تحررت من قيود الوظيفة التي تكبّلها، وانطلقت نحو تأسيس عمل حرّ خاص بها، يجعلها سيدة نفسها ومنزلها وعملها، ما أعطاها دافعاً أكبر نحو الإنطلاق والنجاح!

تؤمن بضرورة دعم المرأة للمرأة، وتؤكد على أهمية العطاء من أجل الارتقاء بالذات وتحقيق المزيد من التقدم.

برز اسمها في ​الكويت​ و​الخليج العربي​، ودخلت مؤخرا الى السوق ال​لبنان​ي بمنتجاتها الحصرية.

إنها مؤسسة العلامة التجارية "Mariam Beauty Cosmetics"، ​مريم​ حمدان، التي خصّت موقع "الاقتصاد" بهذه المقابلة المحفزة:

من هي مريم حمدان؟ ومن أين بدأت قصتك في عالم ​مستحضرات التجميل​؟

أصولي من شعبا، لكنني ولدت في الكويت، وكذلك الأمر بالنسبة الى والديّ. تخصصت في التسويق والعلاقات العامة.

توظفت لفترة عشر سنوات، من عام 2004 حتى عام 2014. وخلال كل تلك الفترة، تعرفت الى ​التسوق عبر الانترنت​، وأحببت كثيرا هذا المفهوم.

بعد إنجاب ابني الثاني، شعرت أن دوام العمل أصبح صعبا للغاية بالنسبة لي، كونه يحرمني من رؤية أولادي والاهتمام بهم بشكل كافٍ. ولهذا السبب، اضطررت الى الاستقالة من وظيفتي، والبحث عن وظيفة أخرى بدوام أقل. ولكن للأسف لم أجد أي فرصة مناسبة.

ولا بد من الاشارة الى أنني اعتدت على المسؤولية منذ عمر صغير، ولطالما عملت واعتمدت على نفسي لتأمين مصروفي. وبالتالي، أسست العديد من المشاريع، منها في مجال الملابس والماكياج.

وفي عام 2014، أطلقت "Mariam Beauty Cosmetics"، فطلبت في البداية، كمية قليلة جدا من الرموش؛ ولا بد من الاشارة الى أنني قررت البدء بهذا المنتج، لأنني رأيت أن جميع ​النساء​ كن يضعن حينها الرموش نفسها، والتي كانت ثقيلة وغير مريحة أبدا.

فبدأت بستة أنواع من الرموش، وبات لدي اليوم 15 نوعا. وقد اعتمدت في تسميتها على نجوم العالم مثل صباح، سعاد حسني، ​كيم كارداشيان​، مارلين مونرو، نادين نجيم، ​مادونا​، إليسا،... إضافة الى "بيروت"، "Morning"، "​فينيسيا​"،...

أختار كل نوع بعناية لكي يتناسب مع شكل كل عين، والناس في المقابل، يحبون الرموش المتنوعة التي أقدمها.

وبعد أن وضعت منتجاتي في بعض الصالونات، ووجدت أنها لاقت طلبا من الزبائن، بدأت بالتوسع شيئا فشيئا، وبالحصول على كميات أكبر ومنتجات أكثر.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أحلم أن تصبح "Mariam Beauty Cosmetics" علامة تجارية متكاملة، تضم جميع أصناف الماكياج. وأتمنى أن أحقق هذا الهدف مع الوقت، وخطوة بخطوة. فنحن نقوم بدراسة كل منتج نقدمه، قبل طرحه في الأسواق.

فقد بدأت من الصفر، ولهذا السبب، يجب أن لا أتسرع، بل علي التركيز على كل خطة وكل هدف من أجل تخطي المراحل بنجاح.

ما هي البلدان التي تمكنت من إيصال "Mariam Beauty Cosmetics" اليها؟

تعاملت مع موزعين في ​السعودية​، ​الإمارات​، قطر، و​عمان​، قبل الوصول الى لبنان.

