غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر موقع "​تويتر​"، تزامنا مع وصوله الى ​لبنان​، وقال: "لبنان ليس وحيداً".

وأكد ماكرون أن زيارته الى بيروت هي رسالة بأن هذا البلد ليس وحيداً، مشدداً على ان فرنسا تحركت سريعاً لمساعدة لبنان عبر ارسال طائرات تحمل مواد طبية وغذائية، كما وصلت فرق اغاثة وبحث للقيام بعملها بعد الانفجار الهائل الذي شهدته العاصمة اللبنانية.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد استقبل عند الساعة الثانية عشرة والنصف، في مطار بيروت الدولي، نظيره الفرنسي الذي وصل مع وفد رسمي.

وتوجه الرئيسان الى القاعة الرئاسية في المطار حيث تبادلا اطراف الحديث واستفهم الرئيس الفرنسي عن الانفجار ونتائجه والصور والوثائق المتعلقة به، كما سأل عن الحاجات السريعة والدقيقة التي يحتاجها لبنان حالياً لتخطي تداعيات هذه الكارثة، مشدداً على اصرار فرنسا على دعم لبنان في هذه الفترة وكاشفاً عن مسعى تقوم به من اجل تأمين مساعدة على الصعيد الدولي.

وشكر الرئيس عون خلال الحديث، نظيره الفرنسي على مبادرة حضوره الى لبنان، وعلى التحرك الفرنسي السريع للمساعدة، مشيراً الى ان اللبنانيين جميعاً يشعرون بالامتنان لهذه الخطوات الفرنسية والتي تجسد عمق الروابط. وشرح الرئيس عون كيفية تعاطي الدولة اللبنانية مع هول الفاجعة، والخطوات التي اتخذت من اجل مواكبة نتائجها للتخفيف عن اللبنانيين قدر الامكان.

ثم رافق الرئيس عون الرئيس الفرنسي الى الموكب الذي كان ينتظر ان يقله الى المرفأ، حيث تحدث الرئيس ماكرون الى الصحافيين، فيما عاد الرئيس عون الى قصر بعبدا لاستقبال الرئيس الفرنسي عند انتهائه من جولته.

وقبيل انتقاله الى القيام بجولته في المرفأ، دار بين الرئيس ماكرون والصحافيين الحوار التالي:

"اتيت اليوم الى بيروت بصورة طارئة حاملاً رسالة تضامن وشهادة دعم وصداقة اخوي للبنان ولشعبه بعد الانفجار الذي حصل في الرابع من آب الفائت في مرفأ بيروت والذي اصاب الشعب اللبناني بأسره. ولا بد من التأكيد ان هذا التضامن هو، قبل كل شيء، امر بديهي، لان هذا هو لبنان وهذه هي فرنسا، ومن واجبي التواجد هنا لاشهد لهذه الصداقة وهذه الاخوة من قبل شعبنا تجاه الشعب اللبناني. وقد اتيت تالياً لأصغي واطلع، واقوم بتنظيم المساعدات الاولية والدعم الى الشعب اللبناني. لقد بدأنا ذلك للتو مع وصول طائرتين عسكريتين وأخرى مدنية بالامس محملة بالادوية ومواد غذائية طارئة إضافة الى فرق عناية متخصصة بدأت عملها على الفور. وبعد ساعات قليلة، ستصل طائرة أخرى تحمل طواقم للكشف على ميدان الانفجار وتقديم الدعم اللوجستي، اضافة الى فرق من الشرطة، كما سنقوم بتنسيق مساعدات إضافية في الأيام المقبلة. على الصعيد الفرنسي، نرغب بتنظيم المساعدات الى لبنان على الصعيد الأوروبي وبشكل أوسع، على الصعيد الدولي، وسنتخذ مبادرات شتى في هذا الاطار على ضوء المحادثات التي سأجريها، وبعد الاطلاع على حاجات السلطات اللبنانية والفرق الموجودة على الأرض. وسأنتقل الآن للاطلاع على الواقع في المرفأ وتبادل الآراء مع فرق الإغاثة والمؤسسات غير الحكومية التي باشرت بعملها بشكل طارىْ".

