تحلّت بالروح الإيجابية، ولم تقف أمام الخسائر والخيبات، بل قررت صنع الأمل من الألم. فحوّلت المأساة والذكرى البشعة الى طاقة حقيقية تقدم الخير للناس.

كان لـ"الاقتصاد"، مقابلة خاصة مع صاحبة العلامة التجارية "Hardcore Beirut"، ​بيرلا معلولي​، التي أطلقت مبادرة عقب انفجار ​مرفأ بيروت​، تهدف الى مساعدة أهالي المناطق المتضررة على الترميم وإعادة البناء.

- من هي بيرلا معلولي؟

حصلت على إجازة في تصميم ​الأزياء​ من "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU"، وأنا أتابع الدراسة في الوقت الحاضر، لنيل شهادة ثانية في ​التصميم​ الغرافيكي، وذلك من أجل دمج المجالين مع بعضهما البعض، لكي يصبح العمل أسهل.

أما من الناحية العملية، فمسيرتي تتمحور حول الموضة والأزياء، حيث عملت لفترة في قطاع الجلود، قبل الانتقال الى الاهتمام بمشروعي الخاص "Hardcore Beirut"، منذ حوالي السنة والنصف. وأنا اليوم أصمم وأنفد يدويا، جميع أنواع الأزياء، من الملابس اليومية الى فساتين الأعراس.

كما أعمل على تطوير هذا المشروع مع كل يوم، رغم قلّة نشاطي عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​.

- تعتمد غالبية الأعمال اليوم، وخاصة الصغيرة منها، على شبكات التواصل، من أجل الانتشار بشكل أكبر بين الناس. كيف تنجحين في التسويق لتصاميمك بعيدا عن هذه المواقع؟​​​​​​​

ما زلت الى حد الآن، أعتمد بشكل أساسي على الأصداء الإيجابية من الزبائن والأهل والأصدقاء.

- من هم زبائن بيرلا معلولي؟

سوف أكشف قريبا عن مجموعة من الألبسة الجاهزة لفصل الشتاء، بأسعار مقبولة، وبمتناول الجميع. فلم يعد بإمكان ال​لبنان​يين شراء الملابس من المتاجر المعروفة، أولا بسبب أسعارها المرتفعة جراء عدم الاستقرار السائد في سعر صرف ​الليرة اللبنانية​ مقابل ​الدولار​، وثانيا، لأن عددا كبيرا منها أغلق أبوابه.

سأقدم مجموعة مميزة، تتيح للناس تشجيع الصناعة اللبنانية من جهة، والاستفادة من الأسعار المناسبة، من جهة أخرى.

ولا بد من الاشارة الى أنه بالإضافة الى مجموعاتي المتنوعة للألبسة الجاهزة، أقدم خدمة تصميم وخياطة الفساتين، على الطلب. والزبائن يحبون هذا الجانب من التصميم، لأنهم يشعرون أن كل فستان فريد من نوعه، ومخصص لسيدة واحد فقط، كما يمكن خياطته بحسب الميزانيات المختلفة.

- كيف تصفين أسعار منتجاتك اليوم؟

ما زلت الى حد اليوم قادرة على التحكم، الى حد ما، بأسعار قطعي، من ناحية الأقمشة ومستلزمات الخياطة. ولكن المشهد في الصيف ما زال ضبابيا، ولا نعرف الى أي سنصل.

​​​​​​​

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل على تجهيز مشغلي الخاص في منطقة الدورة، والذي سيكون في المستقبل بمثابة "concept store"، حيث سألتقي الزبائن، الذي سوف يستفيدون من خدماتي في تصميم الملابس الجاهزة، أو حسب الطلب، أو حتى الاكسسوارات.

وتجدر الاشارة الى أنني كنت على وشك الانتهاء من عملية الترميم بشكل نهائي، لكن المشغل تضرر قليلا للأسف، من عصف انفجار مرفأ بيروت، وبالتالي، أصبحنا بحاجة الى المزيد من الوقت من أجل الافتتاح.

- برأيك، هل ستتمكن علامتك التجارية من الصمود في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان؟

الأمور بحاجة حتما الى الوقت لكي تبدأ بالتحسن، لكنني لن أهاجر، ولن أترك لبنان، بل سأبقى وأتمسك ببلدي الأم.

وفي حال لم تنجح أعمالي في السوق المحلي، فسوف أعمل على إيجاد طريقة ما، للانفتاح نحو الخارج، من خلال ​الإنترنت​ و​الشبكات الاجتماعية​.

- أخبرينا أكثر عن المبادرة التي قمت بها بعد انفجار المرفأ؟

بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، تساءلنا عما اذا كان بإمكاننا الحصول على الأقمشة من الأماكن المتضررة، ولكن للأسف، لم نلاق أي تجاوب في هذا الإطار.

ومن هنا، توجهت الى محطة ​القطارات​ (trainstation) في بيروت، حيث تمكنت من الحصول على بعض الأقمشة، التي كانت بحالة سيئة للغاية، ومليئة بالزجاج ونشر ​الخشب​ والغبار.

وبعد غسلها وتنظفيها على مراحل عدة، قمت بقص القطع الممزقة والتالفة كليا ورميها، وأبقيت على القطع الجيدة. واستوحيت تصاميمي من الانفجار، لكنني قصدت أن لا تكون الإيحاءات مباشرة، لكي لا نذكر الناس بهذه المأساة والفاجعة.

صممت القطع ونفذتها يدويا بنفسي؛ من الرسم الى الـ"باترون"، حتى الخياطة. وبالتالي، لم أستعن حتى بماكينة الخياطة.

والتسويق لهذه المبادرة تم من خلال فيديو، صورناه وقمنا بنشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكي نلاحظ بعد فترة، أن عددا كبيرا من الأشخاص أعادوا نشره على صفحاتهم.​​​​​​​

أما الهدف من هذه القطع الفريدة، فهي جمع ​التبرعات​ لضحايا الانفجار. وقد نجحت الى حد الآن، ببيع فستانين وحقيبة حمل (tote bag). وما زال لدينا سترتين، صدرية (gilet)، و3 حقائب؛ حقيبة حمل واحدة، بالإضافة الى حقيبتين على شكل قارب.​​​​​​​

ومن خلال الموقع الالكتروني "961"، تمكنا من التواصل مع سيدة في ​كندا​، اشترت أول ثلاث قطع من هذه المجموعة.

ولا بد من القول أنني لا أسعى الى تقديم التبرعات الغذائية، بل إن المهمة الأساسية هي مساعدة الناس على ترميم منازلهم.

- ما هي نصيحة بيرلا معلولي الى الشابات اللبنانيات؟

المرأة اللبنانية​ ستواجه دائما العوائق والصعوبات والتعليقات السلبية حول عملها وقدراتها ومهاراتها، ولكن يجب أن لا تخضع لهذه الأجواء السيئة، بل عليها دائما إظهار قوتها وإصرارها وعزيمتها.