عقدت ​الهيئات الاقتصادية​ اللبنانية برئاسة رئيسها ​محمد شقير​ إجتماعاً عبر الفيديو، وبمشاركة جميع الاعضاء، تم خلاله مناقشة مختلف المستجدات في البلاد وخصوصاً التطورات الحاصلة على المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

وبعد نقاش مطول، أصدر المجتعمون بياناً اشادوا فيه بالنجاح الكبير لعملية اجلاء اللبنانيين من دول الانتشار وإعادتهم الى لبنان، وبإجراءات الحكومة المتخذة في هذا الإطار والتي كانت محط إعجاب وتقدير من قبل الجميع.

وشددت الهيئات على أن شدة الأزمات التي تعصف بالبلاد وتداعياتها الخطرة، تستوجب تعميم هذه الروحية التي تستنتد الى شعور عميق بالمسؤولية الوطنية واعلاء مصلحة لبنان فوق أي اعتبار فضلاً عن الانفتاح والتعاون والتضامن، لأن ذلك هو السبيل الوحيد للنجاح بكل الملفات المطروحة.

وفي سياق متصل، نوهت الهيئات الاقتصادية بتعميم "​مصرف لبنان​" المتعلق بصغار المودعين الذين تقل حسابتهم عن 5 ملايين ليرة أو 3 آلاف دولار. وأعتبرت ان من شأن هذا التعميم توفير الحاجات الحياتية والمعيشية وحماية حقوق هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع اللبناني التي يقدر عدد حساباتها حوالي مليون و725 ألف حساب، لافتة الى أهمية استكمال هذه الخطوة بخطوات مماثلة في المفترة المقبل لباقي صغار المودعين، وتخفيف الضغط الكبير عن ​القطاع المصرفي​.

وبالنسبة لمشروع تعديل قانون حماية ​المستهلك​، كررت الهيئات حرصها الشديد على ضرورة اتخاذ كل الاجراءات والتدابير التي من شأنها حماية المستهلك ومنع الاحتكار، الا انها في الوقت نفسه شددت على ضرورة حماية مبادئ النظام الاقتصادي الحر والمنافسة التي نص عليها الدستور.

وأعلنت الهيئات رفضها المطلق لحملة التشهير والتهجم التي تساق ضد المؤسسات التجارية في إطار من الشعبوية التي لا تستند على إي معلومات ومعطيات حقيقية، معتبرة أن من شأن هذا النهج المتمادي في الفترة الأخير سيؤدي الى فرملة النشاط التجاري وتوقف مؤسسات كبيرة عن العمل، تحت وطأة الضغوط الداخلية المتعددة ومشكلات أخرى خارجية ناتجة عن توقف المعامل الذي جعل عملية شراء المواد الأولية من ​الاسواق العالمية​ تتم من خلال المزايدات لشح الكميات المعروضة، محذرة من حصول نقص كبير في المواد الأولية و​السلع الغذائية​ والاستهلاكية الاساسية المستوردة خلال الشهرين المقبلين.

كما نبهت الهيئات الاقتصادية الى ان سياسة الدولة بتحديد ​اسعار المنتجات​ على انواعها من شأنه ان يؤدي الى نقص مؤكد لهذه المنتجات وتدني في النوعية المعروضة في الاسواق، مشيرة الى ان الطلب العالمي يرتفع بشكل كبير خصوصاً بالنسبة للمنتجات الغذائية على اختلافها، وان اتباع سياسة تحديد الاسعار في لبنان من شأنه تحفيز تصديرها الى أسواق الدول المحيطة وحتى البعيدة.

ولفتت الهيئات الى أن ​الأزمة الاقتصادية​ والمالية التي يمر فيها لبنان أصابت بالصميم ​القطاع الخاص​ وانهكته وأفقدته الكثير من قدراته وامكاناته، واليوم بعد وباء كورونا هناك قطاعات بأكملها مهددة بالانهيار، لذلك شددت الهيئات على ضرورة التعاطي بالكثير من التأني والدقة مع مواضيع لها علاقة بالقطاع الخاص، لأن أي تسرع وارتجال من شأنه ان يعجل ليس بانهياره فحسب إنما بانهيار الاقتصاد الوطني برمته.

وشددت على ان الحوار والتشاور والتعاون بين القطاعين العام والخاص في مواضيع ذات صلة هي السبيل الوحيد للوصول الى الأهداف المرجوة وانقاذ الاقتصاد واعادته الى طريق التعافي والنهوض.

وقررت الهيئات الاقتصادية ترك اجتماعاتها ومفتوحة، وهي ستكون على تواصل دائم في ما بينها لمواكبة المستجدات لاتخاذ المواقف المناسبة منها.