مقدّر ل​لبنان​يين أن ينهوا هذا العام بأسوأ حلّة، بعدما شهدوا خلال الأشهر الـ 11 الماضية، ويلات ومصائب، وضعت اللبنانيين في قائمة الشّعوب الأكثر اضطراباً على المستوى النفسي.

ينتظر اللبنانيون بمختلف أطيافهم، نهاية العام، لينشروا عنهم عناء السنة التي سبقت، من خلال الاحتفالات والزنية وغيرها من مظاهر الفرح و​العيد​.

أعياد 2020، جاءت مختلفة بكاملها، والختام في عيدي الميلاد ورأس السّنة اللذان تشابها مع المناسبات السابقة هذا العام، والمشترك هنا غياب البهجة، بسبب الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وانتشار "كورونا".

جولة فريق "الاقتصاد" السنوية على البلدات والمدن، رصدت التفاوت في مظاهر العيد، واختلاف خطط البلديات حيال زينة الميلاد.

جبيل

جبيل التي كانت تتفوّق خلال سنوات عدّة ماضية بزينتها وشجرتها ومغارتها المميّزة، فلن تنصب شجرة عملاقة هذا العام نظراً للتكاليف الباهظة مع ارتفاع سعر صرف الدّولار مقابل الليرة، وفي ظلّ الأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصّعبة، وستقتصر الزينة على الأضواء وعلى مغارة مميّزة جدّاً، لأنّها رمز الميلاد الحقيقي.

المنصف – قضاء جبيل

يشكر ​رئيس بلدية​ المنصف – قضاء جبيل خالد صدقة، أهل الخير من شباب البلدة والعائلات، الذين أصروا على نشر الزينة هذه السنة، وأبوا إلّا أن ينشروا بهجة العيد في البلدة بتمويل شخصي.

وقال صدقة، إن البلدية لم تدفع أي مبلغ في ما يختص بالزّينة، حتى أن ​فاتورة الكهرباء​ تكلفة ​إضاءة​ الزينة، تبرّع شباب المنصف بدفعها.

زحلة

على خطى مدينة جبيل، سارت عروس البقاع زحلة، فلا شجرة لهذا العام أيضاً، وستقتصر الزينة على إضاءة مدخل زحلة ووضع مغارة ميلادية في ساحة الشهداء.

ويرى رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب أنّ "​الوضع الاقتصادي​ هو السبب، فأموالنا بالليرة اللبنانية، ولا يقبل أحد أن يلتزم معنا على تسعيرة واضحة وثابتة بالليرة اللبنانية، وهذا لا يقتصر على شراء الزينة الميلادية فقط، بل يشمل كل الأمور التي تقع على عاتق البلدية... باختصار المال موجود لكن قدرتنا الشرائية تراجعت كثيراً".

القاع

في البقاع الحال ذاته كما مختلف البلدات والمدن اللبنانية، وبحسب رئيس بلدية القاع بشير مطر، فإن الزّينة هذا العام مختصرة جداً وبحدّها الأدنى.

وقال: "إعتدنا دائماً تزيين الشوارع كافة في القاع، فيما هذا العام بسبب الأزمة التي يعيشها لبنان، فضلنا التركيز على النشاطات الموجّهة للناس مباشرة، وذلك عبر أنشطة تستهدف ​كبار السن​ والعجزة، إضافة إلى إحتفالات للأطفال توزّع عليهم فيها الهدايا".

وأضاف: "لا نركز هذا العام على الزّينة، إنما الهدف إدخال الفرحة في قلوب الجميع عبر نشاطات موجّهة، في ظل ​الأزمة الاقتصادية​؛ نعمل على توزيع ​المساعدات​ العينية على المحتاجين، من خلال هبات من أهل الخير وبعض الجهات المانحة".

رأس بعلبك

العيد جاء مختلفاً هذا العام في رأس بعلبك، حيث أكد رئيس البلدية منعم مهنا، أن الزينة محصورة بالموجود سابقاً هذا العام، بسبب غياب الإمكانات، إضافة إلى حالة الحداد في رأس بعلبك، بعد تسجيل عدد من حالات الوفاة الناتجة عن فيروس "كورونا"، فيما تغيب الأنشطة كلياً.

بشري

يقول رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، إنه اعتمد هذا العام زينة السنة الماضية نفسها، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي الحالي، وواقع​​​​​​​ "كورونا" الذي تسبب بتبعات سلبية أيضاً.

ويشير إلى أن عدم التوسّع في أعمال الزّينة، سيقابله أيضاً اختصاراً في النشاطات الميلادية، فيما سيكون توزيع الهدايا على الأولاد أولوية البلدية كما كل سنة، بينما ستشهد كنيستي السيدة ومار سابا، نشاطات تحترم التباعد الاجتماعي وبالحد الأدنى المطلوب من الحضور وضمن الإجراءات الوقائية.

