يعمل باحثون من جامعة تشارلز ومسرح سفاندا وأكاديمية فنون التمثيل في جمهورية التشيك، على مشروع مثير للاهتمام، يتعلق بالدمج بين تقنيات ​الذكاء الاصطناعي​ من جهة و​فن المسرح​ من جهة أخرى. ويتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأليف عرض مسرحي مبتكر، ومن المتوقع إزاحة الستار عن العرض الأول لهذه المسرحية في كانون الثاني 2021.

وقبل انطلاق المشروع، استعرض فريق الباحثين الدراسات السابقة التي تتناول إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في تأليف الشعر أو الموسيقى، وكذلك في مجال الرسم، وغيره من أشكال الفنون، ورغم وجود كثير من الأبحاث التي تتناول هذا المجال، إلا أنهم وجدوا أن فن المسرح عملية معقدة للغاية، لم يسبق الدمج بينها وبين تقنيات الذكاء الاصطناعي قبل إلا بشكل نادر الحدوث.

ويقول أحد الباحثين المشاركين في المشروع، رودولف روسا، أن الهدف المنشود هو تأليف نص مسرحي يمكن تقديمه من خلال فرقة مسرحية محترفة، وأشار إلى ضرورة الانتهاء من عملية التأليف بحلول أيلول المقبل حتى يكون هناك وقت كاف لأداء البروفات وإجراء الاستعدادات المسرحية المختلفة لتقديم العمل. وأضاف أنه بالرغم من أن فريق الدراسة يهدف إلى تطوير منظومة حوسبية لتأليف النصوص المسرحية، إلا أننا بحاجة إلى نص واحد في الوقت الحالي.

ويستخدم فريق الدراسة لغة برمجة تحمل اسم "جي.بي.تي 2"، وقام بتغذيتها بعدد كبير من النصوص الأدبية باللغة الانجليزية من خلال ​الانترنت​، وتستطيع هذه اللغة استكمال النصوص المنقوصة وتطوير الأفكار الأدبية المختلفة، بل وكتابة فقرات من مقالات إخبارية اعتمادا على فقرة واحدة فقط عن نفس الموضوع. وأوضح روسا: "عندما نقوم بتغذية البرنامج ببعض المعلومات عن مضمون المشهد المسرحي وعدة سطور من النص المطلوب، يقوم البرنامج بانتاج المزيد من السطور بنفس الاسلوب مع الحفاظ على فكرة المسرحية".

كما أكد أن "المشروع ما زال في بدايته، ولكننا نشعر بالدهشة من جودة أداء برنامج "جي.بي.تي 2" في ابتكار النصوص الأدبية، فقد قمنا بتغذيته بسطور عدة فقط من نص أدبي، والبرنامج قام باستخلاص كافة البيانات المطلوبة مثل أسماء الشخصيات وموضوع العمل وتركيبته الادبية، واستخدم هذا المعلومات في كتابة المزيد من السطور، وهو ما يثبت قوة البرنامج" وقدرته على أداء المهمة المطلوبة.