أضاف: "اما الهدف الثالث من زيارتي فهو لقاء مختلف اركان السلطات السياسية، وسألتقي في قصر بعبدا فخامة رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس المجلس النيابي. كما سألتقي مختلف القوى السياسية لاجراء حوار حقيقي، لأنه اضافة الى الانفجار الذي حصل فإننا نعرف ان هناك ازمة كبيرة تقتضي مسؤولية تاريخية من قبل المسؤولين اللبنانيين، وهي ازمة سياسية واقتصادية ومعنوية ومالية ضحيتها الاولى الشعب اللبناني، تفرض ايجاد حلول على وجه السرعة. وبالنسبة الي فإن هذه الزيارة مناسبة لاجراء حوار صادق هو من قبيل الالزام، تجاه القوى السياسية والمؤسسات اللبنانية. ولا اعتقد انه يمكن اليوم التغاضي عن مثل هذا الحوار، والساعات المقبلة ستكون في غاية الاهمية بالنسبة الي".

وختم بالقول: "وددت أخيرا لقاء المجتمع المدني من كتّاب ومفكرين ورجال اقتصاد وصحافيين للحصول على صورة أخرى وصوت آخر حول لبنان المعاصر وازمته، ولتبادل وجهات النظر في شأن مقترحاتهم للحل ورؤيتهم لتحديات اللحظة الراهنة".

ورداً على سؤال، أوضح "ان الأولوية الآن تكمن في دعم الشعب اللبناني من دون أي شرط. وهذا هو أساس الالتزام الذي تأخذه فرنسا على عاتقها منذ اشهر، لا بل منذ سنوات لاسيما لجهة دعم الإصلاحات في عدد من القطاعات ومنها الطاقة والأسواق المالية ومكافحة الفساد... اذا لم تحصل هذه الإجراءات سيواصل لبنان انحداره. هذا حوار آخر يجب ان يحصل، وأتمنى ان اقوم به اليوم أيضا".

وردا على سؤال اخر قال: "سأنتقل لاحقا الى مقر السفارة الفرنسية، واعلم ان لدينا عددا من الضحايا الفرنسيين ومن بينهم مهندس فرنسي كانت له اسهامات جلى في توطيد الصداقة بين بلدينا. كما ولدينا عدد من المفقودين. وهناك عائلات فرنسية تعيش الحزن والحداد اليوم نتيجة هذا الانفجار. ونحن نعاني من قلق نتيجة عدد الجرحى الفرنسيين الذين اصيبوا، وسيلتقي وزير الخارجية، وهو من عداد الوفد المرافق، المستشارين القنصليين. وآمل، في الساعات القليلة المقبلة، مواصلة وصول فرق الدعم اللازمة. وأود ان أؤكد من هنا دعم الامة الفرنسية الكامل لمواطنينا وذويهم من الذين فقدوا قريبا او لديهم جرحى بين انسبائهم. ان فرنسا ستكون هنا لتقديم كل الدعم والعون اللازم لهم والبقاء الى جانبهم مادياً من خلال تسهيل اجلائهم، ومعنويا ايضاً لأن هناك الكثير من الألم النفسي نتيجة ما جرى".

وسئل عما اذا كانت المساعدات ستذهب الى المؤسسات ام الى السياسيين، فأجاب: "سنقوم بتنظيم الامر، بحيث تأتي المساعدات الى حيث يجب على الأرض. لذلك سألتقي فرق الاغاثة والمنظمات غير الحكومية، وأتمنى ان نتمكن مع الأمم المتحدة من ان يكون لدينا تنظيما للمساعدات على الأرض بشكل تصل فيه الى اللبنانيين المتضررين، أي الى الشعب اللبناني، وهذا ما نحتاج الى القيام به حالياً".

وعن مضمون المبادرة التي سيطرحها، أوضح "انه سيفصلها لاحقاً"، قائلا: "ان واجب اللياقة يقتضي بأن اتبادل الرأي مع السلطات اللبنانية والقوى السياسية، على ان اجيب على ذلك بشكل مفصل خلال المؤتمر الصحافي. والاهم هو هذا التضامن الاخوي تجاه الشعب اللبناني".

وأضاف: "انا لست في لبنان للمرة الأولى. ولكن هذه اول زيارة لي بشكل طارئ بصفتي رئيسا للجمهورية الفرنسية، لسبب قلته للتو: لأنه أنتم ولأنه نحن, نحن سنكون هنا ولن ندعكم وحيدين".