وجد باحثون في دراسات أولية أن البيانات من جهاز يمكن ارتداؤه من شأنها الكشف عن أعراض ​فيروس​ ​كورونا​، قبل أيام من إدراكك أنك مريض. وهذا يعني أن أجهزة تتبع اللياقة البدنية يمكن أن تكون في طريقها لأن تصبح أجهزة تتبع للأمراض.

فقد قامت كل من جامعات "ستانفورد" و"​كاليفورنيا​" و"ويست فرجينيا" الأميركية، بدراسة وتحليل 5 ساعات ذكية هي "​آبل​ ووتش"، "فيت-بيت"، "غارمين"، "أميز-فيتس" و"بيديتس"، بالإضافة إلى خاتم أورا" الذكي.

جميع الأجهزة الذكية التي تمت دراستها تقدم تحليلات للنشاط الرياضي واللياقة البدنية لمستخدميها، بالإضافة إلى خواص أخرى متعلقة باستخدام ​الهاتف الذكي​ كما هي ساعة "آبل". وخلال الدراسات، حاول الباحثون تتبع أي تغيرات غير معتادة قد تطرأ على معدل نبضات القلب والنشاط ودرجة حرارة الجسد وأنماط ​النوم​، بالإضافة إلى أي بيانات حيوية أو مؤشرات تساعد على التنبؤ وتشخيص الإصابة بفيروس كورونا.

وكشفت البيانات الأولية القادمة من دراسة ساعات "فيت-بيت" وخواتم "أورا"، أنها قادرة على تقديم البيانات المبدئية المطلوبة لتشخيص الإصابة. وبتحليل البيانات، وجدت الدراسة أن ساعات "فيت-بيت" تمكنت من رصد ارتفاعا بمعدل نبضات القلب لدى بعض المصابين بعدوى "كوفيد 19" بوقت مبكر، لا يقل عن 9 أيام قبل ظهور الأعراض على مستخدمها وطلبه الرعاية الطبية.

أما خواتم "أورا"، فقد تمكنت من التنبؤ بإصابة مستخدمها بالحمى والسعال وضيق التنفس خلال فترة وصلت إلى 3 أيام قبل ظهورها. ورغم أن الساعات الرياضية تم تسويقها منذ ظهورها كوسيلة لرصد النشاط البدني وعدد الخطوات التي يقوم بها مرتديها، واعتبر رصدها لنشاط القلب آنذاك أمرا متقدما نسبيا، إلا أن الدراسة الأخيرة جعلتها أقرب لدخول عالم الرعاية الطبية من أوسع أبوابه.

وكانت دراسات سابقة قد ربطت ما بين تكنولوجيا الساعات والخواتم الذكية والكشف المبكر عن عدد من المشاكل الصحية، كارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام نبض القلب، بالإضافة إلى الفشل الكلوي. علاوة على ذلك، شهدت السجلات الطبية روايات لمرضى قالوا إن أجهزتهم الذكية حثتهم على اللجوء إلى غرفة الطوارئ حتى قبل شعورهم بإصابتهم بالمرض.

وكانت الشركة المصنعة لساعات "فيت-بيت"، قد أعلنت الشهر الماضي عقدها لشراكة مع كلية الطب في جامعة ستانفورد الأميركية ومعهد "سكريبس" للأبحاث، وذلك لتصميم خوارزمية قادرة على قياس نشاط القلب ودرجة حرارة البشرة لدى مستخدمها.

وقال باحثون أن النتائج الأولية أظهرت أن ساعات "فيت-بيت" قادرة على التنبؤ بالإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، حتى قبل التشخيص التقليدي، لدى 11 من 14 مريضا شاركوا بالدراسات. ولا تزال الدراسات في أطوارها الأولى للتحقق من مدى فعالية الساعات والأجهزة الذكية بتقديم تشخيص طبي كاف حول إصابة المرضى بعدوى فيروس كورونا.