أطلقت وزارة الزراعة حملة "الترويج ل​زيت الزيتون​ البكر ال​لبنان​ي" بعنوان "اختار الافضل واستهلك اكثر"، في اختتام أعمال مشروع "تقوية وتعزيز سلسلة جودة زيت الزيتون في لبنان" (زيت لبنان 3) الممول من ​الحكومة الايطالية​ ممثلة بالوكالة الايطالية للتنمية والتعاون (AICS) والمنفذ بالتعاون بين وزارة الزراعة اللبنانية والمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا لمنطقة البحر الابيض المتوسط - معهد العلوم الزراعية المتوسطية ( BARI- CIHEAM)، في حفل اقيم في ​قصر الاونيسكو​ في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال ​عباس مرتضى​.

وأعلن مرتضى أن الوزارة عملت كفريق واحد وبدأت تعمل على وضع خطة استراتيجية تتعلق بالنهوض بالقطاع الزراعي، وان يكون قطاعا منتجا. وأوضح أن هذا المشروع يحتاج الى دعم ووقوف دول مثل ​ايطاليا​ التي تدعم القطاع الزراعي في لبنان.

وأعرب عن أمله في "ألا يكون هذا المشروع ختاميا"، وقال: "نطالب بتقنيات لهذا القطاع، ونحن في حكومة تصريف اعمال لا يمكن ان نتوقف عن العمل حتى آخر لحظة لاننا اصحاب ضمير، ولانني اعرف معاناة اهل هذا القطاع الزراعي خصوصا في ظل تجاهل الحكومات السابقة له، وفي نظرة الدولة التهميشية للقطاع الزراعي".

وأضاف مرتضى: "نحن أمام أزمة أمن غذائي وامام كارثة اذا صدرت قرارات برفع الدعم عن القطاع الزراعي". وقال: "نحن امام معاناة حول مستقبل الزراعة في العام المقبل، كما اننا على ابواب ازمة جوع في الاشهر المقبلة"، معربا عن خشيته في ان تكون "الازمة كبيرة وكارثية". ولفت الى انه "اتخذ قرارا بمنع استيراد اي منتجات لزيت زيتون الى ان يتم بيع جميع المنتج منها في لبنان".

وقال: "ندرك ان لقاءنا اليوم يحملنا مسؤولية أساسية تجاه المعنيين بالقطاع الزراعي والغذائي من مزارعين ومنتجين ومصنعين وتجار، اذ ان التغييرات الاقتصادية التي يشهدها العالم نتيجة العولمة وانفتاح الاسواق تتطلب نظرة متجددة ورؤية علمية على المستويات كافة، من التخطيط والتنفيذ والتقييم يضاف اليه ما تمر به بلادنا من أزمات اقتصادية وصحية".

وتابع قائلا: "يعتبر زيت الزيتون من أبرز المنتجات الزراعية اللبنانية المميزة، وجزء من تاريخ البلاد وتقاليدها في الطهي. وتسمح طبيعة وتضاريس لبنان المتنوعة وتربة لبنان الخصبة والمناخ المحلي واصناف الزيتون للمزارعين بانتاج منتجات ذات نكهة فريدة".

وأعلن "ان عدد الحائزين الذين يملكون ارضا مزروعة بالزيتون بلغ 110000 حائزا من اصل 169000 حائزا زراعيا في لبنان". وأكد ان قطاع الزيتون "يلعب دورا اقتصاديا مهما حيث يشغل هذا القطاع حوالي 500 معصرة و100 وحدة توضيب زيت وحوالى 60 وحدة توضيب زيتون المائدة".

كما أشار مرتضى الى أن وزارة الزراعة قامت على مدى سنوات بمشاريع كثيرة سعت من خلالها لدعم هذا القطاع، فعدا عن العمل اليومي المتعلق بالتنظيم والارشاد والرقابة قدمت وزارة الزراعة اغراس الزيتون وآلات القطاف ووسائل للتخزين الجيد وادوات مخبرية وبرامج لمكافحة الامراض وادوية للمعالجة والكثير من الافكار التنظيمية من عمل تعاوني الى اتحاد تعاونيات الى قرارات تهدف الى تحسين سمعة الانتاج وحمايته".

وقال: "في السنوات العشر الاخيرة أولت الدولة الايطالية اهتماما خاصا بقطاع الزيتون اللبناني لما له من انعكاسات ثقافية واجتماعية واقتصادية، كما انه قطاع مشترك على امتداد دول حوض البحر الابيض المتوسط. فالتعاون بين دولة لبنان ودولة ايطاليا بدأ منذ زمن بعيد ولم يقتصر يوما على الازمات والحالات الطارئة".