أما حفلة رأس السّنة في ساحة ​الأرز​ فقد أُلغيت هذا العام، بسبب الصعوبة في ضبط الحضور رغم أن النشاط يُقام في ساحة مفتوحة.

​​​​​​​زغرتا - إهدن

رئيس بلدية زغرتا - إهدن أنطونيو فرنجيه، أعلن تركيب الزيّنة الصّالحة من العام الماضي والتي لا تحتاج إلى صيانة، وذلك في ظل الأوضاع الحالية، فيما ستغيب النشاطات هذه السنة، ليبقى الهدف الأساسي النّظر في حاجات النّاس بما تيسّر.

الشوير - عين السنديانة

أمّا في بلدة الشوير - عين السنديانة المتنيّة، التي كانت تعرف في كلّ عام بشجرتها العملاقة وبمعرضها الميلادي، فسوف تستعين بشجرة وزينة السنوات الماضية في ظلّ الاوضاع الاقتصادية الصّعبة هذا العام، وستركّز البلدية على المبادرات لمساعدة الأهالي، ومن المقترحات هذا العام أيضاً، تنظيم "ريسيتال أون لاين" لكي لا يغيب العيد صورةً وصوتاً.

​​​​​​​البترون

​​​​​​​بلدية البترون وجمعية تجار المدينة افتتحت مغارة الميلاد وأضاءت زينة الشارع العام. وتقول البلدية، إن هذه المغارة لم تكلف ليرة واحدة من أبسط عمل فيها الى أكبر عمل، بفضل أصحاب الهمم والخيرين، الذين اندفعوا لكي تبقى البترون كما كانت والناس يعيشون الفرح.

البوشرية السد

يقول رئيس بلدية البوشرية السد أنطوان جبارة، إنه في ظل الوضع الاقتصادي ومستجدات "كورونا"، فقد عملت البلدية على نشر زينة السنة الماضية نفسها، وأمل أن تساهم "شركة الكهرباء" في تحمّل تكلفة إضاءة الزينة، وإلا فإن البلدية ستكون مسؤولة عن دفع بدل اشتراك مولد للإضاءة، وستكون هذه هي التكلفة الوحيدة التي دفعتها البلدية على الزّينة هذا العام.

​​​​​​​

ويقول جبارة، إن غالبية الأنشطة قد ألغيت بهدف التوفير، لأن التحصيل في ظل الواقع الحالي لا يتعدى الـ 25% مقابل 83% في السنوات الماضية، فيما ​الشركات الكبيرة​ توقّفت عن الدّفع وأغلق بعضها، ما خفّض إيرادات البلدية المالية.

جزين – عين مجدلين

حال الجنوب هذا العام لم يختلف عن باقي المدن والبلدات اللبنانية، وفي جزين – عين مجدلين الزينة هذه السنة متواضعة للغاية بحسب قول رئيس البلدية خليل حرفوش، وذلك بسبب الأوضاع الصّعبة، فيما العمل توجّه نحو جمع التبرعات عبر إنشاء صندوق، لدعم العائلات الأكثر حاجة، حيث تم جمع مبلغ كبير ليوزّع عند ​عيد الميلاد​.

وأضاف حرفوش، أن الهدف هو تغطية حاجات جميع الأسر طيلة فترة الشتاء بدءاً من عيد الميلاد.

لبعا - قضاء جزين​​​​​​​

بلدة لبعا قضاء جزين، أصرّت على أن تكون زينة هذا العام إستثنائية بسبب غياب مظاهر العيد والزينة في القرى المجاورة.

ويقول رئيس البلدية فادي رومانوس، "أصرينا على وضع زينة إستثنائية، والسبب عدم وجود زينة في القرى المجاورة.

وأضاف جرمانوس، "على الرغم من حالة ​اليأس​ التي يمر بها اللبنانيون نتيجة الأزمة الإقتصاديّة، ومع اقتراب الميلاد، أصرينا في البلدية على تزيين البلدة واستقبال العيد لكسر الكآبة والهموم التي يمر بها اللبنانيون".

مغدوشة

بلدية مغدوشة أصرّت أن لا تغيب الزينة عن البلدة هذا العام، بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان لجهة تفشّي جائحة "كورونا" والأوضاع المعيشية المتردية، حيث أن لشهر كانون الأول رمزيته، فهو شهر الأعياد وأراد البلدية أن تنشر فيه الأمل، وتضيء الزينة والشموع لتكون في هذه الفترة مساحة سلام وفرح ورجاء وحبّ تجمع كلّ اللبنانيين من كافة المناطق والأديان".

​​​​​​​

البرامية

بلدية البرامية زينت ساحة البلدة الرئيسية وشوارعها، وأصرّت أن لا تغيب الزّينة، في ظل توقّف الاحتفالات بسبب الوباء.

ونشرت البلدية زينة متواضعة من موجودات العام الماضي، وقالت إنها لن تدفع أموالاً، ولكنّنا لا تريد أن تمرّ هذه الأعياد من دون أن تزرع البهجة والفرح والأمل معاً.