من قلب العتمة في هذه المرحلة التي دخلها ​لبنان​ على دفعات متتالية من اوضاع سياسية غير مستقرة، واقتصادية صعبة واجتماعية خطيرة بدأت ملامح نور وانفراج تلوح في الأفق بعدما بعد تسريب معلومات مؤكدة عن ان التنقيب في البلوك رقم 4 الذي تقوم به شركة "​توتال​" الفرنسية يؤكد وجود ​الغاز​ بكميات كبيرة في هذا الموقع رغم عدم انتهاء الاعمال طبقا للبرنامج الزمني المتفق عليه معها من قبل ​الحكومة اللبنانية​ .

وفي تقرير اولي للشركة علم ان "توتال" قالت كلمتها ووضعت لبنان في مصاف الدول المنتجة للنفط والغاز . وكمية الغاز التي بدأت تتكشفها عملية التنقيب تفيد ان لبنان سيكون اغنى من دول عدة.

بعد الاستكشاف على مواقع الآبار التسعة الملحوظة للتنقيب تبيّن انها تمتد على عمق يتراوح بين 250 و300مترا مربعا.

ومن المعلوم ان التنقيب في البلوك رقم 4 الذي هو على عمق 1300متر مربع هو بئر صخري يمتد على البحر الابيض المتوسط اي اكثر من الف متر من باقي الآبار في لبنان ويقع قبالة المدن الساحلية الثلاث جونية ، ​جبيل​ والبترون .

ويحتاج الى حفر عدة انابيب ضخمة لاستخراج الغاز .

وتشير ايضا المعلومات الى ان الانتاج اليومي من البلوك رقم 4 سيكون مذهلا وقد يكون يقارب انتاج ​روسيا​ وقطر رغم ان روسيا تزّود ​اوروبا​ بالغاز ، فيما قطر تزوّد كل من ​اميركا الشمالية​ والجنوبية و​الصين​ بالغاز .

و"توتال" التي تقدر وجود كمية كبيرة من الغاز في العالم في البلوك رقم 4 بحاجة الى مساعدة كل من شركتي "ايني " الايطالية "ونوفاتيك" الروسية لاستخراج الغاز . والى ذلك، سيتم انشاء عدة مخارج للغاز عاى ان تكون حركة السفن بمعدل 24 سفينة في اليوم الواحد.

وقدرت " توتال " مدخول لبنان من الغاز السائل سيكون بالمليارات دولار ، وهذا المبلغ ستحصل عليه الحكومة اللبنانية من الشركة الدولية ، ما يعني ان لبنان سيصبح من بين اغنى الدول في المنطقة في السنوات القادمة اذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها .

وفي المعلومات ايضا ، ان "توتال " دعت حكومة الرئيس الفرنسي الى التفاوض مع لبنان بعيدا عن اي ​مناقصة​ لحصول الشركات الفرنسية على 30% من ارباح الغاز مقابل 70% للدولة اللبنانية .

وترى الشركة ان التركيز يجب ان يتم على هذا البلوك رقم 4 في هذه المرحلة وعدم البدء بالتنقيب في باقي الآبار الأخرى ، لأنه موصول على محيط كامل من الغاز لا ينضب حتى بعد 50 سنة ، وهي تعد احدى ​الثروات​ في اي بلد في العالم .

وتريد ​فرنسا​ مد 4 انابيب ضخمة من الغاز ، انطلاقا من هذا البلوك في لبنان الى فرنسا، ​اسبانيا​ و​ايطاليا​ لتوزيع المادة الى كل اوروبا . وكذلك الى ​بريطانيا​ التي يعتبر مصروفها من الغاز كبيرا.

ما بعد اعلان النتيجة

في الايام القليلة المقبلة ، ستتأهّب شركة "توتال " لاعلان نتائج استكشافها الاكثر من ايجابي وذلك قبل انتهاء فترة الشهرين على انتهاء اعمال التنقيب .

وستركز اهتمامها على حفر بئر استقصائي للتأكد من الكمية المُكتشفة ونوعيتها، خلال مدة اوبضعة اشهر قبل الانتقال الى مرحلة تطوير الحقل، وهذا الأمر سيستغرق ما بين 6 الى 7 سنوات .

فيما ان التحدث بارقام عن الكميات الموجودة من الغاز سيبقى غير دقيق بانتظار عملية الاستخراج، تشير جهات مهتمة بالقطاع الى انه قد يقارب ال 4 تريليون قدم مكعب او اكثر.

اخيرا في العام 2020 ، بدأ التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان . وقبل ذلك ، مرّ هذا الملف في حقبة طويلة من الأخذ والرد لم نفهم خلالها لماذا لم تطلق هذه الورشة الهامة سوى ان المنافع السياسية واعتباراتها الداخلية والأقليمية كانت تقف حاجزا قويا بوجه اي خطوة جدية.

