أبو جودة: مخزوننا نفد.. وتصليح اعطال ​الكهرباء​ قد يتوقف.. والحل عند "المركزي"

يواجه مقدمو الخدمات في قطاع توزيع الكهرباء والمتعاقدين مع مؤسسة كهرباء خطر توقف اعمالهم الرئيسية بسبب ازمة ​الدولار​، مثلهم مثل كل القطاعات الاخرى التي تحتاج الى ال​استيراد​ من الخارج. والمعروف ان مشروع مقدمي الخدمات يقوم على ثلاثة ركائز هي: تجديد وتوسعة شبكة نقل الكهرباء، وصيانة منشآت كهرباء لبنان المخصصة للنقل و​اصلاح​ الاعطال، واخيرا الجباية بشكل يخفض الى الحد الادنى نسبة العجز.

الازمة الراهنة تتمثل بتوقف ​مؤسسة كهرباء لبنان​، بسبب عدم وجود اعتمادات كافية لديها، وبسبب عدم تأمين ​مصرف لبنان​ للمبالغ المطلوبة بالدولار، عن تسديد المستحقات المتوجبة لمقدمي الخدمات وهم اربع شركات تتولى كل منها احدى المناطق، وهذا ما أدى اولا الى توقيف اعمال تجديد الشبكة وتوسعتها ، وسيؤدي لاحقا الى توقف التصليحات ، فاذا طرأ عطل على محول ما في منطقة ما ستحرم هذه المنطقة من ​التيار الكهربائي​ نهائيا.

هذه الازمة الخطيرة تضاف الى المشكلة الاكبر المتمثلة في احتمال رفع الدعم عن السلع الاستراتيجية المعروفة، ​القمح​ والدواء و​المحروقات​.

توزيع الكهرباء

مقدمو الخدمات رفعوا الصوت، وأصدرت شركة بوتك للصيانة والتشغيل BUS بيانا تحذيريا نبهت فيه الى مخاطر توقف ​اعمال الصيانة​ والتصليحات اذا لم يتم تدارك الامر سريعا. وتقدمت للمواطنين باعتذار مسبق عن تقلص الخدمات واحتمال توقفها.

يقول مدير عام الشركة المهندس فادي ابو جودة لـ"لاقتصاد"، نحن نعمل منذ سنة وننفق من جيبنا على استيراد المحولات و​الكابلات​ وسائر اللوازم المطلوبة للاستمرار في اعمال الصيانة والتصليح، ولم نعد قادرين على الاستمرار من دون ان نحصل على مستحقاتنا لدى مؤسسة كهرباء لبنان، وهي بعشرات ملايين الدولارات.

اضاف ابو جودة: اعمال تأهيل وتجديد وتطوير وتوسعة الشبكة توقفت للاسف، لان 80% من كلفة مشروع مقدمي الخدمات هي اعمال تأهيل، وليست رواتب جباة او فنيين يتولون تصليحات الاعطال. ونحن كنا نمول اعمال تأهيل اصول شبكة الكهرباء، بشراء المحولات والكابلات وغيرها من الخارج، على نفقتنا، ثم نطلب تحصيلها من مؤسسة كهرباء لبنان لنقبضها بعد سنة او سنتين، وعندما لا تتوفر ​الاعتمادات​ لتسديد اثمان هذه البضاعة فان الموردين يتوقفون عن ارسالها، وهذا ما حصل الان. لذلك توقفت اعمال التأهيل. ونخشى ان تتوقف اعمال التصليح ايضا.

حقيقة الازمة

وما هي الوضع اليوم؟ يقول ابو جودة : الاوضاع المأسوية الراهنة، أدت الى تعذر تجديد الجزء الأكبر من مخزون الشركة من المواد واللوازم الأساسية المستوردة للمشروع (محولات، لوحات توتر، كابلات، عدادات رقمية، مواد ولوازم كهربائية، قطع غيار للصيانة، الخ ....) والتي تشكل أكثر من ثلثي الكلفة الاجمالية. وقد تزامنت هذه الاوضاع مع تخلّف مؤسسة كهرباء لبنان عن تسديد مستحقاتنا المتراكمة منذ أكثر من سنة، وعن توقف البنك الأوروبي للإعمار والتنمية EBRD عن متابعة إقراضنا ما كنا نحتاجه من تسهيلات لإنجاز المشروع، وعن تعثر ​النظام المصرفي​ اللبناني وتجميد ​التحويلات​ والاعتمادات الخارجية كلياً.

الحل

وعن الحل لهذه الازمة يقول ابو جودة: نحن متعاقدون مع مؤسسة كهرباء لبنان وهي الجهة المسؤولة عن تسديد المستحقات، ونحن نعمل منذ سنة من دون ان نقبض، وقد تجاوزت ​الديون​ المترتبة عشرات ملايين الدولارات.

