إن الحديث عن رفع الدعم عن السلع الأساسية ستكون له تداعيات إجتماعية كارثية، وبشكل خاص سيصيب المرضى أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون إلى الدواء بصورة مستمرة.

صحيح أن هناك إنتقادات كثيرة ومحقة لسياسة الدعم:

- أولاً لأنها في كثير من الأحيان لم تساهم في خفض الأسعار، كما حصل في موضوع ​الإنتاج الزراعي​ والحيواني.

- ثانياً في موضوع دعم ​المحروقات​، أصبح الشراء يزيد مرةً ونصف عن الحاجة، بهدف التهريب وتحقيق أرباح غير مشروعة.

- ثالثاً في دعم السلة الغذائية، لم يشعر بالإستفادة منها الناس الأكثر حاجة، فضلاً عن أنها لم تحدد مسبقاً لا فترة الدعم ولا الكلفة.

من هنا نقول أن هناك طبعاً حاجة لإعادة النظر في الدعم عموماً ليذهب فعلاً إلى مستحقيه.. هناك أفكار كثيرة مطروحة مثل ​بطاقات​ تموينية وقسائم للبنزين تعطى ليس لكل الناس، لكنها كلها تحتاج إلى المزيد من الدراسة، لأننا نعرف أن ترشيد الدعم ضروري، خصوصاً أنه يأتي على حساب ما تبقى من إحتياطي "المركزي"، لكن يجب الحرص على أن لا يحصل أي هدر أو تلاعب في المستقبل.

لكن الدواء لا يمكن المساس به، لأنه يصيب شريحة كبيرة من الناس فعلاً لا يمكنها الإستغناء عنه، فتصبح حياتها مهددة، إذاً المطلوب حل سريع وفعّال لإستمرار دعم أسعار ​الأدوية​، رأفةً بالناس الذين يعانون من المرض أساساً، فلا يمكن أن يُقطع عنهم "أوكسيجن" حياتهم المتمثل في الدواء.

مطلوب حل من وزير الصحة، من الحكومة مجتمعة، لا تدعوا الناس يموتون بمرضهم ووجعهم، يكفي كل ما يعانون منه بسبب الأزمات المتلاحقة التي "كسرتهم" بالفعل، وكانت آخرها إنفجار المرفأ.