خاص ــ "الإقتصاد"

صحيح أن العالم الافتراضي المتمثّل بوسائل التواصل الاجتماعي، ألغى المسافات والفوارق بين البشر، وفتح قنوات التعارف بين بني البشر، وشكّل نعمة في ​فضاء​ مفتوح على كلّ شيء، الّا أنه تحوّل في مواطن كثيرة إلى نقمة، أوقعت الآلاف ​الشباب​ والفتيات ضحية عصابات وناشطين بارعين في اصطياد الأشخاص وابتزازهم مادياً وجنسياً، وتحويلهم إلى ضحايا ورهائن نزوات مرّت في علاقات عابرة، وهو مات ينطبق على حالة فتات أغراها "الحبيب المزعوم" بوعد الزواج والهجرة الى ​أستراليا​، لتكتشف بعد أشهر أنه جرّدها من أموالها وهددها بفضها والنيل من شرفها ب​صور​ وتسجيلات التقطها عبر هاتفه.

وفي تفاصيل القضية، فقد تعرّف المدعى عليه "علي. ن" على المدعية "دينا. ش" عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، وسعى عبر ​اتصالات​ ومحادثات متكررة إلى توطيد علاقته بها والتعرّف عليها عن قرب، وأوهمها أنه معجب بها ويريد أن يتزوجها، وتمكن من خلال مناوراته الاحتيالية أن يوقعها في ضروبه ويجعلها أداة طيّعة لتنفيذ طلباته وتسليمه مبالغ مالية، بدأت بحصوله منها على مبلغ أربعة آلاف دولار، بحجة أنه سوف ينجز أوراق الهجرة لهما الى ​استراليا​.

مرّت المهلة المتفق عليها لإنجاز معاملة الهجرة ولم يحصل شيء، ولتبرير هذه المماطلة أقنعها بتأخير تقديم طلب الهجرة ومن ثم تأخير خطوبتهما بسبب وفاة زوج خالته، وانشغاله بفترة الحداد الطويلة، ليعود بعدها ويقنعها بإرسال مبلغ ألف دولار إضافي عبر شركة OMT بحجة أنه متواجد في ​الأردن​، وربح سيارتين يرغب بشحنهما إلى باسم "حلوم. ك" التي تبين أنها زوجته من دون ​علم​ الأخيرة بما يفعل زوجها.

لم تتردد "دينا. ش" في الاستجابة إلى طلب حبيبها المزعوم، فحوّلت له المبلغ المطلوب بواسطة أحد مراكز تحويل الأموال في منطقة الحمراء، بعدها أقدم على وضع "بلوك" على رقم هاتفها وانقطع على التواصل معها، ليعاود بعد خمسة أشهر الاتصال بها طالباً منها تحويل مبلغ 300 دولار على اسم "حلوم. ك" التي سوف ترسل لها إلى مركز تحويل الأموال مبلغ 4000 دولار أميركي، الّا أنه وبعد أن انتظرت المدعية فترة في مدينة بيروت عاد وطلب منها التوجه إلى مدينة حمص في ​سوريا​، حيث سيعيد لها شخصياً الأموال هناك، ورغم توجه "دينا" إلى المكان المحدد في حمص، لم يحضر المدعى عليه ولم يبرر السبب.

عندما أدرك المدعى عليه "علي. ن" أنه بات مسيطراً على المدعية التي تلبي كل طلباته رغم أكاذيبه وخداعه، عاد واتصل بها بعد أشهر وطلب منها تحويل مبلغ 400 دولار أميركي لصالح شخص يدعى "أحمد. ي"، مهدداً إياها بالتشهير بها في حال لم تستجب لطلبه، مستغلاً المحادثات التي تمت بينهما، ومؤكداً أن بحوزته تسجيلات بصوتها، وأرسل لها رسالتين في هذا الصدد ليثبت صحة تهديداته، ولدى تقديم المدعية شكوى قضائية، فنّدت فيها ما حصل معها، تمت مراقبة حركة اتصالات المدعى عليه وجرى توقيفه، فاعترف بأنه أوهم المدعية بالزواج، ولم يعلمها بأنه متزوج من أجل اقناعها والحصول على كل ما يطلب منها.

قاضي التحقيق في بيروت الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذه الدعوى، أكد في قرار ظني أن المدعى عليه "علي. ن" أقدم على الاستيلاء على أموال المدعية "دينا. ش" بالطرق الاحتيالية وعبر التهويل عليها بفضح أمر من شأنه أن ينال من شرفها، وقد ثبت حصوله على أموال منها عبر صور ​الحوالات​ المالية والمراسلات بينهما، وشدد على أن أفعال المدعى عليه تنطبق على جرم الاحتيال وابتزاز أموال المدعية بالتهديد، والتي تصل عقوبتها القصوى الى السجن ثلاث سنوات، وأحاله موقوفاً على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لمحاكمته.