أشار التقرير الصادر عن "بنك عوده" عن الفترة الممتدة من 9 إلى 15 تشرين الثاني الى انه "كان للأزمة الاقتصادية العميقة منذ بداية العام بالإضافة إلى آثار جائحة "كورونا" وانفجار ​مرفأ بيروت​ آثارها السلبية على قطاع التجارة والخدمات بشكل عام وقطاع ​السياحة​ بشكل خاص.

أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة السياحة أن عدد السائحين سجل تراجعا سنويا بنسبة 78.4% في النصف الأول من عام 2020، بعد زيادة قدرها 8.3% في نفس الفترة من العام السابق. في الواقع، سجل عدد السائحين 199.722 في النصف الأول من عام 2020 ، مقارنة بـ923.820 سائحًا في النصف الأول من عام 2019.

ومن الجدير بالذكر أنه بينما سجل قطاع السياحة أداءً سلبياً شاملاً طوال النصف الأول من العام، إلا أن الربع الثاني كان أكثر تضرراً، حيث تم فرض الإغلاق على البلاد بعد انتشار جائحة "COVID-19".

في موازاة ذلك، يعتبر نشاط المطار صورة طبق الأصل عن مثل هذا الأداء السلبي هذا العام. حيث سجل العدد الإجمالي للمسافرين انخفاضًا سنويًا بنسبة 74.4% في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، وفقًا لما أعلنه مطار بيروت الدولي.

في الواقع، انخفض عدد الركاب الوافدين بنسبة 75.8% سنويًا وعدد المسافرين المغادرين بنسبة 73.1% ليصل إلى 917.216 و 1.040.518 على التوالي في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020. ارتفع عدد الركاب العابرين بشكل طفيف من 40.163 راكبًا في الأشهر العشرة الأولى من عام 2019 إلى 41.747 راكبًا في الفترة المماثلة من هذا العام.

تظهر نظرة مفصلة على نشاط المطار أن عدد ​الطائرات​ انخفض بنسبة 65.1% على أساس سنوي في الفترة المذكورة. إلى جانب ذلك، انخفض إجمالي الشحنات التي تداولها المطار بنسبة 31.2%، حيث تم ​استيراد​ وتفريغ 21.914 ألف طن خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، فيما تم تصدير وتحميل 27.348 ألف طن. سجل النشاط الأول المذكور انخفاضًا بنسبة 43.6% وسجل النشاط الثاني انخفاضًا بنسبة 14.8% على أساس سنوي في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020.

ترك الأداء السلبي لنشاط المطار بشكل عام والسياحة بشكل خاص بصماته على قطاع الضيافة، حيث سجلت ​فنادق​ أربع وخمس نجوم متوسط ​​إشغال بنسبة 13% خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020، مقابل 72% في المتوسط ​​خلال عام 2019.

القطاع الفندقي في لبنان يشهد تقلصًا ملحوظًا في معدلات الإشغال

أصدرت "إرنست ويونغ" أحدث استبيان لمعيار الفنادق في ​الشرق الأوسط​ للأشهر الثمانية الأولى من عام 2020 (فنادق أربعة وخمسة نجوم)، حيث أظهرت أن أداء قطاع الضيافة في لبنان شهد تقلصًا ملحوظًا في معدلات الإشغال، ومتوسط أسعار الغرف.

لقد أدت ​الأزمة الاقتصادية​ المتصاعدة، إلى جانب انخفاض قيمة العملة بشكل مكثف، وارتفاع معدلات البطالة، وانفجار ​ميناء​ بيروت إلى إضعاف أداء قطاع الضيافة في بيروت. علاوة على ذلك، فإن القيود المفروضة على COVID-19" جنبًا إلى جنب مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة أدت أيضًا إلى تفاقم الوضع الحالي، وفقًا للتقرير.

في الواقع، بلغ معدل إشغال الفنادق من فئة أربعة وخمسة نجوم في العاصمة 13% فقط في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2020، مقابل 72% في نفس الفترة من عام 2019.

وجاءت نسبة الإشغال في بيروت في المرتبة الأخيرة من بين 14 مدينة شملها المسح. وتفوقت عليها ​المنامة​ مباشرة (26%) و​المدينة المنورة​ (22%).

وانخفض سعر الغرفة في بيروت بشكل ملحوظ ليبلغ 159 دولارًا أميركيًا من 205 ​دولارات​ أميركية في نفس الفترة من العام الماضي. ومن الجدير بالذكر أن معدل نمو المدينة احتل المرتبة التاسعة من بين 14 مدينة تم مسحها، حيث تقلصت بنسبة 22.2% على أساس سنوي. وكان معدل الفنادق في العاصمة هو الخامس من حيث أعلى المعدلات في المنطقة. وتجاوزت المنامة (129 دولاراً) و​الرياض​ (145 دولاراً)، بينما تجاوزتها جدة (173 دولاراً) و​رأس الخيمة​ (169 دولاراً).

تقلص عائد الغرف بنسبة 85.8% سنويًا ليصل إلى 21 دولارًا أميركيًا في 8 أشهر 2020 مقارنة بـ 147 دولارًا أميركيًا في نفس الفترة من العام السابق. احتلت بيروت المرتبة الأخيرة في المنطقة من حيث النسبة المئوية للتباين في عائد الغرف. كان آخر عائد للغرفة في بيروت هو 21 دولارًا أميركيًا، متجاوزًا عائد الغرفة في المدينة المنورة (26 دولارًا أميركيًا) و​القاهرة​ (30 دولارًا أميركيًا).

أستمرار خسائر الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي

وسط الجمود المستمر في تشكيل الحكومة وتزايد الضغوط الدولية للتغلب على العقبات التي تحول دون تشكيل حكومة "إنقاذ" من شأنها إخراج البلاد من عدد لا يحصى من الأزمات المتراكمة ، تراجعت الليرة اللبنانية بشكل أكبر مقابل الدولار الأميركي خلال هذا الأسبوع.

في موازاة ذلك، كشف محافظ البنك المركزي عن خطط لإدخال عملة رقمية للبنك المركزي في عام 2021 من شأنها أن تساعد في تنفيذ نظام غير نقدي، مما يشير إلى أنه من المقدر تخزين حوالي 10 مليارات دولار في المنازل.