يارا نعمة هي أخصائية بصريات مرخصة وطبيبة عيون درست في ​باريس​. تميزت بشغفها وخبرتها ورغبتها في البحث عن آفاق وفرص جديدة في مجال عملها، فأسست "YA.RA Eye Care Shop" في حزيران 2006، كمتجر للنظارات يعكس رؤيتها وشخصيتها.

فالرؤية الواضحة في الحياة وراء تحقيق كل نجاح، باعتبارها منظومة كاملة ومتكاملة من المهارات المكتسبة والمرغوبة. كما أن النجاح لا يأتي بالصدفة، بل إنه ثمرة جهود مبذولة، ومثابرة متواصلة تعتمد على العمل الجاد والتخطيط الدقيق.

لقد ولدت علامتها التجارية من حبها للنظارات وشغفها بالموضة، وهي مستوحاة من العالم من حولها، من ​لبنان​ وجماله، وأسلوب الحياة فيه، من اللحظات السعيدة وذكريات الحنين إلى الماضي.

فلنتعرف أكثر الى يارا نعمة، في هذه المقابلة الحصرية مع موقع "الاقتصاد":

- كيف قررت تأسيس "YA.RA Eye Care Shop"؟

والدي هو طبيب عيون، ولهذا السبب، قررت التخصص في مجال البصريات في العاصمة الفرنسية باريس، حيث عملت أيضا لفترة من الوقت.

وفور عودتي الى لبنان، افتتحت متجرا خاصة ببيع النظارات، لكنني أردت الابتعاد عن العلامات التجارية الكبرى المعروفة في الأسواق، والتي تتعامل معها معظم المتاجر المحلية. ومن هنا، بدأت بالتعاون مع مصممين مستقلين من الخارج، يصنعون نظارات مميزة وذات جودة عالية، والأهم، أنها مختلفة عن ما هو موجود في الأسواق بكثافة.

بدأ الزبائن يحبون النظارات التي نقدمها، مع العلم أن هذا المفهوم شكل في البداية، تحديا كبيرا، خاصة عندما يتعلق الأمر بإقناع الناس بالابتعاد عن الشركات المعروفة، وتجربة منتج جديد.

بعد فترة، فكرت في إطلاق علامتي الخاصة، وذلك بعد أن لاحظت أن بعض الزبائن يحبون النظارات التي نقدمها، لكنهم يفضلون أحيانا، إجراء بعض التعديلات عليها. وانطلاقا من تخصصي الجامعي في البصريات، أطلقت منذ حوالي سنتين، مجموعتي الخاصة من النظارات، التي تحاكي متطلبات واحتياجات كل شخص.

لقد اخترت اسم "YA.RA" للعلامة التجارية، كونه يدل على اسمي يارا، وعلى مبدأ الرؤية أيضا، من خلال كلمة "يرى".

- كيف تقيمين إقبال الناس على تصاميمك؟

تصاميم "YA.RA" لاقت إعجاب عدد كبير من الأشخاص، الذين باتوا يفضلون نظاراتي على تلك المنتشرة بكثرة في الأسواق. وذلك لأنها ذات جودة عالية، ومناسبة لشكل الوجه، ومريحة الى أقصى الدرجات.

- من هم زبائن "YA.RA" اليوم؟ وهل بإمكان جميع الميزانيات الحصول على هذه النظارات؟

علامتي التجارية تقدم نظارات بأسعار منطقية ومعقولة، في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها، والغلاء المستشري في السوق اللبناني.

وبالتالي، تلاقي المنتجات إقبالا كثيفا من قبل اللبنانيين، لأنني لا أبيع بحسب سعر ​السوق السوداء​، بل عمدت الى إبقاء الأسعار ضمن هامش الـ5000 ليرة، مع العلم أنني أضطر الى دفع بعض التكاليف بالدولار.

ولا بد من الاشارة الى أنني أطلقت مؤخرا مجموعة "مشوار في لبنان" المستوحاة من طبيعة لبنان.

- كيف نجحت في إقناع الناس بالتخلي عن العلامات التجارية المعروفة وشراء تصاميمك؟

أعمل منذ 15 عاما على إقناع الناس على تجربة التصاميم الجديدة والفريدة، وذلك من خلال التعاون في البداية، مع عدد من المصممين الأجانب. وبالتالي، اعتاد الزبائن على إيجاد النظارات المختلفة والمميزة في متجري، وعلى تقبل كل ما هو جديد في هذا المجال.

وبعد ذلك، ومن خلال الأصداء الإيجابية، بات الناس يتشجعون على الشراء، وبدأت قاعدة الزبائن تتوسع شيئا فشيئا.

- هل تمكنت من إيصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

في العام الماضي، كانت منتجات "YA.RA" موجودة في "Design House"، في دبي. ولكن بعد أن أغلق أبوابه، انتقلنا الى "ذات كونسبت ستور".

​​​​​​​

كما نتواجد اليوم في "Curated Crown" في ​لندن​، ونتعامل مع أخصائي في البصريات في مدينة ليون الفرنسية.