منذ عام نحن نعمل وندفع من جيبنا الخاص، لاننا نعتبر ان دور القطاع الخاص هو دعم مساندة مؤسسة كهرباء لبنان، ولكن لا يمكننا الاستمرار، وينبغي ان يتحركوا ويجدوا حلا لمشكلة المستحقات. وينبغي على مصرف لبنان ان يقف الى جانب المؤسسة وتأمين استمرارية المرفق العام.

نحن نقوم بدورنا في تشغيل واستمرارية المرفق العام من ضمن امكانياتنا ومن ضمن صلاحياتنا ولكننا لا نستطيع ايجاد الدولار النقدي لتحويله الى الخارج، فهذه مهمة البنك المركزي، من اجل استمرار تامين التغذية بالكهرباء وتوزيعها.

لقد وضع مصرف ​آلية​ للدفع عبر تسديد ثمن المستوردات مباشرة الى الموردين في الخارج، ونحن من جانبا ابدينا كل تعاون، وننتظر اليوم النتائج التي ستحققها هذه الآلية.

أما بالنسبة للبنك ​الاوروبي​، فانه بعد سنة من التدقيق والتحقيق في ​انجازات​ شركتنا قرر في العام 2018 تمويلنا. وكذلك ​البنك الدولي​ الذي سبق له ان اوقف كل اشكال التمويل في لبنان باستثناء مشروع ​شركة BUS​. ولكن للاسف فانه بسبب الازمة اليوم، لا يستطيع البنك الاوروبي ​تحويل الاموال​ لانه لا يضمن ان تعود له بسبب القيود الحالية على التحويلات الى الخارج . ولكن البنك لا يزال داعما للمشروع وحده دون غيره في لبنان وهو حاضر للمساعدة عندما تحل ازمة التحويلات.

ماذ ينتظر المواطن

وهل ستتوقف اعمال التصليحات ونحن على ابواب فصل الشتاء حيث تكثر هذه الاعطال، يجيب ابو جودة: الجهاز البشري لشركة BUS وكما كان دائما على مدار الساعة موجود لتلبية طلبات المواطنين حسب المستطاع. اي ان الجهوزية تامة، والاستماع والتواصل مع المشتركين قائم لمواجهة اي مشكلة، ومعالجتها بالامكانيات المتوفرة. ولكن في حال عدم توفر البضاعة اللازمة للتصليح او اي عناصر ضروربة للشركة، والتي تستورد عادة من الخارج بالدولار، واذا لم نستطع تأمينها لعدم توفر الاموال، فاننا سنضطر للارتجال كي نبقى الى جانب المواطن.

سيواظب الجهاز البشري في الشركة على تشغيل شبكة التوزيع، وألا يتخلى أي من أفراده عن تأدية واجبه، في موقعه، وفي خدمة الزبائن والمواطنين، مهما كانت الظروف والمشقات. وسيبذل الفنيون قصارى جهدهم لإصلاح الأعطال التي لا بد أن تطرأ، مع الإعتذار سلفاً عن تعذر إصلاح ما يستوجب من قطع غيار ومستلزمات استنفدت كلياً من ​مخازن​ الشركة، في المكلس وسلعاتا، ولم تتوفر امكانية تجديدها.

انجازات

وهل حقق مشروع مقدمي الخدمات الاهداف المرجوة منه يقول ابو جودة: المشروع انجز ثورة في قطاع توزيع الكهرباء ولا احد يمكنه طمس هذه الحقيقة، والجواب اليقين عند المنظمات والمؤسسات الدولية ، مثل البنك الدولي والميجا و​البنك الاوروبي للاستثمار​، الذي شهدوا على التحسين الذي انجزته شركتنا، وشهدوا الحوكمة في BUS، ولولا هذه الشهادة لما استمروا برعاية وتمويل هذا المشروع.. ويكفي ان نذكر ان لدينا بوليصة تأمين من وكالة الميجا التابعة للبنك الدولي، وتمويل من البنك الاوروبي للاعمار والتنمية.

اضاف: قامت شركتنا بتنفيذ ما أوكل اليها، معتمدة على ارادة وقدرات مهندسيها وفنييها وعمالها وعلى تعاون جمهور المشتركين في المناطق؛ فتمكنت، على الرغم من العراقيل والمعوقات، من تحقيق نتائج ملفتة. ففي نهاية عام 2019 ، انخفضت نسبة الهدر من 50% الى ما دون 20% ، مما انعكس وفراً في ​الطاقة​ المباعة، حيث بلغت زيادة المداخيل منذ بداية تنفيذ المشروع ما يقارب 787 مليون دولار أميركي، مقابل كلفة لم تتجاوز 333 مليون دولار. وكان الرهان على متابعة تخفيض الهدر حتى نهاية المشروع الى ما دون الـ6% اثر انجاز نشر واستثمار نظام العدادات الذكية الذي بوشر بتنفيذه بعد أن أثبتت التجارب كفاءته في ترشيد الأستهلاك وكشف التجاوزات والتعديات.

التركة الثقيلة

في العام 2012 استلمنا وضعا ماساويا في قطاع التوزيع في المنطقة الاولى وابرز المشاكل:

- تأخير للجباية يفوق السنة .

