تسعى "​بوينغ​" من خلال مبادرة جديدة لطمأنه الركاب، وتشرح خلالها الاحتياطات التي يتم اتخاذها لضمان أمان وصحة الركاب قدر الإمكان خلال سفرهم بالطائرة وتسليط الضوء على الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها لحماية المسافرين.

وتعمل مبادرة السفر الامن على تنسيق الجهود عبر جميع مراحل السفر، بما في ذلك ​شركات الطيران​ والمطارات، لإيجاد توافق بين كافة الأطراف المعنية لمحاربة انتشار فيروس "​كورونا​"، وتقليل المخاطر على المسافرين. وتشير "بوينغ" الى أن حماية المسافرين جواً تتطلب نهجاً عالياً يتضمن 3 خطوات رئيسية للحفاظ على سلامة الركاب.

تتمحور الخطوة الأولى حول منع الفيروس من الصعود إلى متن الطائرة. وتقع هذه المهمة على عاتق الجميع، فالكل مسؤول عن العناية بصحته من خلال ممارسة التباعد الجسدي وغسل وتعقيم اليدين وتجنب السفر عند الشعور بالمرض. وتماشياً مع التوصيات الدولية، يتعيّن على الركاب وأفراد الطاقم ارتداء أقنعة الوجه أثناء الرحلات. وتقوم سلطات المطار بدورها لمنع إنتشار فيروس "كورونا" من دخول الطائرة وذلك عبر التحقق من صحة الركاب بدقة وإجراء الفحص الطبي إن تطلب الأمر قبل اتمامهم لإجراءات السفر وصعودهم الطائرة.

تركز الخطوة الثانية على الحفاظ على خلو الطائرة من الفيروسات. واستناداً إلى الإرشادات الدولية، تتعاون "بوينغ" مع شركات الطيران لتطوير أساليب تنظيف وتعقيم مقصورة الطائرة بشكل شامل، فمن المحتمل أن يلمس الركاب أسطحاً عديدة وهم في طريقهم إلى مقاعدهم، مثل الخزائن العلوية والمقاعد وغيرها. لذلك أوصت شركة "بوينج" باستخدام المطهّرات المعتمدة لشركات الطيران وطرق استخدامها بأمان على جميع هذه الأسطح.

أما الخطوة الثالثة، فهي الحفاظ على بيئة صحية على متن الطائرة. تستخدم مقصورات وأسطح طائرات "بوينج" حتى قبل انتشار فيروس "كورونا" أنظمة تنقية الهواء التي تتضمن فلاتر "HEPA" عالية الكفاءة والمماثلة لتلك المستخدمة في المستشفيات للتخلص من الجزيئات والجسيمات الضارة الموجودة في الهواء.

وتم تجهيز طائرات "بوينغ" بأنظمة تنقية الهواء التي تسحب الهواء من الخارج وتجددهفي المقصورة كل دقيقتين إلى 3 دقائق. ويمر الهواء قبل إعادة توجيهه إلى المقصورة عبر فلاتر "HEPA" التي تزيل أكثر من 99.9% من الفيروسات و​البكتيريا​ الموجودة في الهواء، لتوفر الهواء المنعش والنقي الخالي من الجزيئات الضارة أثناء الطيران. وصُممت لتوفر الهواء النقي والمنعش في مقصورة الطائرة.

ومن عناصر التصميم المهمة الأخرى، هو أن تدفق الهواء في المقصورة صُمم لينتقل من السقف إلى الأرض، وليس من مقدمة المقصورة إلى الخلف، ما يقلل من انتشار أي جزيئات ضارة حول المقصورة ومن شخص لآخر. وينشر نظام تنقية الهواء أيضاً الهواء الذي يأتي من خلال الفتحات العلوية في مزيج من الهواء النقي الخارجي والهواء المعاد تدويره من فلتر "HEPA"، ولن يؤثر فتح الفتحات أو إغلاقها على نسبة نقاء هواء المقصورة الإجمالية.

وعلى الرغم من أنّ إجراءات السلامة والنظافة التي طورتها شركة "بوينغ" موجودة بالفعل لحماية الركاب اليوم، تدرس الشركة أيضاً طرق استخدام التقنيات الجديدة لتعزيز نظافة وسلامة الطائرات في المستقبل.

وإحدى هذه التقنيات هي التعقيم بالأشعة ما فوق البنفسجية، فهي وسيلة تنظيف غير سامة وصديقة للبيئة، وتقضي هذه الأشعة على البكتيريا والفيروسات دون الحاجة إلى المواد الكيميائية، لذلك يمكن استخدامها بأمان في مناطق تحضير الطعام. كما تدرس شركة بوينج طرق استخدام عصا الأشعة ما فوق البنفسجية التي يتم حملها باليد، والتي يمكن لطاقم المقصورة استخدامها لتنظيف البقع وتطهير مناطق معينة خلال الرحلة، أو تلك التي ستتيح لطاقم تنظيف الطائرة عند هبوطها تعقيم المقصورة بسرعة إضافةً إلى إجراءات التنظيف العادية.

كما يتم النظر باستخدام الأشعة ما فوق البنفسجية لتعقيم الحمامات الموجودة على متن الطائرة، حيث سيتم تشغيل مصابيح الأشعة ما فوق البنفسجية المُركّبة في الحمام تلقائياً بعد كل استخدام للحمام، لتعقيم المرحاض على الفور قبل استخدامه من قبل المسافر التالي. واختبرت "بوينغ" بالفعل نموذج أولي لهذا المرحاض الذي يُطهّر نفسه ذاتياً ويتضمن أيضاً صنابير تعمل دون لمس وموزع صابون وفتحة للتخلص من القمامة وغطاء ومقعد مرحاض في خريف العام الماضي.

وتجري "بوينغ" أيضاً أبحاث لاستخدام الطلاء المضاد للميكروبات والفيروسات، الذي يستطيع القضاء على الميكروبات ومنعها من الانتشار. وتأمل "بوينج" عبر استخدام هذا الطلاء على الأسطح في الطائرة وخصوصاً تلك التي يتم لمسها كثيراً مثل المقاعد ومستلزمات الحمامات أن توفر طبقة حماية إضافية للركاب.

وتهدف مبادرة السفر الآمن عبر جميع طرق الحماية والتعقيم المذكورة إلى طمأنة المسافرين بأن سلامتهم في أيد أمينة.