مثّلت ​كارثة​ تفجير ​مرفأ بيروت​ صدمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، بعدما خلّفت مئات الشهداء والجرحى، ودمار مئات ​المنازل​ ومقار شركات ومؤسسات حكومية وطرق وغيرها.

تتضارب الأرقام حول الخسائر، لكن كلفة الإعمار لاشك ستكون بمليارات الدولارات، نظراً لرقعة الدمار الواسعة التي وصلت إلى ضواحي بيروت، وحجم الكارثة التي أصابت المرفأ الذي يمثل رئة ​لبنان​.

إيلي زخور​ رئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت، أكد في مقابلة مع "الاقتصاد"، أن الأضرار التي تعرض لها المرفأ كارثية وغير مسبوقة، وأشار إلى أن هذا المرفأ يتألّف من قسمين؛ الأول يسمّى "المرفأ القديم" ويستقبل البواخر القديمة أو العادية، والتي تحمّل الحبوب من قمح وذرة وشعير، ويُفرغ فيه أيضاً ​السيارات​.

والثاني، وهو "المرفأ الجديد" ويحوي محطّة الحاويات، ويشكل 75 % من حركة مرفأ بيروت الإجمالية، ومن ​الواردات​ الجمركية، وأضراره خفيفة.

وكشف زخور، أن "العمل جارٍ منذ أمس الأربعاء وحتى السّاعة، من قبل الجيش اللبناني و​وزارة الدفاع​ ووزارة الأشغال العامة و"إدارة واستثمار مرفأ بيروت" لإعادة تشغيل محطّة الحاويات، وهناك محاولات لتأمين ​الكهرباء​ لهذه المحطة غير المتضررة من التفجير، للتأكد من إمكانية تشغيلها وصيانتها. مع العلم، أن هناك الكثير من الحاويات تحوي بضائع للاستهلاك المحلّي، وظاهرياً ليست مصابة بالأضرار، فيما يستجوب الكشف على البضائع مباشرة للتأكد من صحّتها، خاصة أنها تحتوي مواداً غذائية واستهلاكية وغيرها.."

وأشار إلى أن "المرفأ القديم بحاجة لإعادة الإعمار من جديد، في حين أن الخسائر تقدّر بمئات الملايين من الدولارات وبغياب الأموال، يجب التوجه لخيار الـ B.O.T مع جهة تدفع المال لإعادة الإعمار، وبعدها يجري استرداد المرفأ ليبقى ملكاً للشعب اللبناني".

واعتبر زخور، أن "محطة الحاويات ناجحة لأن شركة خاصة تقوم بتشغيلها وهي "Beirut Container Terminal Consortium" وليس ​القطاع العام​، فيما "إدارة واستثمار مرفأ بيروت" تشرف عليها.

وأشار، إلى أنه "من حسن الحظ أن كمية ​القمح​ التي كانت موجودة في الإهراءات حجمها 10 آلاف طن، وهي قليلة مقارنة بقدرتها الإستيعابية الكاملة، وذلك يعود إلى تسليم القمح من البواخر إلى المطاحن مباشرة حيث تمتلك جميع المطاحن إهراءاتها الخاصّة وفيها الكمية الكبيرة من القمح حالياً وتكفي لبنان شهراً كاملاً. فيما توجد أكثر من باخرة محمّلة بالقمح تنتظر إفراغ حمولتها فور فتح الاعتمادات، ما سيؤمن حاجة لبنان لشهرين أو ثلاثة".

وأكد رئيس الغرفة الدولية للملاحة في مرفأ، أن "مرفأ ​طرابلس​ مؤهل ليعمل ولديه كل الإمكانيات للعمل، ولكن ليس كمرفأ بيروت، ولكنه يحوي معدّات تمكّنه من العمل بالبواخر التّقليديّة التي تحمل القمح والطحين والسكّر وغيرها من المواد والسّلع".

ولفت إلى أن "محطّة الحاويات في ​مرفأ طرابلس​ صغيرة مقارنة بمرفأ بيروت، حيث توجد رافعتين فقط في طرابلس مقابل بـ 15 رافعة حاويات في بيروت، ما يعني أن مرفأ طرابلس يستطيع استقبال باخرة واحدة فقط في وقت واحد، ولا يمكن وضع 4 أو 5 بواخر على الرّصيف، فيما بقاء وانتظار الباخرة خارج الرصيف يكلف الدّولة اللبنانية بين 20 إلى 30 ألف يورو يومياً".