عقد رئيس ​جامعة الروح القدس​ – الكسليك الأب طلال هاشم، مؤتمرًا صحافيًا للإعلان عن تقديم الجامعة 200 منحة تعليميّة للطلاّب المتضرّرين من انفجار ​مرفأ بيروت​، تغطي كافة الرسوم التعليمية بنسبة 100% على كامل فترة الدراسة، بحضور أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة والموظفين وعدد من الإعلاميين.

وقال الأب طلال: "تلقّى ​لبنان​ مرّة جديدة ضربة موجعة، أتت لتزيد من حدّة الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والصحيّة التي كان لبنان يتخبّط فيها والتي أثقلت كاهله على جميع الصعد. بدأت الأزمات المتتالية تترك آثارها منذ بداية العام على مختلف القطاعات المحليّة، وقد كان للمؤسسات التعليميّة، ولا سيّما الأهل والطلّاب، نصيبها منها". وأضاف: "انطلاقًا من مسؤوليّتنا الاجتماعيّة في جامعة الروح القدس – الكسليك، وهي ابنة الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وعلى رأسها قدس الأب العام، نعمة الله الهاشم، والتي قامت بسلسلة مبادرات من أجل الاستجابة لاحتياجات المجتمع الملحّة في الوقت الراهن، وانطلاقًا من التزامنا بمبدأ التضامن والوقوف إلى جانب أبناء الكنيسة وأبناء هذا الوطن أجمعين، وتأكيدًا على أقوال قداسة ​البابا فرنسيس​ التي بعثت الأمل في نفوسنا، قرّرت الجامعة، وبدعم من الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، تقديم 200 منحة تعليميّة للطلاّب المتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت، إيمانًا منها بأنّ التعليم هو ركيزة أساسيّة من ركائز مجتمعنا".

وشدد على "أن هذا القرار، أو هذه اللفتة المتواضعة التي لعلّها تضمّد الجراح قليلاً، يندرج ضمن رسالة جامعتنا التي تتميّز بتاريخها العريق؛ هي رسالة قائمة على التكافل والتضامن والثبات والعمل الحثيث والمتواصل في سبيل الجودة في التعليم، وتأمين البيئة الحاضنة للطلاّب للاستمرار بالتعلّم، وتطوير مواهبهم وقدراتهم، وتشجيعهم على عدم التخلّي عن وطنهم وأهلهم والانطلاق في الحياة العمليّة والتميّز على الصعيدين المحلّي والعالميّ. لطالما وقفت الجامعة وستستمرّ بالوقوف إلى جانب طلّابها والى جانب كل طالب علم لينال الجميع أفضل الفرص التعليميّة".

وختم الأب طلال قائلا: "كما أنّ تخصيص 200 منحة جديدة للطلّاب الأكثر تضرّرًا من الانفجار يندرج ضمن سياق المسؤوليّة الاجتماعيّة التي تتحلّى بها جامعة الرّوح القدس – الكسليك. وفي هذا الإطار، تمّ وضع معايير واضحة لتوزيع هذه المنح التي تغطّي برامج عديدة بنسب محدّدة، والتي سيتمّ تقديمها إلى الطلاّب الأكثر تضرّرًا بعد التأكّد من حالتهم مع الجهات الرسميّة المعنيّة".

وعن سؤال بشأن المعايير المعتمدة لتقديم المنح، أشار الأب هاشم إلى تعاون وثيق مع قيادة الجيش، و​بلدية بيروت​ ومحافظ بيروت لجمع المعلومات المطلوبة والتنسيق مع اللجنة المختصة في الجامعة لدرس الملفات. كما عاد وكرر دعم الطلاب والأهل والوقوف إلى جانبهم وتقديم المساعدة الضرورية لاستكمال تحصيلهم العلمي بالرغم من ​الوضع المالي​ والاقتصادي الصعب، علماً أنّ أقساط الجامعة مدروسة، مع المحافظة على التميّز وجودة التعليم.

وتجدر الإشارة إلى أنه يترتب على الطلاب المؤهلين للحصول على هذه المنحة تقديم المستندات اللازمة التي تُثبت أنّ مكان إقامتهم الرئيسي أو مصدر دخلهم الرئيسي قد تأثّر بانفجار بيروت، إضافة إلى ضرورة استيفائهم شروط القبول لكل برنامج أكاديمي. كما أنّ عدد المقاعد لكل برنامج هو محدود، لذا، سيُصار إلى تطبيق قاعدة "من يأتي أولاً يُخدم أولاً". ولتسهيل الأمور أمام الطلاب الجدد، جرى تمديد فترة التسجيل المتأخر (late registration) حتى 9 أيلول.