خاص - "الاقتصاد"

لم تجد شقيقتان سبيلاً لحلّ خلافاتهما حول الميراث الّا بإقامة دعوى قضائية، عززت التباعد بينهما، وأظهرت أن الصراع على حطام الدنيا، أقوى من الحفاظ على صلة الرحم، وتسوية الأمور بالتي هي أحسن.

فقد تقدمّت المدعية "​مريم​. ه" بشكوى أمام النيابة العامة في بيروت، عرضت فيها أن شقيقها المتوفي "عبد الغني. ه"، ترك وراءه إرثاً كبيراً عبارة عن ​عقارات​ وأموال تقدّر بمئات ألوف الدولارات وكمية من ​الذهب​ مجموعة داخل حقيبتين كان يضعهما في خزانته داخل منزله في بيروت، وأفادت بأن شقيقها كان يعمل خبيراً محلفاً لدى المحاكم في الشؤون العقارية، وبناء على استدعاء من شقيقتها "سميرة. ه"، صدر قرار عن قاضي الأمور المستعجلة في بيروت، قضى بإجراء جردة بالموجودات داخل المنزل الذي كان يشغله المرحوم، وقبل تنفيذ كاتبة المحكمة للجردة، قابلت الأخيرة "سهيلة. ه" في المكان وأعلنت عليها صفتها الرسمية، لكنّ الأخيرة رفضت إتمام الجردة الّا بحضور شقيقتها المدعى عليها "فدوى. ه"، التي حضرت وطلبت إجراء الجردة بحضورها.

وتضمّنت وقائع الشكوى أيضاً، أن المرحومة "سهيلة. ه" كانت تقيم مع شقيقها "عبد الغني" في المنزل نفسه، وأن الكاتبة المذكورة أوردت في محضر الجردة أنها وجدت حقيبتين فارغتين الّا من الأوراق المبعثرة، وأنه بعد وفاة "سهيلة" عن عمر يناهز الـ 90 عاماً وكانت تعاني من مرض الأعصاب، تركت كمية من الذهب الخاصة بها، و600 سهم في أحد عقارات منطقة المزرعة، وأن المدعية (مريم) فوجئت باستحصال شقيقتها المدعى عليها "فدوى" من "سهيلة" وهي في عزّ مرضها المفقد للأهلية الشرعية، على كل الأسهم التي تملكها الأخيرة، وسجلتها على اسمها في الدوائر العقارية، كما فوجئت بعد وفاة "عبد الغني" بإقدام المدعى عليها على سرقة الدولارات التي كان يضعها في الحقيبتين المذكورتين.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، فقد استحصلت "فدوى" بحسب وقائع القضية، وبطريقة ملتوية على وكالة من المرحوم "عبد الغني" استعملتها لسحب مبالغ من حسابه الخاص في أحد البنوك، وأن المدعى عليها كانت تستأثر الدخول الى منزل "عبد الغني" في حياته وبعد وفاته مباشرة، وأنها استفردت بشقيقتها المرحومة "سهيلة" واستغلت وجودها معها في المنزل ومرضها العصبي وكبر سنّها، واستولت على ذهبها الخاص وكل ما تملك، كما حملتها على التنازل عن كل ما تملكه في العقار في منطقة المزرعة، وتبين أن تقرير الطبيب الشرعي أفاد أن المرحومة "سهيلة" فارقت الحياة وهي كانت تعاني من أمراض رئوية وقلبية وعصبية مزمنة، تجعلها فاقدة الأهلية للقيام بأي تصرف قانوني.

ولدى استجواب المدعى عليها "فدوى. ه" أنكرت كل ما نسب اليها، وأفادت أنها تقيم في منزلها الزوجي في منطقة النويري، وأن شقيقتها "سهيلة" كانت مع شقيقها المرحوم "عبد الغني"، ومن ثم كانت تقوم بإعالة شقيقتها وتأمين معيشتها وأن الأخيرة لم تكن تعاني من أي عوارض عصبية، وأن الجردة التي أجريت على موجودات منزل المرحوم "عبد الغني. ه" تكشف أن الأخير لم يكن لديه أموال أو ذهب قبل وفاته، واعترفت بأنها سحبت مبلغ 350 مليون ليرة من حساب المرحوم في البنك وسلمته المبلغ الذي صرفه على نفسه وعلى علاجات طبية.

قاضي التحقيق في بيروت الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذه الدعوى، ظنّ بالمدعى عليها "فدوى. ه" بجرم سرقة الأموال والذهب العائد لشقيقها، مستغلة الوكالة الشاملة التي نظمها لها، والتي يعاقب عليها بالسجن ثلاث سنوات، وأحالها على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لمحاكمتها بهذه الجريمة، فيما منع عنها المحاكمة في جرم الاستيلاء على أموال ومجوهرات شقيقتها المرحومة "سهيلة" لعدم كفاية الدليل.