أو بالموسيقى أو الحديث مع الناس". وقالت: "سندعو كل الناس في 4 حزيران المقبل (موعد انجاز المشروع ) الى التعبير والتعليق على هذه اللوحة، وسيكون نشاطا وطنيا كبيرا مترافقا مع أناشيد وموسيقى وطنية وتراتيل وكتابة وكلام تعبر كلها عن الالم العميق الذي خلفه هذا الانفجار الهائل."
