تحت عنوان "أهمية بدء ترسيم الحدود البرية والبحرية في تسريع عملية التنقيب عن ​​النفط​​؟ وماذا عن ​أسعار ​المحروقات​​ بعد رفع الدعم؟" إستضافت ​كوثر حنبوري​ ضمن برنامج "الاقتصاد في أسبوع" الخبير النفطي ​ربيع ياغي، الذي أشار إلى أن ما حصل اليوم، هو إتفاق على إطار تفاوضي بين ​لبنان​ والعدو الاسرائيلي، لترسيم الحدود البرية والبحرية المترابطة مع بعضها البعض.

وقال ياغي، إن هذا الاتفاق يخدم جميع الأطراف، وهي ثلاثة موجودة على الأرض، المفاوض اللبناني و"ال​إسرائيل​ي" والوسيط الأميركي، الذي يجب أن يكون محايداً يعمل على تقريب وجهات النظر.

وأشار إلى أن "إسرائيل" وافقت على التفاوض لترسيم الحدود، لأن لديها أنشطة كثيفة موجودة شمال ​فلسطين​ المحتلة، وهي ستبدأ الإنتاج التجاري في المنطقة خلال الفصل الأول من العام 2021، فيما الأميركي يبحث على انتصار دبلوماسي لاستثماره في الإنتخابات المقبلة، كما أنه يحتاج لترسيم الحدود ليبدأ أنشطته النفطية دون تهديد.

وحول سؤال لحنبوري حول النتائج الإيجابية للترسيم، قال ياغي إنه سيصبح للبنان حدوداً مُرسَّمة، ستساهم في تطمين الشركات التي ستُقبل بدورها على الإستثمار في المنطقة الواعدة وفقاً للمسوحات الجيولوجية.

وأكد أن ترسيم الحدود، يُعدُّ قيمة مضافة لتصنيف لبنان الإئتماني، بحيث أن لبنان بلد المفلس سيكون لديه ثروة نفطية وغازية كبيرة تدعم تصنيفه.

وأشار ياغي، إلى أن شركة "توتال" الفرنسية كان يفترض أن تبدأ التنقيب بالبلوك رقم 9 منذ سنتين، إلا أن التهديد ​الإسرائيلي​ منعها من ذلك وتوجهت الشركة نحو التنقيب الاستكشافي في البلوك رقم 4، حتى إنهاء مشكلة النزاع على الحدود.

وأكد الخبير النفطي، أن للمفاوضات ستكون مُعقَّدة وعسيرة، لأن لبنان سيعمل على تحرير منطقة مساحتها 865 كلم مربّع تحاول "إسرائيل" وضع اليد عليها.

ولفت إلى أنه قبل 9 إلى 10 سنوات، لن يكون للبنان إنتاجاً تجارياً من النفط و​الغاز​ قابلاً للتصريف إلى الأسواق، كما لن يكون للبنان مدخولاً بالدولار قبل سنة الـ 2030، إلا أن الترسيم خطوة ممتازة بالاتجاه الصحيح لترميم المستقبل الذي نطمح إليه.

مستقبل ​أسعار النفط​ عالمياً

وتناولت الحلقة أيضاً مستقبل أسعار النفط عالمياً، وما شهدته الأسواق بعد إصابة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بفيروس "كورونا"، وقال ياغي، إن ​أميركا​ هي أكبر منتج ومستهلك للنفط ومشتقاته في العالم، و​الأسواق العالمية​ مركزها ​نيويورك​ إضافة إلى أن التجارات مدولرة، وكونها هي عملاق في هذا المجال، فإن أي حدث يصيب الولايات المتّحدة يؤثر على الأسواق العالمية وهذا ما حصل بعد إصابة ترامب وأدى لهبوط النفط دون 40 دولاراً للبرميل.

رفع الدعم عن المحروقات

وفي موضوع رفع الدعم عن المحروقات، أشار ياغي، إلى أنه قبل الانهيار الاقتصادي والنقدي الذي يواجهه لبنان، لم يكن هناك بنزين مدعوم، بل كانت الأسعار مرتبطة عالمياً بأسعار تتجدد أسبوعيا. وأضاف، أن الدعم بدأ بعد انهيار الليرة منذ تشرين الأول 2019، حيث استطاع المستوردون ابتزاز الدولة التي بدأت تغطية ​استيراد​ المحروقات بالدولار على سعر 1500.

ورأى الخبير النفطي، أنه من ممكن أن نرى قريباً ​صفيحة البنزين​ بـ 50 و 60 ألف ليرة طبقاً للسعر العالمي دون دعم الدّولار، وذلك بسبب انهيار العملة، حيث أن 60 ألف ليرة اليوم توازي الـ 10 آلاف ليرة قبل عام.