ولكن بعد فترة، بدأت ​مواقع الكترونية​ عدة في الخليج، تبيع منتجاتي، ما وفر علي الكثير من الوقت والجهد في التوصيل، وأتاح لي أيضا التركيز على الدعاية والتسويق أكثر من طرق التوزيع.

كيف وصلت الى السوق اللبناني؟

​​​​​​

علاقاتي الاجتماعية في لبنان ضعيفة بعض الشيء، لأنني أعيش في الكويت. ولهذا، بدأت بإرسال الهدايا الى بعض الأشخاص، لكي يتعرفوا الى علامتي التجارية.

ومنذ حوالي سنتين، تواصلت مع موزعة موجودة في بيروت، حيث سلمتها كل المنتجات، وركزنا معا على خطط التسويق.

ولا بد من الاشارة الى أنني لست معروفة كثيرا في لبنان، الى حد اليوم، ولكن أحاول دائما التقدم لتحقيق المزيد من النجاحات.

كيف تنافس "Mariam Beauty Cosmetics" الشركات والعلامات التجارية الكبرى الموجودة في السوق منذ سنوات طويلة؟

أتمنى الوصول الى الأسماء العالمية، ولكن كل شخص يتميز بسمة أو بصفة معينة.

لكن نوعية منتجاتنا ممتازة، ولقد نجحنا في بناء قاعدة وفية من الزبائن الذين يعودون دائما لشراء المزيد.

من جهة أخرى، لا أبالغ في الأسعار، بل أقدم ما هو بمتناول الجميع، وخاصة في لبنان؛ لأنني أفضل أن تنتشر "Mariam Beauty Cosmetics" أكثر فأكثر بين الناس، وأن يصبح اسمي معروفا، على أن أحقق الربح المادي، وذلك لكي يصل كل شخص الى المنتج الذي يحتاجه.

ما هي الصفات الشخصية التي أتاحت لك تحقيق النجاح في مسيرتك المهنية؟

أولا، أتعامل دائما عن كثب مع جميع المتابعين، وأتفاعل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأجيب على أسئلتهم كافة.

ثانيا، أتقبل جميع الانتقادات برحابة صدر. أستمع الى الآراء وأحاول قدر الإمكان الاستعانة بها من أجل تعديل المنتجات وتحسينها.

ثالثا، أدعم الجميع دون أي مقابل، وأفكر دائما بالناس.

هل تفكرين يوما بالعودة للاستقرار بشكل دائم في لبنان؟

أتمنى العودة الى بلدي الأم، ولكن للأسف وضع لبنان سيء للغاية، وسوف نشهد على المزيد من التأزم في الفترة المقبلة.

كل شخص يحب حتما العودة الى بلده، ولكن في ظل غياب القدرة على ذلك، سوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدة بلدنا وشعبه من حيث نتواجد.

ولا بد من الاشارة، الى أنني لطالما فكرت في خطوة الاستثمار في لبنان، للوقوف الى جانب أولاد بلدي.

كيف تحققين التوازن في الحياة؟

العمل الحر يتطلب من الشخص بذل المزيد من الجهود، بسبب المسؤوليات الكبيرة المتأتية عنه؛ فكلما قدمنا أكثر وزادت عطاءاتنا، كلما لامسنا نتيجة أفضل ونجاحات أكبر.

ولكن بإمكاني اليوم تنسيق وقتي واجتماعاتي بما يتناسب مع احتياجات العمل وضروريات العائلة والمنزل.

ما هي نصيحة مريم حمدان الى المرأة؟

أعتمد دائما هاشتاغ "#دعم_المرأة_للمرأة" عبر صفحتي على "​إنستغرام​". وبشكل عام، أؤمن بضرورة أن تنال المرأة الدعم من المرأة. ولتحقيق هذه الغاية، علينا التخلي عن الغيرة والحقد والحسد، لأن كل امرأة جميلة وناجحة وذكية، على طريقتها الخاصة.

علينا وقف الانتقاد السلبي لبعضنا البعض، والوقوف في صف واحد.