نفى نقيب الأطباء في ​بيروت​ ​شرف أبو شرف​، أن تكون تعرفة الأطباء باتت على أساس سعر صرف جديد، لافتاً إلى أنه "منذ أشهر تم تعديل قيمة الحد الأدنى لبدل المعاينة الطبية من 75 ألفاً إلى 100 ألف ليرة، وأن هذه هي الزيادة الوحيدة التي طرأت على تعرفة الأطباء".

وأوضح أبو شرف في حديث صحفي، أن "هذا الأمر لا يعني عدم إقدام عدد من الأطباء، لاسيما في عيادات بعض ​المستشفيات الخاصة​ والمدن الكبرى، إلى رفع التكلفة أكثر بكثير من الحد الأدنى الذي حددته النقابة، علماً بأن وضع الحد الأدنى للمعاينات الطبية يأتي في سياق منع المُضاربات غير المشروعة فقط لأن عمل الطبيب يندرج في إطار ​المهن الحرة​، وبالتالي فإنه غير ملزم بتعرفة معينة، ويحق له تحديد قيمة أتعابه في حال لم يكن ملتزماً بعقد مع جهة ضامنة رسمية، وكل ما عليه فعله إعلام المريض بالتعرفة"، مشيراً إلى أن "النقابة تمنت على الأطباء مراعاة الوضع المعيشي للمرضى، وأن أكثر الأطباء يقومون بهذا الأمر حتى من دون تمني النقابة". ​​

وأكد أن "الطبيب جزء من هذا المجتمع، وكما خسر المواطنون قيمة رواتبهم خسر هو قيمة بدل أتعابه، فقيمة الحد الأدنى للتعرفة القديمة كانت 50 ​دولار​اً، بينما قيمة التعرفة ​الجديدة​ عملياً لا تتجاوز الـ13 دولاراً"، مبيناً أنه "حسب دراسة أجريت قبل أزمة ​الدولار​ لا يتجاوز مردود ما لا يقل عن 50% من أطباء ​لبنان​، لاسيما في الأطراف، المليون ونصف المليون ليرة، أي ما كان يساوي 1500 دولار، ويساوي حالياً، حسب سعر ​السوق السوداء​، أقل من 200 دولار، إلا أن هذا المردود قل حالياً مع تراجع عدد المراجعين للعيادات الطبية، إما بسبب الخوف من "​كورونا"​، وإما بسبب الأوضاع الإقتصادية".

وقال: "تضررت 400 عيادة طبية خلال ​إنفجار​ المرفأ في الرابع من آب، ولم يجد الأطباء حتى اللحظة ​مساعدة​ من أي طرف رسمي، محذراً من ​كارثة​ طبية إن لم تتدخل الجهات المعنية، إذ لا يمكن للطبيب الاستمرار مع تعرفة لا تؤمن له مصاريف عيادته وعائلته، بينما أمواله أصلاً محجوزة في ​المصارف​ في وقت لا يستطيع أيضاً المواطن دفع تعرفة مرتفعة"، موضحاً أنه "أمام هذا الواقع، إضطر ما يقرب من 500 طبيب إلى ​الهجرة​ والعمل في الخارج في دول خليجية أو أوروبية، حتى في ​الولايات المتحدة​، مشدداً على ضرورة إيجاد ضمانات للطبيب اللبناني، حتى لا نصل إلى مرحلة لا نجد فيها طبيباً، لاسيما أن الكوادر الطبية التي لم تهاجر بعد باتت تفكر بالأمر بشكل جدي".