تعدّ الصناعات المحلية الإبداعية من القواعد الرئيسية للنسيج الاقتصادي، ولقد حافظ ​لبنان​ على حرفة صناعة الصابون بالطرق التقليدية منذ آلاف السنوات. واليوم، تقدم لينا عقيقي الصابون الطبيعي 100% المصنوع يدويا في المنزل، من مشغلها الموجود في منطقة كفرذبيان، تحت اسم "Loubna". وقد حوّلت بذلك مهاراتها المكتسبة على مدى أعوام، الى مشروع تجاري ناجح، وانطلقت بحزم وجدية نحو تحقيق أهدافها.

فلنتعرف أكثر الى لينا عقيقي في هذه المقابلة الحصرية مع موقع "الاقتصاد":

- من هي لينا عقيقي؟

تخصصت في علوم المختبرات، وعملت لفترة في هذا المجال. وفي السابق، كنا نصنع الصابون للاستخدام الشخصي في المنزل، ولكن منذ نحو أربع سنوات، ومع ولادة ابنتي الثالثة، بات من الصعب علي التنسيق بين عملي وعائلتي، خاصة في ظل دوامات العمل الصعبة في مستشفى.

ولهذا السبب، قررت الاستقالة من وظيفتي، وتطوير مهارتي في صنع الصابون، وإطلاق علامتي التجارية من الصفر. وقد بدأت رسميا ببيع الصابون منذ حوالي سنتين.

- لماذا أطلقت على مشروعك اسم "Loubna"؟

"Loubna" هي شجرة اللبان المعروفة في لبنان منذ القدم، والتي كانوا يقطعون جذوعها لاستخراج البخور.

- كيف تصفين الإقبال على منتجات "Loubna" اليوم؟

الإقبال ممتاز من قبل الأشخاص الذين يحبون هذا النوع من الصابون، والذين باتوا زبائن أوفياء لـ"Loubna"، خاصة بعد انتشار جائحة "​كورونا​"، ولجوء الناس أكثر فأكثر الى المواد المنظفة والمعقمة.

- ما هي الطرق التي تتبعينها من أجل بيع منتجاتك؟

أبيع المنتجات من منزلي الخاص في منطقة كفرذبيان، كما نقدم خدمة التوصيل لبعض الطلبيات. فقد خصصت متجرا صغيرا لمنتجات "Loubna"، الى جانب المشغل الذي أصنع فيه الصابون.

وبالإضافة الى ذلك، أضع منتجاتي في متجرين في سوق ​جبيل​، ومتاجر عدة في المنطقة. كما أهتم أيضا بوسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "​إنستغرام​" و"فيسبوك"، من أجل الانتشار بشكل أكبر بين الناس.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة اليوم في مجال صناعة الصابون؟

أولا، أعمل بشكل طبيعي 100%، وبالتالي لا أستخدم الملوّنات في الصابون.

ثانيا، أعتمد على ​زيت الزيتون​ كمواد أساسية لجميع أنواع الصابون التي أصنعها، وذلك لأن هذا الزيت يضم العديد من الخصائص المفيدة للبشرة.

ثالثا، أصنع الصابون على الطريقة الباردة، وليس الساخنة، وبالتالي، لا ترتفع حرارة الزيت الى مستويات مرتفعة، وذلك من أجل الحفاظ على كل خصائص الزيت والجلسيرين في الصابونة، ما يجعلها ناعمة على البشرة، وتحميها من الجفاف.

رابعا، أستخدم الزيوت الطبيعية للتعطير، وأستعين بالمسك والعنبر، بالإضافة الى ​الخزامى​ ونبتة الصبار أو الـ"aloe vera"، التي أزرعها الى جانب منزلي، ومن ثم أطحنها وأضيفها الى الصابون.

وفي نهاية الأمر، أقدم صابونة طبيعية 100% ومصنوعة يدويا. ومن هنا، عندما نلتزم بتقديم منتجات جيدة وذات جودة عالية، ستنال حتما إعجاب الزبائن، الذين سيعاودن شراءها مرارا وتكرارا.

- كيف تحددين الأسعار بطريقة مناسبة لك وللزبائن أيضا؟

لقد ارتفعت حتما أسعار المنتجات، لأنني بنهاية المطاف أشتري زيت الزيتون، والزيوت العطرية، والمواد الأساسية لصنع الصابون مثل الصودا الكاوية المستوردة من الخارج.

ومن هنا، أجريت دراسة معمّقة للأسعار لكي تكون منطقية، وتراعي ظروف الناس، وفي الوقت ذاته، تكسبني بعض الأرباح التي من شأنها مساعدتي على الحفاظ على علامتي التجارية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كنت أعتزم تطوير مشروعي، من خلال إضافة المزيد من العطورات. ولكن على المدى القصير، تبدلت كل الأفق، وبات المستقبل ضبابيا. وبالتالي، أسعى في الوقت الحاضر الى الصمود في ظل الظروف الصعبة، وتأمين الاستقرار والاستمرارية لمشروعي، بسبب الغلاء المستشري وفقدان بعض المواد من الأسواق. أما على المدى البعيد، فمن المؤكد أن خطوات التوسع واردة.

أتمنى فعلا أن تصمد علامتي التجارية، وتتخطى هذه المرحلة الصعبة، أكان من ناحية الوضع الاقتصادي أو الصحي المتعلق بفيروس "كورونا". فأسعار الصابون ارتفعت بشكل جنوني في المتاجر والسوبرماركت، ما دفع العديد من الأشخاص للاتجاه نحو الصناعات المحلية، لتشجع بذلك أهل بلدها.

- الى أي مدى يساعدك العمل الحر على تخصيص المزيد من الوقت لعائلتك؟

العمل الحرّ مفيد حتما للمرأة، لأنه يتيح لها تقسيم وقتها بما يتناسب مع متطلبات حياتها. ولكن كل أم عاملة داخل المنزل أم خارجه، تتولى العديد من المسؤوليات والمهام. وفي العمل الحر، ستشعر حتما بالمزيد من التعب، من أجل تلبية حاجات عائلتها ومشروعها أيضا.

- ماذا تقولين للقراء لتشجيعهم على شراء الصناعات اللبنانية؟

هناك العديد من المنتجات المحلية الممتازة، وهي بالفعل مدعاة للفخر. ولهذا السبب، يجب أن لا يتم استيراد أي منتج يمكن تصنيعه في لبنان.

وبهذه الطريقة، سيستفيد الشاري، وسيفيد أيضا بلده ومجتمعه ومحيطه. فشراء الصناعات المحلية، يساعدنا على تطوير أنفسنا، على صعيد الوطن، والبلدات، والسيدات أيضا.