فقدت العديد من البلدان التي تعتمد بشدة على عائدات ​السياحة​، أحد مصادر ثروتها الرئيسية بين عشية وضحاها، خلال شهر آذار الماضي، جراء جائحة "​كورونا​"، لكن هناك بلداناً جاءت على رأس قائمة الدول الأكثر تضرراً.

وبحسب موقع "​Statista​"، فإن ​المكسيك​ هي الأكثر ضعفاً بين أكبر الاقتصادات في العالم، حيث تعتمد نسبة 15.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على قطاع السفر والسياحة. وجمع الموقع قائمة بأسماء البلدان التي من المرجح أن تكون الأكثر تضرراً بسبب "كورونا"، استناداً إلى بيانات عام 2019 من المجلس العالمي للسفر والسياحة.

وجاءت المكسيك على رأس القائمة، تلتها ​إسبانيا​ و​إيطاليا​ عن قرب. ومن المرجح أن تكون الوجهات الأوروبية التي لديها أعلى عدد من الوفيات الناجمة عن فيروس "كورونا"، من بين أكثر المناطق تأثراً بانخفاض السياحة بسبب اعتمادها على إيرادات الزوار، والتي ساهمت بنسبة 14.3% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا في العالم الماضي و13% لإيطاليا، بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة.

وفي الوقت الذي نفذت فيه ​أوروبا​ أكثر عمليات الإغلاق صرامة، إذ لم تسمح للبالغين بمغادرة منازلهم إلا لشراء الطعام أو الدواب أو اصطحاب الكلاب في نزهة، حرصت إسبانيا على إحياء قطاع السياحة المتعثر وإعادة فتح حدودها في الشهر الماضي أمام جميع ​دول الاتحاد الأوروبي​ ودول الطرف الثالث.

كما أعادت إيطاليا فتح أبوابها أمام المسافرين من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ​بريطانيا​ والدول الصغيرة مثل إمارة أندورا، إمارة موناكو، جمهورية سان مارينو والفاتيكان، في خطوة وصفتها الحكومة بالخطر المحسوب.

ومنذ رفع القيود، ارتفعت حالات الإصابة بفيروس "كورونا" بشكل ملحوظ في إسبانيا، كما شهدت إيطالياً أيضاً ارتفاعاً طفيفاً في أعداد الإصابات.

ورغم أن ​الولايات المتحدة​ هي أكثر بلدان العالم من حيث أعداد الإصابات بـ"كورونا"، وتمتلك أكبر اقتصاد في العالم، لكن تأثير الفيروس عليها أقل أهمية، حيث تشكل السياحة 8.6% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي، الذي يعتمد على مساهمات مختلفة، بما في ذلك إيرادات الفنادق ووكلاء السفر و​شركات الطيران​ والمطاعم. ومع ذلك، يشير المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى أن إجمالي مساهمة السفر في ​أميركا​ تمثل حوالي 16.8 مليون وظيفة.

ووفقاً لبيانات صادرة عن جامعة جون هوبكنز، فإن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل وفيات ناجمة عن "كوفيد 19" في العالم.

وتأتي ​فرنسا​ بعد الولايات المتحدة مباشرة من حيث التأثر بسبب ركود قطاع السياحة، الذي شكل نسبة 8.5% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي في 2019، تليها ​البرازيل​ بنسبة 7.7%.

وربما ليس من الغريب أن تراجع السياحة في كوريا الجنوبية من المرجح أن يكون له تداعيات مالية قليلة، حيث مثل قطاع السياحة نسبة 4.2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.

ورغم أن الوجهات الرئيسية قد سحبت كل العوائق لجذب المسافرين، يبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى ينتعش قطاع السفر. ويعتقد الخبراء أن الأمور قد لا تعود أبداً إلى سابق عهدها، فقد استغرق الأمر 3 سنوات تقريباً لانتعاش قطاع الطيران من أحداث ​11 أيلول​ 2001.

وقالت مديرة مبادرة إدارة الأزمات السياحية في جامعة ​فلوريدا​، لوري بنينغتون غراي، أنها ليست متأكدة من أن قطاع السفر سيكون مطابقاً تماماً للطريقة التي كان عليها ما قبل عصر "كوفيد 19". وأوضحت أنه في ما يتعلق بالتشغيل بالطاقة الاستيعابية القصوى والأعداد ذاتها، قد يستغرق الأمر سنوات للوصول إلى ذلك. وتابعت قائلة: "لكننا نعلم من الأزمات السابقة أن قطاع السفر مرن ومتأقلم للغاية. سينتعش قطاع السفر، ولكن لن يحدث ذلك غداً".