الوباء محايد جنسيا، لكن التداعيات الاقتصادية المتأتية عنه، ليست كذلك! إليك كيف تعمل الأزمة على تشويه الحياة غير المتكافئة بالأساس، للرجال و​النساء​.

كانت أزمة "​كورونا​" قاسية على النساء في ​الولايات المتحدة​، فقد فقدن وظائفهن بمعدل أعلى من الرجال، كما أنها تستعدنها ببطء أكبر، مع بدء الشركات في إعادة ​التوظيف​.

لقد تم الاستيلاء على إنتاجية ​المرأة​ - سواء بسبب نقص خدمات الرعاية بالأطفال أو تحمل المزيد من أعباء العمل في المنزل - ما يعرض مساراتها المهنية ومكاسبها في المساواة في ​الأجور​ للخطر.

لقد أدى الوباء إلى تضخيم أوجه عدم المساواة القائمة بين الرجال والنساء ، وبالنسبة للعديد من النساء وللعالم ككل ، فإن الضرر المالي والاجتماعي سيظل محسوسًا لعقود قادمة.

تحكي هذه الأرقام الثمانية، قصة ​الركود​ التي تعاني منها المرأة، الى حد اليوم.

1- نسبة فقدان الوظائف المنسوبة إلى النساء وصلت الى 54%:

لقد أثرت الموجة الأولى من عمليات التسريح في آذار ونيسان على النساء بشدة. على الرغم من أن النساء شكلن 49% من القوة العاملة قبل "كوفيد 19"، فقد استأثرن بأكثر من نصف (54%) الوظائف المفقودة بسبب الوباء.

ولم يكن الأمر ببساطة بسبب التمثيل الزائد في فئات وظيفية معينة. وضمن القطاعات الأكثر تضررا ، كان حظ النساء أسوأ من الرجال، عندما تم توزيع بطاقات الصرف.

ووفقًا لتحليل أجراه المركز القانوني الوطني للمرأة ، فقد تعرضت النساء الى نسبة 61% من حالات فقدان الوظائف في تجارة ​التجزئة​ ، على الرغم من أنهن شكلن 48% من القوى العاملة في هذا القطاع.

ومن بين 2.5 مليون وظيفة تم قطعها في قطاع التعليم والخدمات الصحية ، شكلت النساء 2.1 مليون (83%) من الوظائف المفقودة ، على الرغم من أنهن يشكلن 77% من القوة العاملة في هذا المجال.

2- ​معدل البطالة​ للرجال مقابل النساء: 9.4% مقابل 10.5%...

منذ أن بلغ ذروته في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام ، انخفض معدل البطالة، عندما بدأت البلاد في الانفتاح ببطء. ومع ذلك ، فإن استعادة الوظائف كانت متفاوتة.

كان معدل البطالة في أيار، للنساء اللواتي يبلغن من العمر 20 عامًا وأكثر، 13.9% مقابل 11.6% للرجال ، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل(BLS) . وبحلول تموز ، انخفض إلى 10.5% مقابل 9.4% للرجال. وتمت مقارنة ذلك بشهر شباط قبل الجائحة ، حيث كان معدل البطالة لكل من الرجال والنساء البالغين 3%.

يكون التفاوت في معدل البطالة أكثر وضوحًا بالنسبة للأشخاص ذات البشرة الملونة. حيث أن أحدث معدل بطالة للعمال الأميركيين من أصل إفريقي، من كلا الجنسين، هو 14.6% مقابل 9.2% للعمال البيض. كما بلغ المعدل 12% للعمال الآسيويين و12.9% للعمال من أصل إسباني أو لاتيني.

3- مقدار الضعف في وظائف النساء وصل الى 1.8 مرة:

وفقًا لتقرير شركة "McKinsey & Company "، فإن وظائف النساء أكثر عرضة للتعرض للأزمات بمقدار 1.8 مرة من معدلات فقدان الوظائف للرجال على مستوى العالم.

هذا الرقم مدعوم ببيانات فقدان الوظائف منذ بداية الوباء. وفي ذلك الوقت ، كان ارتفاع معدل البطالة يُعزى إلى حد كبير، إلى زيادة عدد النساء العاملات في الصناعات الأكثر تضررًا (تجارة التجزئة ، والضيافة ، والتعليم ، والخدمات الصحية ، والحكومة المحلية وحكومة الولاية).

ومع ذلك ، حتى مع إعادة ملء الوظائف في هذه القطاعات ببطء ، فإن هذه الوظائف هي أيضًا الأكثر عرضة للإغلاق، إذا واجهنا إغلاقًا آخر أو إذا لم يرتدّ العمل.

4- نسبة الموظفات القادرات على العمل من المنزل بلغت 47%:

تعد القدرة على العمل من المنزل مجالًا آخر حيث تظهر الفجوة بين الجنسين. فقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها منظمات "​أوكسفام​" و"Promundo – US" و"MenCare"، بعنوان "الرعاية في ظل فيروس "كورونا": كيف يكون الوباء – وكيف لا يكون - تغيير الرعاية غير مدفوعة الأجر ومسؤوليات العمل المنزلي في الولايات المتحدة"، أن 62% من الرجال العاملين كانوا قادرين على العمل من المنزل، مقابل 47% من النساء العاملات القادرات على العمل عن بعد.

5- زاد حجم الأعمال المنزلية من ساعة واحدة إلى 5 ساعات في اليوم:

ازداد الأعمال المنزلية والمسؤوليات المرتبطة لكلا الجنسين منذ اتخاذ تدابير التباعد الاجتماعي. لكن عبء الرعاية يقع على عاتق المرأة بشكل غير متناسب ، سواء كان ذلك بسبب التوقعات المجتمعية أو قرارات السياسة العامة أو أي سبب آخر.

