خاص - "الاقتصاد"

لم يكتف مجموعة من الأشخاص الذين يعملون على جمع الخردة وبيعها، من التقاط هذه المواد من الطرقات، بل عمدوا إلى التسلّق ليلاً إلى منزل في منطقة الأشرفية، وسرقة محتوياته من القطع الأثرية وبيعها بأسعار زهيدة

وتقدّم المدعي المدعي "بشارة. ف" بشكوى أمام فصيلة الأشرفية اتخذ فيها صفة الادعاء بحق مجهولين، بجرم سرقة أثاث وتحف وفضيات من داخل منزل العائلة، وبناء على هذه الشكوى أوقفت دورية من مكتب المعلومات في بيروت، المدعى عليهم "محمد. م" و"إبراهيم. ع" و"عواد. خ"، حيث عثرت داخل غرفة الأخيرين على مجلدات وكتب قديمة وثريات ولوحات أثرية ومبلغ 650.000 ليرة لبنانية.

وخلال التحقيق مع "إبراهيم" اعترف أنه قام قبل يومين من توقيفه، برفقة كلّ من رفاقه "محمد. أ"، "مثنى. ع"، "عواد. خ" و"يوسف. ع" جميعهم من التابعية السورية، بالتسلق على جدران أحد الأبنية القديمة وقاموا بكسر وخلع شباك أحد ​المنازل​ ودخوله، فوجدوا فيه عدداً كبيراً من الكتب القديمة والمجلدات والثريات واللوحات الزيتية، والسجاد والتحف فقرروا العودة في اليوم التالي لسرقتها، وفي اليوم التالي عادوا وأحضروا معهم عربة خشبية، حيث قاموا ليلاً بسرقة الموجودات، ونقلها بواسطة العربة إلى محل إقامتهم.

وسرعان ما نجح الرفاق ببيع هذه المسروقات، إذ أفاد "إبراهيم" أنه على معرفة بشخص يلقب بـ "أبو علي" تبين أنه اللبناني "محمد. م" الذي يعمل في مجال شراء النحاسيات، حيث اتصل به وأعلمه بأنه استحصل على النحاسيات من داخل منزل مهجور، وبأن مالك المنزل هو من سلمه إياها، عارضاً عليه شراءها فوافق وباعها له مقابل مبلغ مليون و700 ألف ليرة لبنانية، ليعودوا مجدداً هو ورفاقه إلى الشقة ويقومون بسرقة ما تبقى من أغراض ويسلموها الى "أبو علي" مقابل مبلغ مليون ليرة.

بدوره أقرّ الموقوف "عواد. خ" بأنه قام ليلاً بالدخول إلى أحد المنازل المهجورة، برفقة "إبراهيم" عن طريق التسلق وكسر وخلع الشباك، حيث وجدوا بداخله الكثير من التحف الأثرية، وأنهم عادوا في ليل اليوم التالي برفقة باقي المدعى عليهم ودخلوا المنزل وسرقوا عدد كبير من النحاسيات والسجاد واللوحات الزيتية ونقلوها إلى مكان سكنهم ليعودوا في اليوم التالي ويكملون سرقة الكتب واللوحات والفضيات، ثم اتصلوا بالتاجر "أبو علي" الذي حضر على مرحلتين واستلم الأغراض ودفع ثمنها.

أما تاجر الأنتيكا "محمد. م" فأوضح في إفادته أنه يعمل على شراء الأنتيكا منذ زمن، وهو يعرف "إبراهيم. ع" منذ سنتين ويشتري منه الخردة والنحاسيات، وأن الأخير اتصل به كالعادة وأعلمه بوجود بضاعة فانتقل لمعاينتها، فتبين أنها عبارة عن نحاسيات ولوحات زيتية وسجاد فدفع له مبلغاً على الحساب، ثم عاد بعد فترة واستلم البضاعة لقاء مبلغ مليون و800 ألف ليرة كما اشترى كمية من الكتب بمبلغ 150 ألف ليرة، مؤكداً أنه لم يكن يعلم بأن البضاعة مسروقة وأن "إبراهيم" أخبره أن صاحب ​البيت​ يريد إفراغه من الأثاث، وأنه طيلة فترة تعامله مع إبراهيم لم يحصل معه أي اشكال من هذا القبيل، ولم يعلم بأن متورط في عمليات سرقة.

قاضي التحقيق في بيروت بلال حلاوي، الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذه القضية، اعتبر في قراره الظني، أن المدعى عليهم أقدموا بالاشتراك في ما بينهم على السرقة ليلاً بعد الدخول إلى منزل المدعي بواسطة التسلق والكسر والخلع، واعتبر أن أفعالهم تنطبق على مواد جنائية تنص على السجن حتى عشر سنوات، فيما منع المحاكمة عن تاجر الأنتيكا "محمد. م" لعدم ثبوت علمه بكون البضاعة التي اشتراها عي مسروقة، لا سيما أنه سدد ثمنها مبالغ مالية غير زهيدة.