اضاف: "يشرفنا بهذا الصدد ان نختتم اليوم أعمال مشروع "تقوية وتعزيز سلسلة جودة زيت الزيتون في لبنان (زيت لبنان 3)" الممول من الحكومة الايطالية ممثلة بالوكالة الايطالية للتنمية والتعاون (AICS) والمنفذ بالتعاون بين وزارة الزراعة اللبنانية والمركز الدولي للدراسات الزراعية العليا لمنطقة البحر الابيض المتوسط - معهد العلوم الزراعية المتوسطية ( BARI- CIHEAM)". وأوضح أن "هذا المشروع بدأ منذ اوائل العام 2018 ومدد له لفترتين بسبب الظروف، وها نحن اليوم نختتمه ونتطلع مع المعنيين الى الاستفادة من انجازاته والتي نلخصها كالتالي:

1- سعيا لتعريف المستهلكين على ميزات زيت الزيتون ذات الجودة وتشجيعه على استهلاك زيت الزيتون اللبناني، وبدعم من المشروع نطلق اليوم مع بدء شهر الزيتون حملة وطنية للترويج لزيت الزيتون البكر اللبناني تحت عنوان "اختار الافضل واستهلك اكثر" وتتضمن:

- التطبيق الذكي "زيت لبنان" على الهاتف الذي يساعد في تحديد الاماكن وجود زيت الزيتون اللبناني وتسهل على المشتري الحصول عليه، وقد صمم ليكون الدليل الرسمي للمستهلك حول زيت الزيتون اللبناني عالي الجودة من خلال نشر المعلومات والنشاطات عليه.

- راديو "سبوت" للتداول على الوسائل الاعلامية المسموعة لتشجيع استهلاك زيت الزيتون.

- كتيب حول سلسلة انتاج زيت الزيتون البكر يهدف الى تزويد المهتمين بقطاع زيت الزيتون بالمعلومات الاساسية حول زراعة الزيتون وانتاج زيت الزيتون.

- حكاية للاطفال حول انتاج زيت الزيتون لتعريفهم على هذا المنتج وترغيبهم باستهلاكه.

2- ركز المشروع على انجاز متطلبات المختبر الكيميائي لزيت الزيتون. اعلن اليوم وضعه بتصرف المزارعين وفق آلية محددة تساعد في ​تنظيم العمل​ وتساهم في تحمل كلفة الانتاج من خلال التحليل المجاني لعينات زيت الزيتون.

3- كما ساهم المشروع في تأمين تدريب اعضاء لجنة التذوق الحسي لزيت الزيتون التابعة لوزارة الزراعة كما واعداد لائحة وطنية من المتذوقين (21 مرشحا نجح منهم 18) المرشحين لصفة خبير تذوق حسي لزيت الزيتون من مختلف المناطق اللبنانية وتحديد معايير اختيار الخبراء والخبيرات.

4- انطلاقا من قناعتنا بأن في الاتحاد قوة ساهم المشروع في بلورة فكرة "التجمع الوطني للزيتون وزيت الزيتون في لبنان" والترويج لانشاء هذا التجمع من خلال اعداد النصوص القانونية ووضعها حيز التنفيذ من قبل هيئة تأسيسية مؤلفة من المعنيين في القطاع، وقد خصصت وزارة الزراعة مقرا لهذا التجمع في مبنى المنظمات في الحازمية مساهمة منها في تسهيل انطلاق اعماله. وقام المشروع بتأهيل المكتب وتجهيزه. ميزة هذا التجمع انه سيضم جميع المعنيين بسلسلة انتاج زيت الزيتون من خلال 5 فروع منفصلة تتكامل في ما بينها لما فيه خدمة القطاع.

5- تم تمييز الاصناف المحلية (البلدي، الصوري، العيروني) من الزيتون لاعطاء قيمة مضافة لزيت الزيتون اللبناني المنشأ. كما تم العمل على انتاج شتول الزيتون المؤصلة من الاصناف المحلية الخالية من الامراض.

6- تملك وزارة الزراعة علامة الجودة "زيت لبنان" انتجها المشروع كما وضع معايير الحصول على هذه العلامة والدليل التوجيهي لهذا الخصوص، والمنتجون مدعوون للاستفادة من هذه العلامة الفارقة في الموسم المقبل كضمانة للمنشأ اللبناني لزيت الزيتون وتأكيد على جودته العالية.

7- تم، ضمن المشروع، تقديم الدعم الفني للمعاصر من خلال زيارات ميدانية للمعاصر بوجود العديد من اصحاب العلاقة لمشاركتهم في الممارسات الجيدة في التصنيع وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لتحسين الانتاج. كما يتم، بدعم من المشروع توزيع 100 خزان ستانلس ستيل على التعاونيات المعنية بانتاج زيت الزيتون لتشجيعهم على الاهتمام بعملية التخزين نظرا لما تتركه من اثار على نوعية زيت الزيتون ونظرا لاهمية الستانلس في اطالة صلاحية المنتج ومنع تأكسده".