شهدت مكالمات ومؤتمرات الفيديو شعبية متزايدة خلال العام الماضي مع اضطرار الكثيرين للعمل والبقاء في المنزل لوقت طويل بسبب وباء "كورونا". وبرز تطبيق "زوم" كأحد أهم تطبيقات مؤتمرات الفيديو مع تضاعف ​عدد المستخدمين​، وترافق ذلك مع ظهور ما سمي "إجهاد زوم"، مع شعور الكثيرين بالتعب والإجهاد بعد إجراء مكالمات الفيديو.

وتقول أستاذة علم الأعصاب الإدراكي في جامعة كوليدج ​لندن​ صوفي سكوت: "هناك عيوب كثيرة لاستخدام زوم للتواصل في العمل أو على الصعيد الاجتماعي، فإذا ذهبت في نزهة مع صديق فربما تكون إلى جانبه وليس امامه، ولكن عند الحديث على زوم فستكون وجهاً لوجه معه طوال الوقت". وأضافت: "كما أن "زوم" وأنظمة مكالمات الفيديو الأخرى تزيل بعض الوسائل الرئيسية التي نستخدمها في المحادثات التفليدية، وفي مقدمتها النظر والتنفس، وإذا لم يكن المشاركون قادرين على النظر في عيون الآخرين أو الإحساس بتنفسهم فقد تكون المحادثة أكثر صعوبة".

وأوضحت سكوت أن "الاتصال بالعين معقد للغاية في المحادثة، نحن نستخدمه لإدارة المحادثة، وللتأكد من الحصول على انتباه شخص ما، وكل ذلك يحدث في نفس الوقت الذي نتحدث فيه معه". وتعتقد أن التجربة العاطفية الأكثر إرضاءً هي العودة إلى المكالمات الهاتفية التقليدية، وفي الواقع من الأسهل التعامل بدون الأشياء التي نعطيها الأولوية على زوم مثل التواصل البصري والاتصال وجهًا لوجه، وكل هذه الإشارات المرئية الإضافية التي لا داعي لها، هي في النهاية ما قد يسبب إجهاد زوم".

ويضيف عالم النفس الاجتماعي ومؤلف كتاب سيكولوجيا الرفاهية، الدكتور غاري وود، أن "مكالمات "زوم" أكثر إرهاقًا من المكالمات الهاتفية بسبب العبء المعرفي الإضافي، والخوف من الظهور بمظهر أحمق أمام الآخرين". ويضيف أن هذا يسبب الإجهاد "الذي يمكن أن يوقف بعض العوامل المعرفية ذات المستوى الأعلى لدينا، مثل حل المشاكل، وتجميع الحجج ومعالجة الأسئلة".