بدأت مناطق ​السياحة​ الساخنة في العالم العودة إلى ما كانت عليه تدريجياً بعد فترة الإغلاق الطويلة والصعبة، ولكن لا تبدو أنها ستكون جذابة كثيراً. وأصبحت الصحة العامة عاملاً مهماً في السياحة: فالخلو من فيروس ​كورونا​ يمثل تصنيف خمس نجوم. وإذا كانت هناك وجهة قد تصبح بوجه خاص ملاذاً مثالياً من فيروس كورونا، فهي ​أيسلندا​. فتلك الدولة الجزيرة، التي يبلغ تعداد سكانها 360 ألف نسمة، معروفة منذ زمن طويل بطبيعتها الخلابة، وكهوف الحمم البركانية، وأضواء الشفق القطبي الشمالي.

ونالت أيسلندا إشادات باعتبارها دراسة حالة تتعلق بفيروس كورونا، حيث حافظت على السيطرة على تفشي كورونا دون فرض إغلاق فوضوي، أو شديد القسوة. فقد أوضحت الأبحاث العلمية الخاصة بانتشار الفيروس في بداية مارس الماضي أن القادمين من ​بريطانيا​ و​أوروبا​، وليس من ​الصين​، هم الذين كانوا يجلبون الفيروس إلى أيسلندا. وعلى هذا الأساس، قد يتعين على الزوار تحميل التطبيق الإيسلندي لتتبع المخالطين عبر ​الهاتف المحمول​.

ويبدو أن هذا أمر عادل تماماً، في ضوء سياسات البلاد القوية بالنسبة لحماية البيانات وفي مقابل هذه الشروط الخفيفة، سوف يتمتع الزائرون بمكان ليس به زحام أو سياسات تقييدية بالنسبة للحركة وارتداء الكمامات.

ويقول الكاتب الفرنسي ليونيل لوران، في تحليل له نشرته وكالة "​بلومبرغ​" للأنباء، أنه من المرجح أن تكون أيسلندا نبراساً للدول التي تحاول تحقيق توازن بين جذب الزوار وتجنب حدوث زيادة كبيرة في حالات الإصابة بكورونا.

وساهمت أيسلندا في توفير ​الدعم المالي​ لقطاع السياحة الذي أصبح سلعتها التصديرية الأساسية في أعقاب أزمة ​المصارف​ القاسية في عام 2008. ويعتبر قطاع السياحة الذي يمثل 10% من إجمالي ​الناتج المحلي​، جزءاً كبيراً من اقتصاد أيسلندا، ولذلك فإن اجتذاب الزوار من الداخل والخارج استراتيجية ضرورية.

ويختتم لوريان تحليله بالقول، أنه لا يبدو أن أياً من هذه الأمور سيكون كافياً لتجنب حدوث ركود عميق في أيسلندا هذا العام، حيث تراجع عدد المستهلكين في العالم، وليس هناك إقبال كبير على السفر. كما أن هذا لن يكون كافياً لتجنب زيادة جديدة في الإصابة بالعدوى إذا ما وقع السيناريو الأسوأ.