التقط رواد ​الفضاء​ خلال بعثات وكالة الفضاء الأميركية "​ناسا​" بعضاً من أكثر ​الصور​ شهرة للفضاء. وتُعرض الآن 2400 من هذه الصور النادرة للبيع بالمزاد العلني من دار "كريستيز" للمزادات، بما في ذلك صورة رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ على ​سطح القمر​، وأول صورة "سلفي" من الفضاء على الإطلاق التقطها رائد الفضاء بز ألدرن.

من لقطة أرمسترونغ على سطح القمر بجانب العلم الأميركي، لصورة الكلبة "لايكا" وهي تجلس في كبسولة فضائية قبل وقت قصير من أن تصبح أول حيوان يدور حول مدار الأرض، إلى لقطة "سلفي" لرائد الفضاء بز ألدرين وخلفه كوكب الأرض. وتمتد مجموعة الصور الأصلية إلى عدد من المهمات التاريخية، من برامج رحلات فضاء "مشروع ميركوري" و"مشروع جمناي" إلى مهمات "أبولو" على سطح القمر.

وتحولت بعض هذه اللقطات إلى صور أيقونة، مثل صورة "الرخام الأزرق"، إحدى أشهر الصور التي التقطت للكرة الأرضية من الفضاء، من قبل طاقم مركبة الفضاء الأميركية "أبولو 17"، وهي أول صورة مضاءة بالكامل للأرض يلتقطها إنسان من الفضاء. وهناك بعض الصور الأخرى التي لم تكشف عنها  "الناسا" من قبل، والتي يراها الجمهور العام للمرة الأولى. وتعد الصورة الوحيدة لرائد الفضاء أرمسترونغ على سطح القمر، التي التقطها ألدرين خلال مهمة "أبولو 11" في عام 1969، أغلى صورة معروضة للبيع بالمزاد، وتقدر قيمتها ما بين 30 ألف جنيه إسترليني إلى 50 ألف جنيه إسترليني، أي حوالى 37800 دولار إلى 63 ألف دولار، وفقاً لدار المزادات.

وتشمل الصور الأخرى عالية القيمة كل من صورة "الرخام الأزرق"، التي يقدر بيعها بمبلغ يصل إلى 25 ألف جنيه إسترليني، أي 31500 دولار، وصورة لأول "شروق على الأرض" الذي شاهده البشر في الفضاء، بتاريخ عام 1968، وتبلغ قيمتها 30 ألف جنيه إسترليني أي 37800 دولار.

وأوضح البيان الصحفي أن الصور تم التقاطها عندما كان التصوير لا يزال تناظرياً، ما يتطلب مواد كيميائية حساسة للضوء، وأفلام، وأوراق فوتوغرافية. وتم توجيه رواد الفضاء حول كيفية التقاط الصور في الفضاء من وكالة "ناسا"، بالتعاون مع متخصصين في مجال التصوير من مؤسسات أمثال "​كوداك​" و"ناشيونال جيوغرافيك".

وأوضح البيان أنه من خلال عدساتهم، تمكن رواد الفضاء من نقل جمال تجربتهم وعمقها إلى البشرية، وتغيير الطريقة التي نرى بها أنفسنا وموقعنا في هذا الكون إلى الأبد.

وعلى مدى عقود من الزمان، تم الاحتفاظ بهذه الصور، التي لم يكشف عنها من قبل، في أرشيف مركز المركبات الفضائية المأهولة في هيوستن، ​تكساس​، ولا يمكن الوصول إليها إلا من باحثين معتمدين. وعُرضت الصور، التي تم تجميعها على مدار 15 عاماً من فيكتور مارتن مالبوريت، في متاحف حول العالم بما في ذلك قاعة "القصر الكبير" في ​باريس​، ومتحف كونستهاوس في زيوريخ.

ونقل البيان الصحفي عن مالبوريت أنه "غالباً ما يتم تصوّر رواد الفضاء على أنهم علماء وأبطال عظماء، ولكن نادراً ما يُعترف بهم على أنهم من أهم المصورين في كل العصور".

وفي الوقت الحالي، تعرض الصور للبيع بالمزاد العلني ليضيفها الآخرون إلى مجموعاتهم. ويستمر المزاد عبر ​الإنترنت​، بعنوان "رحلة إلى عالم آخر: مجموعة صور فيكتور مارتن- مالبوريت" حتى 19 تشرين الثاني الجاري.