في أذهان كل من رآها، طُبعت هذه اللوحة الملائكية.. عبّرت عن واقع مدينة فقدت بعض جمالها الجامع، بفعل انفجار أصاب قلب الوطن.

على نحو واسع، إنتشرت هذه اللوحة وتقول من رسمتها فاطمة ضيا، وتروي عن الصدى الكبير الذي لقيته في ​الدول العربية​ والأجنبية، وتهافت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية لإجراء مقابلات معها حول هذه اللوحة.

فاطمة التي تخصصت في دراستها الجامعية الهندسة، قالت إنها نشرت اللوحة على صفحة خاصة بالرسومات تقوم عادة بنشر أعمالها فيها؛ وتشمل رسومات حول الثورة وفيروس "كورونا" وغيرها..

وتشير، إلى أنها ونتيجة ​كارثة​ انفجار المرفأ، والشعور بالأسى، رسمت هذه اللوحة ونشرتها على الصفحة الخاصة بأعمالها، ولم تكن تتوقّع أن تنتشر بهذه السرعة.

وتضيف، أن هذه الرّسمة جاءت تعبيراً عن الإحساس الذي شعرت به بعد الصّدمة التي أصابتها وجميع اللبنانيين جراء الانفجار في ​مرفأ بيروت​.

وتقول فاطمة: "عندما قررت الرّسم، فكّرت بداية بالحدث وهو الإنفجار، ولكن لم تذهب من بالي بيروت وما تمثّله هذه المدينة من جمالٍ وقيمة كونها العاصمة وما تعنيه باعتبارها مثالاً للتنوع. فبيروت تعنينا جميعا، وقررتُ أن أُظهر في الرّسمة جمالها، ولم أُرد أن أبدأ بالحدث المأساوي المتمثّل بالإنفجار، وعمدت أن أبدأ الرسمة بمشهد ما قبل الإنفجار، فتم تصوير اللوحة بتقنية الفيديو بداية من بيروت الجميلة والسماء الصافية، لتمر بعدها بالحدث الحاصل الذي قلب ​كيان​ المدينة، عبر التركيز على الحريق وبعدها الإنفجار. وتلا ذلك أكثر ما أردت التركيز عليه، وهم الأشخاص الذين قضوا في هذا الإنفجار، حيث أن الضحايا المدنيين هم أكثر ما آلمنا، إذ إن الأضرار الماديّة تُعوَّض والمباني يُعادُ إعمارها، فيما فقدان أي شخص لا يمكن تعويضه".

وتضيف: "حاولت في نهاية اللوحة، أن أُظهر الضحايا والشهداء بال​صور​ة الجميلة، حتى لا تبقى الصورة الأليمة المأساوية للأشخاص الذي قضوا في الانفجار، مطبوعة في ذاكرة وذهن أهلهم.

​​​​​​​

وتؤّكد الرسّامة، أنها حاولت من خلال لوحتها، أن تجمّل هذا الواقع الأليم، وأن تعزّي الأهالي بطريقتها، وقصدت أن تُبزر صور الملائكة تخرج من الأرض نحو السّماء، ومن هنا جاء اسم اللوحة "الملائكة الصّاعدة".

وفاطمة ضيا درست الهندسة وهي تعمل باختصاصها حالياً، ولكنّ وكما تُظهر رسوماتها فإنها تبرع في الفن، وتقول إنها امتلكت موهبة من صغر سنّها، واحترفت هذا النوع من الفن، وذلك بجهد شخصي كامل، حيث أشاد رسّامون وكبار الفنانين بأعمالها، كما شاركت في مسابقات وفازت بالمراتب الأولى.

وتقول فاطمة إنها تعتبر الفن مقدّساً في حياتها منذ الصّغر، واليوم تخطط لأعمالٍ جديدة، وتوجّهها المقبل للوحى ثانية تتناول بيروت الأمل والتفاؤل.

​​​​​​​مساهمة فاطمة لم تنتهِ برسمة "لوحة الملائكة"، فبعد الإقبال الكبير الذي شهدته خلال الأيام الماضية، قررت عرض اللوحة للبيع في ​مزاد علني​ ليعود ريعها بالكامل للناس المتضررين.