للأسف ما يثير الغضب في هذه الأزمة العقيمة التي نرزح تحتها جميعاً، أنها شجعت وضاعفت الأنانية والاستغلال والتفرد والتشاطر وما إلى هنالك.. بدل أن تقوي روح التعاضد عند الناس وعوضاً من أن نتكتل ونتعاون ونقوم بتشكيل قوة ضاغطة على كل من أوصلنا إلى هنا نرى التفرد والشخصانية والتشاطر والتذاكي..

وكل شخص يحاول الاستفادة وحده دون التفكير بغيره..فلان يقول لكَ: "أنا استطعت سحب أموالي قبل الأزمة بسبب معارفي"، البعض الآخر يقول لك: "أنا تمكنت من كذا وكذا..."

وإن كنت انساناً عادياً لم تلجأ إلى أي أسلوب فأنت الخاسر الأكبر، أنت من سيُستغل دائماً من كل الأفرقاء... هذا من جهة!

من جهة ثانية، كَثُر الاستغلاليون في المجتمع والمهربون و"الصرافون".. أناس كثيرون حققوا أرباحاً فاحشة جراء تهريب ​المازوت​ والأصناف المدعومة ثم بيعها للخارج والاتيان بـ"الفريش" ​دولار​.

هناك من استغل وأخفى، وهناك من اشترى أكثر من حاجته بكثير، فيأتي الفقير والذي يفترض أن الدعم ذاهب إليه ليجد الرفوف أمامه فارغة.

هناك من اشترى من عدة سوبرماركت وأرسل أشخاصا من قبله لشراء الأصناف المدعومة ليعود ويبيعها بأسعار خيالية...

هذه الأزمة أثبتت بالفعل أننا فقدنا الأخلاق، كل واحد يقول اللهم نفسي وليأتي الطوفان من بعدي!

ليس هكذا تبقى الأوطان بالتفرد والأنانية.. وأعداؤك هم المسؤولون والبنوك الذين نهبوا أموالك وليس المواطن الآخر، أخوك في الوطن فالأجدى بك تصويب البوصلة.

إذا كنت تريد بناء دولة بالفعل.. لا يمكنك وحدك يجب أن تسود روح التعاون بين الناس...

يجب أن تمتلك من الأخلاق لتقول أنا لست محتاجاً للمساعدة.. اتركها لغيري المحتاج.

اذا استمرينا على هذا المنوال.. لا بصيص نور في بناء دولة جديدة، "الدولة" وليست المزرعة وتكون أنت مسؤول في افشال هذا البناء!