خاص ــ الاقتصاد

عملية فاشلة نفذتها عصابة مسلّحة، حاولت من خلالها السطو على أحد ​المصارف​ وسرقة أمواله، الّا أن افتقار أفرادها للخبرة الكافية حالت دون نجاح المهمّة، ولمّا حاولوا تعويض فشلهم بالسطو على محطّة محروقات، منيوا بالهزيمة أيضاً ولاذوا بالفرار، لكنهم لم يفلتوا من العقاب، إذ سرعان ما وقعوا في قبضة القوى الأمنية.

ظهر يوم العاشر من تشرين الثاني الماضي، تعرض أحد المصارف في منطقة الجناح لمحاولة سطو، إذ حاول ملثمون يحملون الأسلحة الحربية على متن سيارة "​كيا​ بيكانتو" الدخول إلى فرع المصرف، الّا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، لأن الباب الحديدي المشبّك والزجاج كان مقفلاً وأن أحد المستخدمين تنبّه لأمر العصابة ما أجبر السارقين على ركوب السيارة والمغادرة.

بعد 40 دقيقة على عملية السطو الفاشلة، حضر ثلاثة أشخاص على متن سيارة صغيرة الى محطة محروقات في منطقة ​الجية​، وشهروا أسلحتهم بوجه العاملين في المحطة محاولين سلبهم، وعندما دخلت سيارة إلى المحطة لتعبئة ​الوقود​ لاذوا بالفرار، وتبين أن العصابة ذاتها والسيارة المستخدمة في العمليتين مسجلة باسم المدعو "محمد. ع" الذي يقوم بتأجيرها، وأن أفراد العصابة قاموا بنزع اللوحات الصحيحة عنها واستبدالها بلوحات مزورة ووضعوا شريطاً لاصقاً أسودأً على الأبواب والأضواء الخلفية، وأن من قام باستئجار السيارة هو المتهم "فؤاد. ج" الذي اعترف لدى توقيفه باستئجار السيارة والقيام بأعمال السلب مع المتهمين "أشرف. م" و"ياسر. ط".

فور البدء بالتحقيقات الأولية التي أجرتها شعبة المعلومات في ​قوى الأمن الداخلي​، اعترف المتهم "أشرف. م" أنه في أوائل شهر تشرين الثاني خطر بباله تنفيذ عملية سطو مسلح على أحد ​المصارف اللبنانية​، وعرض تلك الفكرة على صديقه المتهم "فؤاد. ج" الذي وافقه الرأي بحكم وضعهما المالي السيء، وأنه عرض على الأخير السطو على فرع المصرف المذكور، القريب من مكان عمله، والذي يتردد اليه باستمرار لإحضار مستندات إلى رب عمله، وتباحثا حول تنفيذ العملية فقال له المتهم "فؤاد. ج" أنهما بحاجة إلى شخص ثالث لتنفيذ العملية، وأنه بإمكانه تأمين ذلك الشخص وهو المتهم "ياسر. ط".

اشترط أشرف على رفيقه ""فؤاد. ج" عدم الدخول إلى المصرف كونه لا يملك الجرأة وأنه سوف يتولى قيادة السيارة، وأن الأخير تولى استئجار السيارة وهي "كيا بيكانتو" وقام باستبدال لوحاتها، وانتقلا على متن السيارة وبحوزتهم سلاحين حربيين من نوع كلاشنكوف و​مسدس​ خلبي عائد له حسبما يعتقد، وتوجهوا إلى المصرف حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً، وحاولوا الدخول لأكثر من مرة بعد أن خفت حركة الزبائن، وبعد عدة مناورات ترجل المتهم "ياسر. ط" من السيارة وتوجه إلى باب المصرف ولدى محاولته الدخول لم يتمكن لأن الباب الزجاجي كان مقفلاً، فناداه المتهم "فؤاد. ج" الذي كان بقربه مقنعاً وحاملاً رشاش كلاشنكوف كي ينسحب، واستقلا السيارة وغادروا مسرعين.

وأشار المتهم "أشرف. م" إلى أنه كان يضع ​نظارات شمسية​، وأنها المرة الأولى التي خطط فيها للسطو على مصرف، وأنهم أثناء توجههم إلى المصرف توزعوا الأدوار، وأن المتهم "فؤاد. ج" هو من استحصل على الأقنعة على أن يتم اقتسام الغنيمة بين الثلاثة، مؤكداً أنه بعد مغادرة المصرف دار حديث بينهم على سلب محطة للمحروقات فدخلوا على إحدى المحطات في محلة الجية، وترجل المتهم "ياسر" من السيارة وشهر مسدساً حربياً محاولاً سلب عمال المحطة، لكن في هذه الأثناء دخلت سيارة إلى المحطة فصعد ياسر إلى السيارة وغادروا المكان بسرعة ولم يكونوا يرتدون أي أقنعة.

محكمة​ الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي حلو، أجرت محاكمة وجاهية للمتهمين "أشرف. م" و"فؤاد. ج" وغيابية للمتهم الفار من العدالة "ياسر. ط"، وأدانتهم بجرائم تأليف جمعية من الأشرار بهدف ارتكاب الجنايات على الناس والأموال، ومحاولة تنفيذ جريمة سطو مسلح على مصرف ومحاولة قتل، وحيازة سلاح حربي من دون ترخيص، واكتفت بتوقيف المتهمين الموجودين، وانزلت عقوبة الأشغال الشاقة 10 سنوات بحق المتهم المتواري عن الأنظار وتجريده من حقوقه المدنية وتنفيذ مذكرة القاء القبض الصادرة بحقه.