أبلغت بريطانيا رسميا الجمعة ​الاتحاد الأوروبي​ بأنها لن تسعى لتمديد الفترة الانتقالية لبريكست مثيرة احتمالات انفصال غير منظم عن التكتل بعد ستة أشهر فقط.

وتسابق لندن وبروكسل الوقت للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الواحدة والاتحاد الجمركي في 31 كانون الأول/ديسمبر، لكن المحادثات واجهت عقبات.

وتقول حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنها حتى في حال فشل المفاوضات، لن تختار التمديد مرة أخرى، وهو قرار يتعين أن تأخذه بحلول الأول من تموز/يوليو.

وغرّد الوزير مايكل غوف بعد محادثات على الانترنت مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي "أكدت رسميا بأن المملكة المتحدة لن تمدد الفترة الانتقالية وبأن وقت التمديد انقضى".

وأضاف "في الأول من كانون الثاني/يناير 2021 سنستعيد زمام الأمور واستقلالنا السياسي والاقتصادي".

بموازاة ذلك ذكرت تقارير أن لندن تخلت عن خطط لفرض رقابة حدودية تامة على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي في ختام الفترة الانتقالية تجنبا لإلحاق مزيد من الضرر بالمؤسسات التي هي أصلا ضحية الآثار الاقتصادية لفيروس "كورونا" المستجد.

وأظهرت إحصاءات جديدة أن ​الاقتصاد البريطاني​ سجل انكماشا قياسيا بأكثر من الخمس في نيسان/أبريل أي أول شهر كامل من العزل من جراء الفيروس مقارنة بآذار/مارس.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن بريطانيا ستطبق "نظاما موقتا أقل صرامة" بغض النظر عما إذا تم التوصل لاتفاق تجاري جديد.

وردا على سؤال بشأن التقرير قال المتحدث باسم جونسون "إنها أوقات غير مسبوقة".

واضاف "لهذا السبب نحن بصدد وضع خطة براغماتية ومرنة لمساعدة الأنشطة التجارية على التكيف مع التغيرات".

وانسحبت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير بعد عضوية فيه استمرت 47 عاما. لكن الطرفين اتفقا على مرحلة انتقالية يتم خلالها تحديد العلاقات التجارية والأمنية.

والمفاوضات متعثرة منذ أشهر حول مسائل مهمة مثل حقوق الصيد البحري والتزامات الحفاظ على معايير الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالسلامة والصحة والمساعدات الحكومية والبيئة.

وسيتدخل جونسون نفسه الأسبوع المقبل إذ سيتحدث إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين لتقييم التقدم المحرز.

ودعا رئيسا حكومتي اسكتلندا وويلز الجمعة في رسالة مشتركة جونسون إلى تمديد الفترة الانتقالية في سبيل دعم الأنشطة التجارية

وكتبت نيكولا ستورجون رئيسة وزراء اسكتلندا ونظيرها الويلزي مارك دريكفورد "نعتقد أن الخروج من الفترة الانتقالية في نهاية العام سيكون عملا متهورا للغاية".

وأضافا أنه من دون تمديد للفترة "في أفضل الأحوال لن يكون هناك سوى اتفاق تجارة بالحد الأدنى من الضرر بل ما هو أسوأ منه، نتيجة كارثية لعدم التوصل لاتفاق".

لكن مفوض الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش قال إن غوف "لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا" بشأن الموقف البريطاني في محادثات الجمعة.

وأضاف "كانت تلك آخر لجنة مشتركة (بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المتحدة) قبل انقضاء المهلة لذا نعتبر هذا القرار نهائيا".

وقال إن بروكسل "تناشد" من أجل تسريع العمل لضمان "علاقة وثيقة وودية جدا" بحلول مطلع 2021.

وأكدت بروكسل الجمعة أن المحادثات التجارية ستتواصل خلال الصيف، مع جولات مفاوضات مقررة في تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر.