مع إستمرار تعثر عملية ولادة الحكومة الجديدة التي يعوّل عليها، لإنتشال لبنان من الحفرة السحيقة التي وقع فيها مالياً ونقدياً وإقتصادياً، تتراجع الآمال والتوقعات التي كانت معقودة على هذه الحكومة، خصوصاً مع الحديث المتزايد عن صعوبات شديدة وجدّية لا تسمح بولادة حكومة "المهمة"، أقله الآن.

وبحسب متابعين للملف الحكومي، فإن من أهم أسباب التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة هو ملف "التحقيق المالي الجنائي" في "​مصرف لبنان​"، إضافةً إلى موضوع تسمية الوزراء المسيحين تحديداً، في الحكومة العتيدة.

وبإنتظار تذليل الحواجز والمطبات المرفوعة أمام ولادة حكومة الحريري، تستمر معاناة الناس على كل المستويات، مالياً، إقتصادياً، معيشياً ونقدياً، أضف إلى كل هذه الأزمات، تداعيات وباء "كورونا" الذي بدأ يضرب بقوة نتيجة إنكشاف قطاعنا الصحي وعدم الإلتزام بإجراءات الوقاية، إضافةً إلى التخبط في إتخاذ القرار الرسمي الذي من شأنه التخفيف من عملية تفشي هذا الوباء القاتل.

ونتيجة لكل ما تقدم، شهد هذا الأسبوع " كباشاً" سياسياً جديّاً بين مؤيد وبين معارض لعملية "التدقيق المالي الجنائي" في "مصرف لبنان"، خصوصاً مع إنتهاء المهلة التي أعطيت للشركة التي كلفت تنفيذ هذه المهمة من دون حصولها على كامل المعلومات التي طلبتها من "مصرف لبنان" عن طريق وزارة المالية، نتيجة تحفظ المصرف عن تسليم بعض المعلومات التي تتعارض مع ​السرية المصرفية​، وكالعادة تم مواجهة هذا الملف الخلافي الهام والمهم على الطريقة اللبنانية، بحيث تم تمديد المهلة المعطاة للشركة ثلاثة أشهر جديدة، مع ​علم​ الجميع، أن هذا الملف سيقفل في أول فرصة كما حصل لملفات مماثلة.

في جانب آخر، أثارت مسألة العودة إلى إقفال البلد لفترة زمنية محددة للحد من إنتشار وباء "كورونا"، معارضة شديدة من قبل ​الهيئات الإقتصادية​ التي أعلنت رفضها المطلق لأي قرار مماثل، محذرةً من إنعكاسات سلبية هائلة لإقفال ​القطاع الخاص​ لا يمكن إحتواؤها على المستويين الإجتماعي والإقتصادي. من جهتها أعلنت جمعية الصناعيين اللبنانيين عن موقف مماثل.

في مقلب آخر، أظهر مؤشر مدراء المشتريات الرئيسي "بلوم بنك" لشهر تشرين الأول الماضي، تدهوراً بوتيرة هي الأبطأ منذ ثلاثة أشهر، 43 نقطة، مع بقاء معدل الإنكماش في مؤشري الإنتاج والطلبيات الجديدة حاداً، رغم تراجعه قليلاً.

من جهته، أفاد معهد الإستشارات والبحوث، إلى إرتفاع مؤشر أسعار الإستهلاك على أساس سنوي، بنسبة 106.9% مقارنةً بنتائج أيلول 2019.