في أقل من شهر حقق كارتيل أصحاب الأفران انتصارين "بقوة الجشع ومضاعة الأرباح"، وبحجة سعر صرف الدّولار.

في 2 حزيران الفائت، خضع وزير الاقتصاد راوول نعمة لجشع كارتيل المطاحن والمخابز، فكانت النتيجة سحب رغيف خبز من فم الفقراء لإشباع أصحاب الملايين. وأصدر نعمة قراراً حدد بموجبه وزن 900 غرام كحدّ أدنى لربطة ​الخبز​ مقابل سعر 1500 ليرة، فيما كانت تُباع الربطة بوزن 1000 غرام مقابل 1500 ليرة. أما ربطة الخبز حجم وسط، فحدد لها 400 غرام كحد أدنى بسعر 1000 ليرة كحدّ أقصى.

المسّ الثاني برغيف الفقير المفترض أن يكون خطاً أحمر، كان برفع سعر ربطة الخبر ابتداء من اليوم بنسبة 25% ليصبح 2000 ليرة بدلاً من 1500 ليرة رغم الوزن الذي خسرته الربطة.

لا يتعلق الأمر، هنا، بارتفاع ​سعر الدولار​ بقدر ما هو مرتبط بجشع ​التجار​ المتعطشين باستمرار الى رفع السعر وتخفيف الوزن، وحجتهم الدائمة في ذلك هي الخسارة.

المفارقة أن وزير الاقتصاد استسلم للكارتيل وفتح له الباب واسعاً أمام مزيد من التمادي في التلاعب بسعر ربطة الخبز ووزنها، في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع، رغم أن أصحاب الأفران والمخابز يستفيدون من دعم ​مصرف لبنان​ للطحين و​المازوت​ بنسبة 85%؛ وفي غياب أي رقابة على وجهة استعمالهم لهذا الطحين، يستغل هؤلاء الدعم لاستخدامه في صناعة أنواع متعددة من الخبز والكعك والكرواسان و​الحلويات​ وغيره، ما يؤمن لهم أرباحاً صافية بنسبة 100 % أو أكثر.