تعتبر شهرزاد الحجار شخصية ذات شعبية واسعة عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، نظرا لكونها مؤثرة (influencer) ناجحة استطاعت أن تكتسب الخبرات اللازمة للوصول الى هذا النجاح. كما أنها تعد من الأشخاص الذين وصلوا الى مرادهم وغايتهم بعد جهد وتعب مضنيين.

فقد عمدت الى فهم جمهورها، والبقاء على تواصل دائم معه، والى إنتاج محتوى مميز ومفيد، كما حافظت على الثبات والتناسق في طريقة تفاعلها مع متابعيها، ما أسهم في بناء علاقات متينة معهم، وعزز مكانتها لديهم.

فلنتعرف أكثر الى مؤسسة صفحة "Chahrazad’s Cuisine"، شهرزاد الحجار، في هذه المقابلة الحصرية، التي خصّت بها موقع "الاقتصاد":

- من هي شهرزاد الحجار؟

انتقلت للعيش في ​دبي​ منذ حوالي 10 سنوات، حيث شغلت وظيفة بدوام كامل في مصرف. ولكن لطالما كانت هوايتي الطهو وابتكار الوصفات الجديدة، ومن هنا، أطلقت صفحتي الخاصة "Chahrazad’s Cuisine"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عام 2013، من أجل نشر صور المأكولات وقوالب الحلوى التي أحضرها في المنزل لعائلتي.

وبعد فترة، قررت التركيز بشكل أكبر على قوالب الحلوى وتصاميمها المتنوعة والمميزة. وهكذا، بدأت تتوسع الصفحة يوما بعد يوما، وأخذ اسمي بالانتشار أكثر فأكثر بين رواد "السوشيال ميديا".

ولا بد من الاشارة الى أنني لا أبيع المنتجات، بل أعرض فقط ما أحضره بنفسي، كما أخلق الوصفات الفريدة، وأشاركها مع المتابعين، وذلك لكي يتعلم الناس كيفية تحضير الحلوى وتزيينها.

أما قبل "كوفيد 19"، فكنت أتعاون مع العلامات التجارية والسوبرماركت، بهدف التسويق لمنتجاتها عبر وصفاتي المتنوعة، والفيديوهات التي أنشرها. ولكن بسبب انتشار الوباء، وإغلاق البلاد لمدة شهرين، توقفت النسبة الأكبر من تلك المشاريع المنتظرة. وبعد انتهاء فترة الحجز، وعودة الحياة تدريجيا الى طبيعتها، نحن بانتظار أن تعاود نشاطها، بعد أن تأثرت الأسواق الى حد كبير، وتغيرت ميزانيات الشركات.

- كيف قضيت فترة الإغلاق بسبب "​كورونا​"؟ وكيف تأثرت أعمالك؟

الحجر الصحي الذي فرضه وباء "كوفيد 19" على الناس، دفعهم للاهتمام بشكل أكبر بالطهو في المنزل، وبالتالي، للتفاعل أكثر مع الصفحات المتخصصة بالمأكولات و​الحلويات​. ولهذا السبب، لاقت صفحتي اهتماما واسعا من قبل المتابعين الذين ازداد عددهم بشكل كبير خلال تلك الفترة.

كورونا دفعت بالناس الى الاهتمام أكثر بالعائلة وبالطهو أيضا، والابتعاد عن الأطعمة السريعة والجاهزة.

ومن هنا، كانت فترة الحجر سلبية من ناحية توقف المشاريع والتعاون مع العلامات التجارية، لكن نتائجها الإيجابية ظهرت جلية من ناحية زيادة التفاعل عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها أتاحت لي التركيز على العمل والعائلة أيضا، وبالتالي شعرت أنني أصبحت منتجة أكثر.

لقد تغيرت شخصيات الناس، وطريقتهم في التفكير، وأسلوبهم في العيش، بسبب هذا الوباء، ولا أعتقد أنهم سيعودون بشكل كامل الى ما كانوا عليه قبل "كورونا"؛ ومن هنا، يمكن الجزم، أن فوائد الوباء، هي حتما أكثر من أضراره.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أعمل في الوقت الحاضر على نشر كتابي الخاص للطهو؛ فهو حاضر من ناحية الكتابة و​التصميم​، لكنني بانتظار أن يتحسن الوضع الى حد ما، لكي أنشره.