- ماذا الذي ساعدك على تحقيق خطوة التوسع؟

أؤمن أن منتجاتي ممتازة، وذات جودة عالية، وبالتالي، هي قادرة على منافسة أكبر العلامات التجارية.

- برأيك، هل ستتمكن "YA.RA" من الصمود في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان؟

علامتي التجارية تقدم النظارات بأسعار منطقية، بالمقارنة مع أسعار المنتجات العالمية والمستوردة، ما سيساعدها حتما على تخطي هذه الظروف الصعبة.

كما أن نظاراتي لبنانية الصنع، جميلة ومميزة، وذات جودة عالية. وبالإضافة الى ذلك، هي تناسب الوجه، كونها مصنوعة بطريقة احترافية، من قبل أخصائية في البصريات. وبالتالي، أقدم من خلال "YA.RA"، منتجا كاملا متكاملا من النواحي كافة؛ الوزن، الحجم، الألوان، السعر...

ولا بد من الاشارة أيضا، الى أن نظارات "YA.RA"، قابلة للتخصيص، أي يمكن للشخص اختيار نوع الزجاج، الإطار، اللون،... بحسب ما يناسبه. فشعارنا هو "a story to tell"، أي "لدينا قصة لنرويها"، وذلك لأن كل زبون سيحصل على نظارة فريدة من نوعها، تكون مخصصة له فقط، وبالتالي، تحدد هويته وشخصيته.

- هل تأثرت المبيعات بفعل الأوضاع المعيشية المتأزمة للشعب اللبناني؟

لقد تأثرت المبيعات حتما من ناحية الأسعار، لأنني أبيع المنتجات اليوم بنصف السعر. وبالتالي، فإن الكمية لم تختلف الى حد كبير، لكن الأرباح تراجعت بشكل ملحوظ.

اذ وجد نفسي أمام خيارين: إما عدم البيع بكميات كبيرة، وإما البيع بأسعار مخفضة، والتخلي عن بعض الأرباح، والاستمرار في توسيع العلامة التجارية، ونشرها بشكل أكبر بين الناس؛ وهذا الخيار نجح لحسن الحظ، وشجع الناس على الشراء.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى الى التوسع نحو الأسواق الخارجية. فبسبب الأوضاع الحاصلة في لبنان، لا أستطيع الاستمرار بهذا المشروع، اذا لم تتحقق خطوة التوسع. حيث أن السوق اللبناني لم يعد مناسبا لمنتجاتي بعد اليوم، فأنا أبيع بأرباح متواضعة للغاية، بهدف المحافظة فقط على سير العمل، في حين أنني أستطيع البيع في الأسواق الخارجية أم عبر ​الإنترنت​ بأسعار مناسبة أكثر، وبالعملة الصعبة.

من المهم أن يعي اللبنانيون مدى أهمية التصدير الى الخارج، ودوره في إعادة تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد. فنحن نقدم أفضل المنتجات، المصنوعة بحرفية ودقة. كما أن ذوقنا جميل وراق، وأسلوبنا متقن ومميز. وبالتالي، نحن قادرون على منافسة أكبر ​الشركات العالمية​، لأننا منشدون بالكمال في كل ما نقوم به، والدليل على ذلك، هو قصص نجاح اللبنانيين في لبنان وبلاد الاغتراب في كافة أقطار العالم.

- من قدم لك الدعم الأكبر خلال مسيرتك المهنية؟

​​​​​​​

أنا مهووسة بعملي، وأفكر فيه دائما، حتى خلال الليل. ومن هنا، فإن زوجي وعائلتي وأصدقائي، يتقبلون هذا الواقع، لأنهم يعرفون مدى شغفي بهذا المشروع، وتعلقي به.

وبالتالي، أتلقى التشجيع الدائم من محيطي، فالجميع يرتدون نظارات "YA.RA"، وينشرون الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، ويساهمون معي في نشر العلامة التجارية بشكل أوسع.

وتجدر الإشارة الى أن شقيقتي هي مصممة غرافيكية، وتساعدني دائما في المجموعات، وفي كل ما له علاقة ب​التصميم​ والمواقع الاجتماعية وجلسات التصوير. بالإضافة طبعا الى زوجي الذي يقدم لي أيضا كل المساعدة اللازمة من ناحية الموظفين، والأمور المالية، و​المصارف​، لكي أتمكن بدوري من التركيز بشكل أكبر على التصميم والزبائن.​​​​​​​

- نصيحة الى المرأة.

أشجع المرأة على السعي وراء تحقيق أحلامها، ولكن عليها أولا أن تحب ما تقوم به، وتبقى ملتزمة بمشروعها مهما اشتدت الصعاب؛ يجب أن تعتبره جزءا من حياتها.

ولكي تنجح المرأة في مجال الأعمال، عليها أن تتحلى بالشغف، وتكون مستعدة للتضحية. فالشعور بالرضا في نهاية المطاف، جميل للغاية...