قبل "كوفيد 19" ، أفاد الباحثون بأن النساء يقضين 37% من الوقت في الأعمال المنزلية والرعاية غير مدفوعة الأجر مقارنة بالرجال. هذا الاختلاف يعادل أكثر من ساعتين في اليوم. لقد أدى الوباء إلى تضخيم هذه التفاوتات.

ومن هنا، أفاد مسح أجرته منظمة "أوكسفام"، أن 11% من النساء المستجوبات، كشفت أنهن يقضين الآن أكثر من 5 ساعات إضافية في اليوم في العمل المنزلي والرعاية، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل انتشار الوباء. في حين أفادت 15% منهن، أنهن يقمن بثلاث إلى خمس ساعات إضافية يوميًا ، في حين أكدت 29% أن "كورونا" أضاف ما يصل إلى ساعتين إضافيتين من العمل المرتبط بالمنزل والأسرة إلى يومياتهن.

6- الانخفاض في الإنتاجية مقارنة بالذكور وصل الى 14%:

من لم يلحظ أي ضرر في الإنتاجية؟ سواء كان ذلك بسبب تعليم الأطفال في المنزل أو رعاية أفراد الأسرة أو العبء النفسي العام للعيش في ظل الجائحة.

في معظم الوظائف ، ترتبط الإنتاجية بالتقدم الوظيفي - ناهيك عن الأمن الوظيفي - ارتباطًا وثيقًا. في الأوساط الأكاديمية، على سبيل المثال، تقدم ورقة جديدة مثالًا ملموسًا على ظاهرة عدم المساواة في الإنتاجية التي تسببها جائحة "كورونا"، فقد وجد الباحثون في جامعتي "إيموري" و"​هارفارد​"، أنه خلال الأسابيع العشرة التي أعقبت صدور أوامر البقاء في المنزل في الولايات المتحدة ، انخفضت إنتاجية الباحثات بشكل ملحوظ (13.9%) مقارنةً بإنتاجية الباحثين الذكور، نتيجة الإغلاق.

وكان الانخفاض في الإنتاجية واضحًا في معدل التقديم غير المتكافئ للكتابات الأكاديمية خلال تلك الفترة. ووفقًا للباحثين ، أفاد بعض محرري هذه المنشورات، أنهم تلقوا طلبات أكثر من 20% إلى 30% نتيجة للوباء ، مع نسب غالبية الأوراق إلى الأكاديميين الذكور.

كتب مؤلفو الدراسة أن اضطراب الإنتاجية "أدى إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين في العالم الأكاديمي. هناك مخاوف من أنه نظرًا لأن جميع الأكاديميين يشاركون معًا في مسابقات مفتوحة للترقيات والمناصب ، فإن هذه التغييرات قصيرة الأجل في الإنتاجية ستؤثر على نتائج حياتهم المهنية على المدى الطويل ".

7- كم تكسب المرأة ذات البشرة السوداء حاليًا مقابل كل دولار يجنيه الرجل؟... الإجابة هي 68 سنتًا!

كان هناك تخوف من أن الوباء سوف يقوض الإنجازات التي حققتها المرأة بشق الأنفس في المساواة في الأجور بين الجنسين. وقد أظهرت بيانات الأرباح الأسبوعية المتوسطة للربع الأول ذلك الأمر ، لكن الصورة لا تزال تتطور.

قبل "كوفيد 19"، كانت النسبة المقبولة عمومًا لمتوسط أجر الإناث بالنسبة إلى الذكور، للعامل بدوام كامل، حيث كانت تترواح ما بين 81 و85 سنتًا، مقابل كل دولار يكسبه الرجل.

في الربع الثاني من عام 2020 ، ساد هذا الاتجاه العام للعاملات بدوام كامل - ولكن فقط للنساء ذات البشرة البيضاء. فالنساء الآسيويات يتفوقن على الرجال بنسبة 5% تقريبًا.

ووفقًا لبيانات "BLS "، كان متوسط الأرباح الأسبوعية للنساء ذات البشرة البيضاء في الربع الثاني، 930 دولارًا. هذا الرقم يشكل نسبة 85% من ما يكسبه الرجال من جميع الأجناس معًا؛ حيث بلغ متوسط الأرباح الأسبوعية للرجل، البالغ عددهم 1087 دولار.

وكان متوسط دخل النساء ذات البشرة السوداء 779 دولار، أو 71% من متوسط دخل الرجل ، وحصلت النساء الإسبانيات أو اللاتينيات على 717 دولار (65%).

8- الخسارة في نمو ​الناتج المحلي​ الإجمالي العالمي في حال استمرار عدم المساواة بين الجنسين ستصل الى تريليون دولار:

الخسائر المالية والشخصية التي يلحقها وباء "كورونا" بالأفراد ليست مجرد مشكلة للمرأة، بل إنها مشكلة عالمية.

سوف ندفع جميعًا ثمنا مرتفعا إذا استمرت هذه الاتجاهات على ما هي عليه، ويخلص تقرير "McKinsey" حول "كوفيد 19" والمساواة بين الجنسين، أنه بالنظر إلى الاتجاهات التي لاحظناها على مدار الأشهر القليلة الماضية ، في سيناريو تراجع النوع الاجتماعي، حيث لا يتم اتخاذ أي إجراء من أجل مواجهة هذه الآثار ، فإننا نقدر أن ​نمو الناتج المحلي الإجمالي​ العالمي قد يكون أقل بمقدار تريليون دولار في عام 2030، من ما سيكون عليه إذا كان معدل بطالة النساء متوافق مع معدل بطالة الرجال في كل القطاعات".

إذا اتخذنا إجراءات لمواجهة التأثير غير المتجانس لجائحة "كوفيد 19" على النساء، فيمكننا إضافة 13 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030.