ابتكر العلماء في جامعة ​كولورادو​ بولدر، ما أسمته صحيفة "​ديلي ميل​" البريطانيّة بـ"​الإسمنت​ الحيّ"، الذي يعج ب​البكتيريا​ القابلة للنمو والتكاثر لتجدّد نفسها، بما يماثل الوظائف الحيويّة لأيّ كائن حيّ.

وتتكوّن الخرسانة من مزيج من الجيلاتين والرمل والبكتيريا الزرقاء، التي تقوم بالوظائف الحيويّة أهمّها التركيب الضوئي، ما يعطيها لونًا أخضر أثناء نشاطها الحيويّ الذي يتلاشى مع موت البكتيريا. وتبقى البكتيريا حيّة لأسابيع عدة، ويمكن تجديد عمليّاتها الحيويّة، ما يؤدي إلى تزايد عددها وذلك من خلال عمليّة تسمى الانشطار الثنائي، حيث تتفكّك الكروموسومات وتنقسم الخليّة الواحدة إلى خليّتين.

ووجد الباحثون أن البنية الناتجة قادرة على تجديد نفسها 3 مرّات بعد تعريضها للضرر، وقد تمكنّوا من إنتاج 8 قوالب من الطوب الحيويّ من قالب طوب واحد عبر 3 أجيال. أما بالنسبة للغرض الرئيسي لتلك الدراسة، فهو توفير بدائل خضراء صديقة للبيئة بدل ​مواد البناء​ التقليديّة المستخدمة حاليّاً، خاصة أن صناعة الإسمنت، الذي يعدّ المكون الرئيسي لخرسانة البناء، تسهم بمفردها بنحو 6% من انبعاثات ثاني أكسيد ​الكربون​ عالميّاً.

وأضف إلى هذا أن صناعة الإسمنت من الصناعات شديدة التلويث للهواء بالحبيبات الدقيقة التي تمتلك آثاراً سلبيّة وخيمة على صحّة الإنسان.