يومان فقط يفصلان أهالي بيروت وسكانها عن غمر مدينتهم بـ200 طن يومياً من ​النفايات​، وذلك مع بدء تنفيذ قرار بلدية الشويفات و"اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية"، إقفال "مطمر ​الكوستابرافا​" أمام النفايات الآتية من مناطق أخرى وبينها العاصمة.

أزمة عمرها سنوات لم تستطع الحكومات السابقة أن تجد حلاً لها، حتى حكومة الاختصاصات الحالية عاجزة أيضاً، ويبقى السؤال الأهم أين وزير البيئة ؟!

وفي حديث مع "الاقتصاد" قال رئيس ​بلدية بيروت​ جمال عيتاني، إن المدينة لن تغرق بالنفايات بعد ثلاثة أيام معتبراً أن هناك مبالغة في الأمر، وشرح بالتفصيل كيف يتم توزيع نفايات بيروت، حيث تُرسل يومياً حصة بحدود 150 طن إلى مطمر ​صيدا​، وتذهب 200 طن إلى مطمر برج حمود، و200 طن إلى "مطمر الكوستابرافا".

وبعد إعلان قرار إغلاق "مطمر الكوستابرافا" أمام نفايات بيروت، تحدث عيتاني، عن أن الخطر حالياً فقط في الـ 200 طن التي تذهب عادة للمطمر المذكور، وليس على جميع النفايات أي ليس كل الكمية.

وعند سؤاله عن تواصلهم مع "اتحاد بلديات الضاحية" شدد عيتاني على العلاقة الجيدة التي تربط بلدية بيروت بالاتحاد والتواصل الدائم والتنسيق والعمل سوياً، وأضاف قائلاً: "كلنا عشم أن لا يغلقوا بوجهنا مطمر الكوستابرافا ولكني تحدثت مع الجهات الرسمية المعنية بالموضوع لنجد حلاً لـ 200 طن."

حلول بلدية بيروت قد تكون صعبة.. فهل يوردون النفايات إلى مناطق أخرى؟

وعن الحلول لمعالجة الأزمة التي ستلحق الضرر ببيروت وأهلها، قال عيتاني:" لدينا حلول نفكر بها لن تكون سهلة بل صعبة جدا،ً ولكن إذا أُجبرنا سنضطر للقيام بها وأن نلجأ إليها.. وأنا أتفهم وضع "مطمر الكوستابرافا" ووضع "اتحاد بلديات الضاحية" ورئيسه محمد درغام ولا زال الموضوع في إطار البحث بجدية تامة".

وأضاف: "نتمنى أن لا تصل الأمور إلى تأزم ولكن هذا يدل على أن كل الحلول التي نقوم بها هي حلول مؤقتة لا حلول نهائية، فنحن بانتظار الحكومة أن تأخذ القرار بإيجاد حلول نهائية تجدها مناسبة بأزمة النفايات في كل ​لبنان​".

وعند سؤاله تحديداً عن توجه البلدية لمناطق أخرى لطمر النفايات كانت الإجابة: "سنتجنب هذا الطرح قدر الإمكان، فلا أحد يحب أن يأخذ نفايات الآخرين إلى منطقته".

النفايات.. أزمة قديمة لم تجد أي حكومة لها حلاً! أين وزير البيئة المتخصص؟

بات واضحاً للجميع بأن الحكومات السابقة والحالية بما فيهم وزير البيئة الحالي دميانوس خطار لم يجدوا حلاً جذرياً لهذه الأزمة البيئية والصحية.

بلدية بيروت وبحسب رئيسها أكد أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم ولم يتم إيجاد حلاً نهائياً لها، "وهذا ما طالب به الحكومة، وأن بلدية بيروت تحركت وكان لديها عدة اقتراحات لحل مشكلة النفايات، حيث أن هذه المدينة هي المنطقة الوحيدة التي لا يوجد لديها مكان أو قبول قبول للمطامر، وهي تعمل على الفرز في "معمل الكارتينا"، كذلك التسميد "composting" في معمل الكورال.

وأضاف: "نحن نخفف قدر الإمكان من النفايات، طبعاً تحت إدارة الدولة وليس إدارتنا، فلسنا نحن من نقول على سبيل المثال نريد أن نخفف 10% أو 20% من النفايات، الدولة من تقرر ذلك".

وصرح: "تواصلنا مع وزير البيئة الحالي، الرد كان أنهم يعملون بخصوص هذا الملف ويخبروننا لاحقاً ما تم التوصل إليه عندما يصبح جاهزاً، والموضوع لا يتوقف عند الوزير وحده فهناك حكومة وجهات معنية أيضاً المناطق وأهاليها."

وأطلق عيتاني صرخة قائلاً: "المطلوب من الحكومة أن تجد حلاً سريعاً لهذه الأزمة القديمة، حان الوقت لإنهاء هذا الملف ومعالجته نهائياً."