منذ أصدر المفوَّض السامي الفرنسي "هنري دو جوفنيل" عام 1926 تشريعاً، اجاز فيه التنقيب عن الثروات الطبيعية، وأثبتت دراسات لخبراء فرنسيين وأميركيين وبعدهم شركة نفط ​العراق​، إحتمال وجود كميات هائلة من الغاز تُقارب 122 تريليون قدم مكعب، وما بين 30 الى 40 بليون برميل من ​النفط الخام​.

جميع الدراسات وأعمال التنقيب الإستكشافية التي حصلت منذ العام 1932 وحتى العام 1963 أثبتت وجود هذه الثروات في البحر والبرّ، الى أن أكدت شركة "سبكتروم "البريطانية عام 2002 وجود الغاز على طول الساحل اللبناني، تزامناً مع إعلان شركة "جي. آي. إس. "النروجية أن أكبر مخزون من الغاز في لبنان موجود قبالة شاطىء العبدة.

في 2018 ، وقعت الحكومة اللبنانية عقوداً مع ثلاث شركات دولية هي "توتال" الفرنسية و"إيني" الايطالية و"نوفاتيك" الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في هاتين الرقعتين.

وعام 2019 ، أطلق لبنان دورة التراخيص الثانية في خمسة بلوكات أخرى على أن يكون الموعد النهائي لتقديم الطلبات في نيسان 2020.

في 25 شباط 2020 ، وصلت صلت سفينة الحفر Tungsten Explorer الى ​المياه​ الاقليمية اللبنانية ، وتمركزت في نقطة حفر البئر الاستكشافية الأولى في الرقعة رقم 4 على بعد حوالي 30 كلم شمال بيروت.

كان بانتظارها عند نقطة التمركز سفينتا الدعم اللوجيستي للبدء بتزويدها بالمعدات والتموين.

وأوضحت شركة "توتال" في بيان صادر عنها ان : "سيتمّ حفر البئر الاستكشافيّة على عمق 1500 متر كما تهدف البئر إلى استكشاف مكامن تقع على عمق يتخطّى 2500 متر تحت قعر البحر". وقدّرت الشركة أن "تستمرّ أعمال الحفر لمدّة شهرين وبعدها ستغادر سفينة الحفر لبنان.

يتم استخراج ​الغاز الطبيعي​ من خلال حفر بئر ضخم وتثبيت غلاف معدني في الحفرة، ثم تركيب مضخة تجميع فوق الغلاف المعدني، وغالباً ما يكون استخراج الغاز الطبيعي عملية ثانوية أثناء عملية استخراج ​البترول​.

ماذا عن قطر وروسيا ؟

لبنان سينافس قطر وروسيا في ​انتاج الغاز​ ! معلومات تثير الفضولية لمعرفة طاقة لبلدين .

بعض الخبراء يعتبر قطر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وتبلغ احتياطيات الغاز في قطر نحو 15% من احتياطي الغاز الطبيعي المكتشف في العالم.

واعلن وزير الدولة لشؤون ​الطاقة​ والرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول" سعد الكعبي، أن الطاقة الإنتاجية لقطر من ​الغاز الطبيعي المسال​ سترتفع إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول 2027 من 77 مليون طن حالياً وبنسبة زيادة تبلغ 64%.

اما بالنسبة لروسيا ، فقد نشرت وزارة الطاقة الروسية مشروع استراتيجيتها للطاقة حتى عام 2035، والتي تهدف إلى أن تصبح روسيا إحدى الدول الرائدة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.وحسب مشروع الاستراتيجية، من المخطط أن يصل إنتاج الغاز الطبيعي المسال إلى ما بين 46 و65 مليون طن بحلول عام 2024، وما بين 70 و82 مليون طن في 2035.

وتتوقع وزارة الطاقة أن يكون إنتاج الغاز عند مستوى 795 – 820 مليار متر مكعب سنويا حتى عام 2024 ومستوى 850 – 924 مليار متر مكعب سنويا حتى 2035.

احتياطي ابرز الدول المنجة للغاز

وفي ما يلي الدول التي لديها أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي:

الجزائر​: تمتلك دولة الجزائر ما يقارب من 4.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتمثّل ما نسبته 2.37% من احتياطي العالم من الغاز

فنزويلا​: تمتلك فنزويلا ما يقارب من 5 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتمثّل ما نسبته 2.62% من احتياطي العالم من الغاز.

نيجيريا: تمتلك ما يقارب من 5.25 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتمثّل ما نسبته 3% من احتياطي العالم من الغاز.

الإمارات: تمتلك ما يقارب من 6 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتمثّل ما نسبته 3.19% من احتياطي العالم من الغاز.

الولايات المتحدة الاميركية​ : تمتلك ما يقارب من 6.93 ترليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وتمثّل ما نسبته 3.64 من احتياطي العالم من الغاز.

روسيا: يصل احتياطي الغاز لديها حوالي 47.57 مليار متر مكعب، ويمثّل ما نسبته 25% من احتياطي العالم من الغاز.

وتبقى التطلعات ان ينجح لبنان في الانتقال الى نادي الدول المنتجة للغاز والنفط .