ومؤخرا أيضا، أطلقت علامتي التجارية الخاصة من الـ"sprinkles" التي تستخدم في تزيين قوالب الحلوى. فهذا المنتج غير موجود في مختلف أنحاء ​الشرق الأوسط​، وكنا نضطر الى طلبه من ​الولايات المتحدة​، ودفع مبالغ طائلة على الشحن. ولهذا السبب، لاقى تفاعلا واسعا من قبل الناس في ​السعودية​، ​الكويت​، دبي، ​أبوظبي​، ​لبنان​،...

ولا بد من الاشارة الى أن حلمي هو العمل في برنامج تلفزيوني، وأتمنى تحقيقه في المستقبل.

- أين ترين نفسك في الأشهر والسنوات المقبلة، بعد أن تغير العالم اليوم بسبب "كورونا" و​الأزمة الاقتصادية​؟

"كورونا" أعطانا طريقة جديدة للعيش، وفتح أمامنا آفاقا جديدة. فقد وقعت مؤخرا، عقدا مع شركة أميركية لتقديم الدروس عبر الانترنت ومن المنزل.

- هل تفكرين يوما بالعودة بشكل دائم الى لبنان؟

أتمنى العودة الى بلدي الأم، وأعتقد أن إطلاق أي مشروع خاص في لبنان، سيكون حتما أسهل بكثير من دبي. ولكن في ظل الأوضاع الصعبة القائمة في الوقت الحاضر، أجد نفسي مضطرة الى تأجيل هذا النوع من المشاريع.

وتجدر الاشارة هنا، الى أن غالبية المتابعين عبر صفحة "Chahrazad’s Cuisine"، هم من اللبنانيين، ومن هنا، أشعر بفرح عارم لأن أهل بلدي يحبون ما أقدمه وينتظرون منشوراتي؛ وهذا الدعم المعنوي مهم جدا لأي مغترب، لكي يشعر بالرضا والامتنان، والانتماء الى مجتمعه وأهله.

- كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة اليوم في مجال عملك؟

أواجه منافسة واسعة منذ البداية، ولكنني مؤمنة تماما بأن النجاح هو "رزقة" في هذه الحياة، وأشكر الله لأن صفحتي توسعت بفضل تعبي ومجهودي؛ اذ كنت أعمل بوظيفة ثابتة وبدوام كامل، وفي الوقت ذاته، أطهو وأخبز وأحضر الحلويات في المنزل خلال فترة المساء، من أجل مواصلة تقديم الصور الجديدة بشكل يومي.

الناس يحبون ما أقدمه، وأعتقد أن هذا العامل يميزني عن غيري؛ حيث أعتمد وصفات سهلة ومبسطة، تناسب جميع الأشخاص. أحب أن أكون قريبة من الناس، وأن أتفاعل معهم بشكل مباشر، وبالتالي، أجيب بنفسي على جميع الرسائل التي تصلني.

أما بالنسبة الى التقليد، فأنا أواجه حتما هذه المشكلة، لكنني لا أسمح لها على الإطلاق، بردعي عن تحقيق المزيد من التقدم، بل أعمل دائما على تطوير نفسي وقدراتي، وتقديم الأفكار الجديدة والخلاقة.​​​​​​​

- ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى ​النساء​ اللبنانيات في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها؟

النصيحة الأهم من أجل تحقيق النجاح، هي التعب والعمل الجاد. فالتقدم مستحيل بدون مجهود جسدي ونفسي.

يجب السعي بشكل يومي لتقديم كل ما هو جديد، والعمل على تطوير الذات وصقل المهارات، ومتابعة الصيحات (trends)، التي تتغير بشكل سريع، بالإضافة طبعا الى القيام بالأبحاث والاحصاءات حول اهتمامات الناس والمتابعين، من أجل البقاء على مقربة منهم ومن اهتماماتهم. ويجب أيضا التفكير والتخطيط على المدى البعيد، والمخاطرة وعدم التردد أو الخوف.