تأمل هافانا في جذب ​السياح​ الأجانب مرة أخرى، بعد 8 أشهر من الإغلاق، باعتبارها وجهة آمنة، وتوفير فرصة للعمل عن بعد على الشاطئ. وتعتمد ​كوبا​ على نتائجها الجديدة في مواجهة الوباء لإقناع السياح بالعودة إليها.

ويرى نائب المدير العام لسلسلة فنادق "ميليا" الإسبانية في كوبا، فرانسيسكو كامبس، أنه تحد كبير. وأوضح أن هافانا مهمة لأنها مطار للرحلات المنتظمة، وهو أمر يسمح بالاتصال بأوروبا.

وأعيد فتح المدينة أمام ​الرحلات​ التجارية التي حظرت منذ 24 آذار الماضي في الوقت المناسب لموسم الذروة الذي يبدأ في تشرين الثاني الجاري، وينتهي في نيسان المقبل.

وتابع كامبس: "يسمح هذا الأمر أيضا بتدفق الزوار الذين لا يأتون فقط لرؤية المدينة بل أيضا يقومون بجولات سياحية بحيث لا يكتفون بالذهاب إلى الشاطئ". وأشار إلى أن نوع ​السياحة​ الأخير هو الذي يدر المزيد من الأموال.

ومن الناحية الاقتصادية، هناك حالة طوارئ، فبعد حرمانها من هذا المحرك الاقتصادي (2.645 مليار دولار في العام 2019)، اضطرت كوبا لخفض وارداتها بشكل كبير والتي عادة ما تغطي 80% من احتياجاتها الغذائية.

وأشار الاقتصادي ريكاردو توريس من جامعة هافانا، إلى أن "النقص الذي نمر به كبير جدا وأعتقد أنه الأكثر حدة منذ التسعينات" عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. وأوضح أن السياحة تحديدا هي "القطاع الذي تمكن من إخراج كوبا من أعماق هذه الأزمة الاقتصادية التي أصابت جيلا من السكان بالصدمة".

وبعد وصول السياح البريطانيين والروس أخيرا إلى شواطئ هافانا، اكتشفت إصابات عدة بفيروس "​كورونا​"، ما اضطر السلطات لعزل عشرات المسافرين.

وبهدف طمأنة السياح، تعتمد ​الجزيرة​ شعار "كوبا، وجهة آمنة". وتعد أعداد الإصابات فيها من أدنى المعدلات في الأميركتين، إذ لا تزال دون 7800 إصابة لـ11.2 مليون نسمة. وينص بروتوكولها على أن يخضع السياح لمسحة "PCR"، بكلفة 30 دولار، عند الوصول وتجنب الخروج حتى ظهور النتائج بعد 24 ساعة، ووجود فريق طبي دائم في ​الفنادق​.

وأوضح توريس أن الاستراتيجية الفعالة لمكافحة الوباء هي ورقة رابحة لكوبا، لأن السياح في الأشهر المقبلة سيبحثون عن وجهات آمنة، من الناحية الصحية.