أثرت جائحة وباء "​كورونا​" على سوق العمل بشكل كبير، وقلبته رأساً على عقب، فقد خسر الملايين حول العمل وظائفهم وأصبحوا عاطلين، وتم منح وظائفهم لموظفين جدد لن يمرضوا أبداً لأنهم روبوتات. فقد تم استبدال موظفي خدمة العملاء وأمناء الصندوق وموظفي ​الفنادق​ بالروبوتات أو برامج الذكاء الاصطناعي في ​الولايات المتحدة​، بسبب الاضطرابات الاقتصادية التي سببها الوباء.

وما حدث ليس ناجما عن تفشي فيروس "كورونا" فحسب، ولكن الجائحة سرعت فقط من فكرة الاعتماد على الروبوتات بدلا من البشر في عدد من التخصصات. والناس كانوا قلقين بشأن فقدان وظائفهم بسبب تقدم التكنولوجيا وهذا التقدم الكبير في مجال الذكاء الصناعي.

وقد يكتسب استبدال البشر بالآلات مزيدًا من السرعة في الأشهر المقبلة بسبب وباء "كورونا" وفرض إجراءات العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي، فيمكن للروبوتات أن تحل محل ما يصل إلى مليوني عامل إضافي في التصنيع وحده بحلول عام 2025، وفقًا لورقة بحثية حديثة أعدها الاقتصاديون في ​معهد ماساتشوستس​ للتكنولوجيا وجامعة ​بوسطن​.

وقال الخبير الاقتصادي من جامعة ​أكسفورد​ ومؤلف كتاب "عالم بلا عمل"، دانييل سسكيند: "هذا الوباء قد خلق حافزًا قويًا للغاية لأتمتة عمل الإنسان. الآلات لا تمرض، لا تحتاج إلى العزلة لحماية أقرانها، لا تحتاج إلى أخذ إجازة من العمل".

وكانت الولايات المتحدة سجلت ارتفاعا في معدل ​البطالة​ إلى 14.7 %، حيث فقد نحو 20.5 مليون أميركي وظائفهم حتى نيسان الماضي، وهو أسوأ معدل مما كان عليه في أي وقت منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.