شهدت أسعار ​الدولار​ الأميركي، إعتباراً من مطلع هذا الأسبوع تقلبات ضمن هوامش ضيقة إجمالاً، بين(100- 200 ليرة) صعوداً أم هبوطاً، وهنا نتحدث عن ​سعر الدولار​ في السوق الموازية التي يسميها البعض "​السوق السوداء​".

ولوحِظَ أن هذه الحركة الطفيفة في السوق، إنخفاض سعر الدولار الحقيقي 100- 200 ليرة، جرى الإستثمار فيها من قبل بعض الجهات التي تدور في فلك تيار المستقبل من سياسيين وإقتصاديين وإعلاميين، الذين ثابروا خلال هذا الأسبوع على تضخيم نسبة إنخفاض الدولار، رابطين ما بين هذا المؤشر "الإيجابي" وبين عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، مع إشارات وتلميحات لهؤلاء بأن الدولار سينهار فور تشكيل الحكومة الحريرية، وأن الليرة ستستعيد مكانتها تدريجياً مع مباشرة تدفق ​الدعم المالي​ ل​لبنان​ من صندوق النقد ومن سيدر، و...

وفي موازاة موقف المقربين من الحريري، يرى مستقلون من خبراء ومحللين إقتصاديين وماليين، أن تشكيل الحكومة برئاسة الحريري هو أمر جيد وإيجابي، ومطلوب من الداخل ومن الخارج.

ويضيف هؤلاء بالقول، لكن تشكيل الحكومة لا يعني إنتفاء المشاكل التي نعاني منها، مثال إنهيار سعر الدولار الحقيقي ووصوله إلى مستوى 5500 ودون ذلك، كما أن تشكيل الحكومة لن ينهي ملف الكهرباء في شهر أم في أشهر، ولن يعيد ودائع الناس في سنة أم في سنتين، ولن يسترجع ​الأموال المنهوبة​، كما لن يدخل أي مرتكب إلى السجن.

ويقول هؤلاء، أن أمام الحكومة مهمة صعبة وشديدة التعقيد، مع التاكيد هنا على أن أولى تباشير النجاح والعودة إلى منطقة الأمان تبقى في مدى وسرعة الحكومة في إستعادة ثقة اللبنانيين، أولاً، وثقة ​المجتمع الدولي​ بالطبقة السياسية الحاكمة، لجهة إرادة هذه الطبقة في ولوج باب الإصلاحات، التي كانت على جدول أعمال كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ نحو 25 سنة!

على العموم قد يملك لبنان فرصة اليوم للمباشرة في وضع أسس وهيكل مشروع الخروج من الأزمات، التي غرق لبنان فيها منذ نحو السنة، وهذه الفرصة تتمثل بتشكيل الحكومة الجديدة.