-حمولات زائدة على المخارج تفوق الـ 100% منذ سنين طوال.

- معاملات متراكمة تصل الى الالاف.

- تراكم للمتاخرات بارقام مماثلة الخ…..

وقد تمت معالجة كل من هذه المشاكل وحلها والارقام موجودة وموثقة في مؤسسة كهرباء لبنان وتشهد على الانجازات.

كما ان المشروع انهى ازمة ​المياومين​ وتم تثبيت 3000 شخص في وظائف ثابتة.

الحقيقة ان فكرة مشروع مقدمي الخدمات كانت في الاساس هي ان يمول نفسه بنفسه ،ونحن في شركة BUS اثبتنا ذلك، واكثر من ذلك حققنا زيادة في ​الايرادات​ وحققنا الوفر لمؤسسة كهرباء لبنان، من خلال وخصوصا اذا احتسبنا الاصول الجديدة التي اضيفت الى الشبكة، وهذه لها قيمة مالية كبيرة، عدا عن الايرادات الاضافية التي دخلت الى صناديق مؤسسة كهرباء لبنان.

اتهامات وردود

وما تعليقكم على بيان نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان والذي انتقد اداء مقدمي الخدمات؟ قال ابو جودة: بداية اود ان اوجه التحية الى كل عمال ومستخدمي كهرباء لبنان والذي يعانون من ظروف عمل صعبة للغاية وخصوصا بعد انفجار 4 آب، ونحن نعرف حجم التضحيات التي يقدمونها، كما نعرف في اي ظروف قاسية يعملون، ونتضامن معهم في حرقتهم، ونؤيدهم في صرختهم لرفع الاهمال الذي اصابهم .

اضاف: الانجازات التي تمت حققناها بالتعاون مع مستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان بعملنا اليومي معهم جنبا" الى جنب وبموافقتهم اليومية عل أي عمل نقوم به وأي فاتورة نصدرها وعليهم أن يكونوا فخورين مثلنا بما تحقق لأن ذلك ثمرة العقد الذي إرتضت إدارتهم توقيعه معنا.

وتابع: اما بخصوص الاتهام محاباة مناطق على حساب أخرى، فلهذه المناطق مخاتيرها ورؤساء بلدياتها ونوابها ولم يصلنا منهم إلا الشكر على الخدمة والإطراء على جودة وسرعة ونوعية ما قدمناه لهم. أما الحديث عن مؤشرات الآداء فهذا أمر غير صحيح بتاتاعلى الأقل بما يتعلق بشركتنا فهي تطبق على أكمل وجه وبحسب العقد وموجباته ومؤشرات الآداء تصدر مع كل فاتورة فصلية بتصديق وتوقيع ممثلي مؤسسة الكهرباء نفسهم.

وقال ابو جودة: نجزم قطعيا" بعدم إحتجاز شركة BUS يوما" لأي أموال من الجباية وقد زودنا مؤسسة الكهرباء بكل المعلومات المطلوبة للاطلاع شخصيا" على حركة حسابات الجباية بحسب العقد ولو قامت بذلك لتأكدت ونفت بدورها هذا الادعاء ويتم إرسال تقارير يومية عن حركة الجباية والتي ترسل لمؤسسة الكهرباء ولو قامت بقراءتها لتأكدت من ذلك ونفت الادعاء من جهتها.

العدادات الذكية

وماذا عن تركيب العدادات وكذلك مشروع العدادات الذكية وهي الاهم في مشروح مقدمي الخدمات؟

اجاب ابو جودة : بما يختص بتأخر تركيب العدادات العادية فتؤكد الارقام نمو عدد المشتركين بوتيرة متسارعة منذ إستلامنا إلا في الفترات التي نفدت خلالها العدادت في مستودعات المؤسسة، وهو مثلا الوضع حاليا، فعلى النقابة سؤال القيمين في مؤسستهم عن أسباب عدم توفر العدادات، تجدر الاشارة انه وبحسب العقد، فقد احتفظت المؤسسة، لإسبابها الخاصة، بمسؤولية توريد وتسليم العدادات

اما بالنسبة للعدادات الذكية لم ترض شركة BUS يوما بتركيب عدادات ​مخالفة​ للمواصفات ولا ترضى تركيب العدادات الذكية الموافق عليها من المؤسسة عشوائيا بسبب نقص العدادات كما ورد أعلاه.

لقد قامت شركة BUS حتى الان بمشاريع تجريبية ناجحة على العدادات الذكية الموافق عليها من المؤسسة بطريقة علمية وبحسب الأصول والعقد ويتم حاليا بنحاح ​إستثمار​ 3500 عداد ذكي على أن تطلق المرحلة التالية 000 40 قريبا جدا.

وختم ابو جودة: لم تتخلى يوما BUS عن القيام بموجباتها العقدية او عن المواطن بالرغم من عدم إحترام المؤسسة لموجبات العقد وقد تابعنا عملنا وتقديم الخدمات وما زلنا منذ سنة 2012، واليوم كل الجهاز البشري موجود ومستعد للقيام بمهامه.