ربما يدفعنا الفضول إلى حزم أمتعتنا والانطلاق إلى وجهات تفتقد كثيراً للشعبية بين ​السياح​، لكنها تمتلك غموضاً يجذب الكثيرين منا بشكل ما. هذا بالضبط ما حدث مع أماكن مهجورة حول العالم، لم يبق منها سوى هياكل تشبه عظام السمك حيث أوشكت على الانهيار، لكن تلك الحالة كانت السبب وراء توجه آلاف السياح إلى هذه الأماكن ليستكشفوا غموضها ويعرفوا قصصها.

1- جزيرة ​هاشيما​ ​اليابان​ية:

جزيرة أشباح بحجم ملعب كرة قدم، تابعة لمحافظة ناغازاكي اليابانية، على بعد 15 كيلومتر من المدينة التي تحمل الاسم ذاته. وتعرف هذه الجزيرة باسم المدرعة، لأنها على شكل سفينة محمية من البحر بسور يحيط سطحها الخرساني بالكامل.

وكانت الجزيرة منجماً للفحم، وكانت تتوسع لإيواء عُمال التنقيب، ولهذا تم بناء منازل ومدارس ومتاجر ومطاعم ومباني أخرى تخدم نحو 6 آلاف عامل، ومع ظهور مصادر طاقة أخرى غير ​الفحم​، لم يعد العيش في الجزيرة يعود بالنفع على سكانها الذين تركوها لتصبح مهجورة تماماً منذ عام 1974.

2- فنار أنيفا:

يعد موقعاً مثالياً لتصوير أفلام الغموض والرعب، ويقع فنار رأس أنيفا على ساحل صخري في المدينة التي تحمل الاسم ذاته، في جزيرة سخالين الروسية في بحر أوخوتسك بالقرب من اليابان.

وفي ثلاثينيات القرن الماضي، انقسمت الجزيرة إلى جزأين كان أحدهما تحت أيدي الروس والآخر تابع لليابان، واليابانيون هم من أمروا ببناء الفنار، وعقب الحرب العالمية الثانية أصبح تحت قبضة الروس مجدداً.

وركب المالكون الجدد للفنار مولد كهربائي حراري للنظائر المشعة، وهو ما حوله إلى مولد يعمل بطاقة الدفع النووية. وشيء فشيء تم التوقف عن استخدام الفنار، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات أصبح الفنار مهجوراً، ومنذ ذلك الحين تم نهبه وتحول إلى مكان للزيارة لمن يمتلكهم الفضول.

3- تمثال اليسوع في سان فروتوسو:

هو تمثال من البرونز ليسوع المسيح، يرفع ذراعيه إلى السماء في نفس اتجاه نظره، والشيء الغريب ليس التمثال نفسه بل موقعه، حيث يتواجد أسفل خليج سان فروتوسو على عمق 25 متراً في مياه بورتوفينو في إقليم ليغوريا الإيطالي.

وبني التمثال بواسطة النحات البريطاني غويدو غاليتي، ومن ثم تم إغراقه من قبل قوات البحرية العسكرية للبلاد وبعض الغواصين. ويبلغ طول التمثال مترين ونصف وسطحه مغطى بالطحالب والعوالق البحرية الأخرى بفعل الزمن، لكن هيئته لا تزال واضحة ومعروفة.

وفي عام 2003، تم انتشال التمثال من المياه لإعادة ترميمه وحمايته من التآكل، وأيضاً لإصلاح أحد يديه التي كانت قد كُسرت بسبب مرساة إحدى السفن، وفي عام 2004، تم وضعه مرة أخرى في المياه لكن على قاعدة جديدة وعلى عمق أقل من ما كان فيه.

4- قرية كولمانسكوب:

توقف الزمن في قرية كولمانسكوب منذ سنوات عدة، وظهرت هذه القرية التي تقع بالقرب من مدينة لودريتز الساحلية في ناميبيا، عندما أسسها الألمان في المنطقة للبحث عن الألماس في أوائل القرن الـ20.

وفي القرية، بنى الألمان منازلهم على طرازهم، وكذلك مستشفى ومركز رياضي وكازينو ومصنع للخيوط. وبعد عقود عدة، وبالتحديد عقب الحرب العالمية الثانية، انتقلت عملية البحث عن الألماس إلى الجنوب، وبدأت القرية تخلو أصبحت الاماكن التي مكث فيها المستعمرون الألمان غارقة تحت الكثبان الرملية وملكاً للصحراء.

5- برابيت:

عادت مدينة الأشباح الواقعة شمالي أوكرانيا في إقليم ​كييف​ للظهور في عام 2019 من خلال مسلسل "تشيرنوبل"، الذي بثته شبكة "HBO" لإحياء ذكرى حادثة تشيرنوبل النووية عام 1986. وشُيّدت مدينة برابيت بالقرب من مفاعل تشيرنوبل النووي المركزي، وكان سكانها يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بتشغيل المفاعل.

وكانت برابيت مدينة متطورة ومزدهرة، وتضم كل ما هو حديث وفاخر، وسخرته لخدمة عمال المفاعل وأسرهم. وفي نيسان عام 1986 حدثت أخطاء عدة في المفاعل، أدت إلى وقوع انفجار أثناء إجراء تجربة في الوحدة الرابعة، ما تسبب بوقوع العديد من القتلى، وبعد الحادث اضطر سكان المدينة البالغ عددهم 50 ألف نسمة إلى هجرها بسبب الإشعاع.

6- محطة قطار كانفرانك الدولية:

لكل من سافر عبر ​أوروبا​ بالقطار، كانت محطة كانفرانك واحدة من المحطات الأكثر جمالاً وفخامة للتوقف بها خلال ​الرحلات​ الطويلة. وتعد المحطة في الوقت الحالي مبنى مهجور، لكنة محتفظ بجماله المعماري، وتقع محطة كانفرانك في إقليم أراجون الإسباني المجاور للأراضي الفرنسية.

افتُتحت المحطة عام 1928، وفي فترة الأربعينيات كان لها دور مهم في الحرب العالمية الثانية، فوفقاً لبعض وسائل الإعلام الإسبانية، استخدمها الألمان لنقل ​الذهب​ اليهودي إلى ​البرتغال​، وكانت أيضاً مدخلاً لمئات اليهود الذين فروا من النظام النازي.

وفي فترة الستينيات، وقع حادث ألحق أضراراً هائلة ببنية المسارات ووضع نهاية لهده المحطة التاريخية، وفي الوقت الحالي، تُنظم زيارات تحت إشراف مرشدين سياحيين إليها لمن يرغبون في معرفة تاريخها.