قال الأمين العام لاتحاد ​​المصارف​​ العربية وسام فتوح خلال إفتتاح "مؤتمر المصارف العربية": لقد هالنا ما يواجهه بلدنا الحبيب ​لبنان​ من تراكم أزمات غير مسبوقة، بدأت ظلالها في الفصل الأخير من العام الماضي مع بروز أوضاع سياسية معقّدة، وبلغت ذروتها مع توقف لبنان عن تسديد ديونه الدولية لأول مرّة في تاريخه، على الرغم من توفر ​احتياطات​ بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان تجاوزت آنذاك الـ 22 مليار دولار، واحتياطي من ​الذهب​ يقدّر بما يقارب 20 مليار دولار، مما تسبب بانهيار المنظومة الاقتصادية، وتدهور سعر ​الليرة اللبنانية​، وتزايد الضغوطات على ميزان المدفوعات. وفي ظلّ هذا النفق المظلم الذي دخل فيه لبنان، حصلت ​كارثة​ إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، الذي أودى بضحايا أبرياء، وآلاف الجرحى، و​تهجير​ وتشريد آلاف العائلات، وتدمير نصف المدينة، وخسائر بمليارات الدولارات.

وأشار الى "أننا في ​إتحاد المصارف العربية​ نؤمن بلبنان التاريخ والحضارة والعلم والإنفتاح، ونؤمن بدوره العربي الجامع، ونتطلّع إلى عودة هذا الدور الرائد والعريق ضمن العائلة العربية وأمام ​المجتمع الدولي​، ونقدّر عالياً استضافته واحتضانه لمقرّ الإتحاد منذ أكثر من 45 عاماً حيث رسّخ الدكتور جوزف طربيه هذا الإيمان، بتثبيت الحجر في الأرض، وإرتفع به صرحاً شامخاً في قلب بيروت العزيزة اطلق عليه ​البيت​ المصرفي العربي".

واعتبر فتوح بأن لا الأزمة اللبنانية، ولا جائحة كورونا المستجدة إستطاعا أنّ يعطّلا عمل الإتحاد، فالأزمة والجائحة بدلا من أولوياتنا ولم تجمدا نشاطاتنا، حيث قمنا بتكثيف الدراسات والأبحاث، وتجميع البيانات المصرفية والقانونية العربية لأكثر من 10 سنوات، وبلغ عدد المواد القانونية التي تمّ تبويبها أكثر من 54 ألف مادة قانونية ضمن الموسوعة القانونية والتشريعات المصرفية العربية، التابعة للإتحاد وأكثر من 224 دراسة بحثية بمختلف أنواعها، تناولت: جائحة كورونا، والقطاعات المصرفية العربية، والمصارف الإسلامية، وترتيب المصارف بحسب مؤشرات مالية أساسية، ودراسات وأبحاث حول: الشمول المالي – ​التحويلات المالية​ وتجنّب المخاطر – الإمتثال – ​الإقتصاد العالمي​ – التكنولوجيا المالية والتحوّل الرقمي.

وأوضح انه "قمنا بتحديث أساليب التدريب في مواجهة الجائحة، والعمل على تطوير شامل للبنية التحتية للمعلوماتية التابعة للإتحاد، تضمنت تطويراً كبيراً لموقع إتحاد المصارف العربية على الشبكة العالمية، وتمّ الاتفاق مع شركة عالمية كبيرة تقدّم خدمات المنصّات الإلكترونية والتواصل المرئي على عقد نشاطات الإتحاد إلكترونياً: وهي مرحلة أطلقنا عليها: "Digital Transformation of UAB Activities".

كما أشار الى انضمام الإتحاد في هذا العام إلى عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للسياحة – دعماً منه لتنشيط ​السياحة​ العربية-العربية؛ بالإضافة إلى إنضمامه إلى مجلس أمناء ​الجامعة العربية​ المفتوحة الذي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز.

وأوضح فتوح بأن الإتحاد انشأ وحدة جديدة ضمن جهاز الأمانة العامة تحت مسمى: وحدة التحول الرقمي "UABdigital". ووقعنا مذكرات تفاهم وشراكات مع أكبر 12 شركة في العالم تقدّم خدمات للتكنولوجيا المالية "Fintech"، بهدف النهوض بإستراتيجيات التحوّل الرقمي في المصارف الأعضاء لدى الإتحاد، وبناء القدرات للكوادر المصرفية، وتمّ توقيع أيضاً إتفاقية مع المعهد العالمي للإبتكار "Global Innovation Institute" في مجال التدريب والتطوير، والتي لديها شهادة معتمدة دولياً.