خاص ــ "الاقتصاد"

لم يجد الرفاق الخمسة حرجاً أو صعوبة في سرقة شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية من داخل ​مرفأ بيروت​، وإفراغ حمولتها في منطقة طريق المطار قبل إعادة تحميل البضاع ونقلها إلى البقاع لتصريفها لدى ​التجار​ وبيعها بأسعار مخفضة بذريعة أنها بضائع مهرّبة.

وبناء على الشكوى المقدمة من "رولان. س" أمام فصيلة الجميزة، بموضوع سرقة شاحنة عمومية من نوع ​مرسيدس​ مسجّلة باسم والده "فادي. س" وبنتيجة التحقيقات المجراة من قبل الفصيلة المذكورة ومكتب مكافحة السرقات الدولية، تبين أن الشاحنة قد ضبطت في محلة طريق المطار، وهي فارغة من البضاعة التي كانت محملة داخل المستوعب.

خلال التحقيقات الأولية التي أجراها مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية، أفاد المدعى عليه "غسان. ع" بأن المدعى عليه "محمد. ن. د" جاره في السكن، الذي يعمل سائقاً في المرفأ، اتصل به وطلب منه إفراغ حمولة الشاحنة المحملة بمواد غذائية، فاتصل الأخير بعدد من العمال السوريين وطلب منهم مساعدته في إفراغ المواد الغذائية في بورة عائدة للمدعو "محمد. م"، الّا أنه عندما ​علم​ الأخير بالأمر رفض إبقاءها لديه وطلب نقلها فوراً، فاتصل بـ"محمد. ن. د" وأخبره بذلك فأرسل الأخير بيك آب آخر وبدأ بنقل البضاعة، وأن "محمد. ن. د" وعده بإعطائه لاحقاً مبلغ خمسة ملايين ليرة لبنانية، بدل مساعدته له لكنه لم يفعل، مؤكداً أنه لم يكن يعلم أن البضاعة مسروقة إنما ظنّ أنها مهربة.

ولدى استجواب المدعى عليه "محمد. ن. د" أمام مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية، أفاد أنه تعرف إلى المدعى عليه "أيمن. ف" الذي عرض عليه قبل حوالي ثلاثة أشهر، سرقة شاحنة محملة بالمواد الغذائية من بورة ​الشاحنات​ في مرفأ بيروت، وطلب منه مساعدته فتواصل مع جاره في السكن "غسان. ع" وأخبره أنه سيقوم بإحضار بضائع مهربة وطلب منه مساعدته على تصريفها وإخراجها فوافق على الأمر، واثناء وجوده في البقاع، اتصل به "أيهم. ف" وأخبره بأنه سيقوم بسرقة الشاحنة، فقام هو بالاتصال بـ "غسان. ع" وطلب منه استلام البضاعة وتفريغها، حيث تولّى الأخير عملية التفريغ في بورة عائدة للمدعو "محمد. م" إلّا أن الأخير اعترض على الأمر، فعرض البضاعة على "أدهم. ج" الذي اشتراها وأرسلها إلى البقاع بواسطة شاحنة صغيرة بعد أن دفع له ثمنها مبلغ 21 مليون ليرة لبنانية.

وأفاد المدعى عليه "أيهم. ف" أنه قام بنقل الشاحنة من المرفأ الى منطقة طريق المطار، بناء على طلب المدعى عليهما "علي. ي" و"خضر. ج" اللذين رافقاه على متن سيارة صغيرة من المرفأ الى مكان ركن الشاحنة، وقاما بعدها بإيصاله الى منزله، فيما اعترف المدعى عليه "خضر. ج" أنه أثناء تواجده في منزله برفقة ""علي. ي" تلقى اتصالاً من "أيهم. ف"أخبره الأخير بموجبه أنه شاهد الشاحنة موضوع الدعوى على المدخل رقم 9 في مرفأ بيروت، وعليها مستوعب يحتوي على بضائع معدّة للتصدير ومن الممكن سرقتها، علماً أنه سبق لهم واتفقوا على سرقة إحدى الشاحنات، وبالفعل حضر "علي. ي" على متن سيارة نوع غولف فضية اللون، ووصلا إلى المدخل رقم 9 حيث توجه "أيهم" الى الشاحنة وقام بقيادتها الى طريق المطار، وكان بانتظارهم عدد من العمال المكلفين من "محمد. ن. د" وقاموا بإفراغ حمولة الشاحنة.

قاضي التحقيق في بيروت الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذه القضية، أصدر مذكرات توقيف وجاهية بحق المدعى عليهم المذكورين، واعتبر في حيثيات القرار الظني الذي أصدره أنهم أقدموا بالاتفاق والاشتراك في ما بينهم على سرقة شاحنة تحتوي على بضاعة معدّة للتصدير، وأن أفعالهم تؤلف الجناية المنصوص عنها في المادة 638 من قانون العقوبات التي تنص على الأشغال الشاقة المؤقتة، وعلى نص جنحة المادة 636 من القانون نفسه التي تنص على السجن ثلاث سنوات، وأحالهم على ​محكمة​ الجنايات في بيروت لمحاكمتهم.